الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 02th January,2006 العدد : 136

الأثنين 2 ,ذو الحجة 1426

«بنات الرياض»
الرواية الحدث..أم الحدث الرواية؟
بنات الرياض.. أم بنات الفئة المخملية التي تتنفس الرفاهية ويحيطها الترف من جميع الجهات ولكنها بلا جهات.
بنات الرياض أم هموم وانكسارات فتيات لديهن كل شيء ولكن لا يجدن السعادة؟ بنات الرياض أم قلوب إناث حالمات حد النجوم يرسمن ملامح حبهن ويجدن لحظات أنفسهن بلا أحلام؟.
بنات الرياض أم البنات جميعا وإن اختلفت التفاصيل؟.
تأتي رجاء الصانع لتنثر أمامنا تفاصيل تفوح منها روائح مختلفة رائحة الياسمين ورائحة ريح لا تحمل المطر تدخلنا إلى مساحات من الترف اللامحدود وإلى أماكن تدثرها الثلوج ولكنها لا تذيب جليد العواطف.. تركض بنا إلى أروقة الأنوثة الحالمة تلك الأنوثة التي تحلم برجل وأطفال، وتلقي بنا بكل قسوة إلى تناقضات المجتمع وإلى أعراف جبل عليها مجتمعنا.
تأتي رجاء الصانع وتفتح أمامنا نوافذ صغيرة عديدة على مجتمعنا كلا بل على أنفسنا وعلى أفكارنا العقيمة.
بنات الرياض رسائل أدبية إلى الفتيات الصغيرات تحمل لهن خبرات وتجارب لكي لا يقعن في دوائر الانكسارات.
بنات الرياض طرح أنثوي جريء ولغة سلسة ورحلة أعماق الأعماق.
بدأت الروائية رجاء الصانع روايتها بأول رسالة عبر تقنية العصر (سأكتب عن صديقاتي) فليصمت الجميع سأكتب عن أحلامهن أخطائهن اتجاهاتهن أفكارهن ودموعهن. ولربما كانت إحدى صديقات الروائية صديقة لنا نحن أيضاً.
(سأكتب عن صديقاتي) مع الرجل نعم مع الرجل فالرواية تدور حول علاقة الأنثى بالرجل وعلاقة الرجل بالمجتمع الرجل الذي لا زلنا كإناث نحلم به يأتي على جواد أبيض. الرجل صاحب الكلمة والقرار والإحساس. لتؤكد لنا رجاء الصانع أنانية الرجل وضعفه أمام الآخرين لنجد في نهاية الرواية أن الصديقات تبلل دموعهن الرواية عدا إحداهن وهي التي لم يكن لها حضور مكثف في الرواية وهي لميس ونحن ننهي قراءة الرواية نتذكر الروائية الإنجليزية جين اوستن (Jane Austen) والتي عاشت في القرن التاسع عشر واهتمت روايتها بتصوير المجتمع الإنجليزي ونسيجه الاجتماعي عبر قصص عاطفية كروايتها (Pride and Prejudices) الغرور والتحيز).
لتبقى بنات الرياض رواية تستحق كل هذا الجدل وتستحق التأمل وتستحق الإعجاب.
ليبقى التساؤل: هل بنات الرياض حدث أدى إلى رواية أم هي رواية ادت إلى حدث أم كلاهما؟ لتبقى الإجابة لدى رجاء الصانع التي حركت ركود المشهد الثقافي بنص روائي جميل يحمل الشفافية والواقعية والإبداعية والتميز.
فاصلة أخيرة
هذا عمل يستحق أن يقرأ وهذه روائية أنتظر منها الكثير
إمضاء: غازي القصيبي


تركية العمري
قاصة وشاعرة

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved