الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 02th January,2006 العدد : 136

الأثنين 2 ,ذو الحجة 1426

يا سميّ الخليل...!
سليمان بن عبدالعزيز الشريف
أخرجوه من صمته بالسؤال
يتدفقْ بمنطقٍ كالزلال
كان عهدي به هزاراً شجيّاً
صادحاً في البكور والآصال
ذكِّروه بما مضى من ليالٍ
طيّب الله ذكر تلك الليالي
في زمان كنا نفيض حماساً
وكأنَّا في عالمٍ من خيال
حين كنا في معهد العلم نلقي
ما كتبنا من قصةٍ أو مقال
أو قصيدٍ يثير في أنفس الناس
شعور الإعجاب والانفعال
في مساء الخميس من كلِّ أسبو
عٍ ترانا كأننا في احتفال
وترى الناسَ يسرعون إلى المع
هد بعد الصلاة والابتهال
وترى الساحة الفسيحة غصّت
بجموعٍ.. شبيبةٍ ورجال
كلهم جاء رغبة في استماعٍ
وانتفاعٍ لا رغبةً في التسالي
وسميّ الخليل مثل صهيل
حين يبدو بنوره المتلالي
فله في الإلقاء قدحٌ معلّى
بزَّ أقرانَه بدون جدال
تشرئب الأعماقُ إن قام يلقي
وتصيخ الأسماعُ دون انشغال
واحمرار الأكفِّ من شدّة التص
فيق حين الإلقاء شيءٌ خيالي
و(صدى المعهد)(1) التي كنت فيها
ظاهر الجهد وافي المكيال
كل أعدادها تحلّت بما أع
ددت من جيّدٍ بعيد المنال
كم أثرت الإعجاب في أمسياتٍ
جئت فيها بفائقٍ كاللآلي
كم أثرت الشجونَ فيما تطرّق
ت إلى ذكره من الأحوال
غير أني لم استمع منك ما ير
ضي غروراً بسيدات الجمال
ذكّروه بمسرحية بدرٍ
إذْ يدوِّي بها أذان بلال
بعد نصر الإسلام فيها على الكف
ر ومرأى الكفّار في شرِّ حال
فتراهم صرعى كأعجاز نخلٍ
وغداً في الجحيم شرّ مآل
وابن سعدي(2) عليه رحمة ربي
قد أتانا في هالةٍ من جلال
باسم الثغر مشرق الوجه يحكي
طلعةَ البدر في ليالي الكمال
فاحتفينا به احتفاءً كبيراً
مثلما يُحتفى برؤيا الهلال(3)
سرّه ما رأى فأثنى علينا
أنْ هُدينا لهذه الأعمال
ولأستاذنا العزيز الذي قا
م بإخراجها كريم الخصال
هو عبدالكريم(4) أبقاه ربي
وجزاه بالخير والإفضال
بذل الجهدَ مخلصاً ما توانى
أو شكا من ملالةٍ أو كلال
واستمر التدريب شهراً فلمّا
أنْ أجدنا الأدوار دون اختلال
عُرضت مرتين حتى اطمأنت
نفس أستاذنا إلى الاكتمال
فجزاه الإله خيراً لما قدّ
م من خدمةٍ بكل مجال
فهو رمز الوفاء والصدق والإخ
لاص يسعى إلى حميد الخلال
يا سمي الخليل هلاّ تذكّرت
أصيلاً بين النخيل الطوال
عند (روثانة)(5) بها بارك الله
فناءتْ بطيّب الأحمال
فتسلّقْتَها بدون أداةٍ
(ونفذت الثياب بالسروال)(6)
ثم أنزلتَ ما قطفتَ من التم
ر ومن طيّبٍ من البسر حالي
فانطلقنا به إلى البيت سيراً
وأكلناه دون أم العيال
وضحكنا لمّا انتهينا وقلنا:
هل أُصبنا بلوثةٍ من خبال؟!
ولوَ أنا من شدّة الجوع نشكو
وأتانا من أطيب الآكال
ما اشتهيناه مثل شهوة هذا ال
تمر أنعم به وبالأُكَّال
يا سمي الخليل عذراً إذا قصّ
رتُ في منطقي عن الإكمال
ما على الشيخ حين يكبو ملامٌ
فاغفروا للشيوخ من أمثالي
وإذا كان ذلك الشيخ أعمى
فهو أحرى بالعفو والاحتمال
يا سمي الخليل والعمر يمضي
وعلى الله في الأمور اتكالي
وأنا الآن قد غزا الشيب رأسي
وبدا الارتعاش في أوصالي
قد بلغتُ السبعين أو زد قليلاً
وعليّ الإعداد للارتحال
وإذا ما غداً حنا الدهر ظهري
ثمّ أصبحتُ مثل قوس النبال
ثمّ أمسكتُ بالعصا في يميني
أتوكّا وتارةً بالشمال
فعسى الله أن يتوبَ علينا
ويزيلَ الآلام بالآمال
ربِّ أحسن ختامنا وأجرنا
في مقامٍ يعجُّ بالأهوال
****
(1)الصحيفة التي كنا نصدرها في المعهد العلمي بعنيزة.
(2)الشيخ عبدالرحمن بن سعدي -رحمه الله
(3)هلال رمضان أو العيد.
(4)الأستاذ الدكتور عبدالكريم محمد الأسعد.
(5)نوع من النخل.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved