Culture Magazine Monday  02/04/2007 G Issue 193
فضاءات
الأثنين 14 ,ربيع الاول 1428   العدد  193
 

على مائدة الشيخ التويجري(4)
د. عيد بن مسعود الجهني

 

 

في الحرس الوطني أثبت الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري قدرات واسعة، وإمكانات متشعبة، فتدرج في مراقي وظائفه حتى أصبح نائباً لرئيس الحرس الوطني المساعد برتبة وزير، وفي ذلك المنصب الرفيع ظل يعطي بإخلاص وتفانٍ عصارة عقله، وقوة نشاطه لا يكل ولا يمل، ويجد في العطاء راحة وسعادة بالغة.

ويجد الشيخ التويجري متنفساً لنزعته الأدبية، وإشعاعاً لميله الأصيل لعالم الأدب والثقافة في الحرس الوطني، فيصبح نائباً لرئيس هيئة الإشراف على مجلة الحرس الوطني، التي تعد واحدة من أهم المجلات في المملكة حيث تبحث في مجالات واسعة في الأدب والتاريخ والثقافة والقصة والشعر، بل إن هذه المجلة واسعة الانتشار من أهم المواضيع الهامة التي تطرق بابها الإستراتيجية العسكرية التي أصبحت اليوم ميدانا لبحوث متعمقة يتناولها العديد من المهتمين بالإستراتيجية ومناحي تخصصاتها المختلفة.

وانفتح له الباب واسعاً عندما أصبح نائباً لرئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) ذلك المهرجان الذي أصبح يحقق كل عام المزيد من الإنجازات التي تؤكد أهميته كمعلم بارز من معالم الوطن، والذي يهدف من خلال دوراته السنوية إلى تأصيل القيّم الدينية والاجتماعية الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، وإيجاد صيغة للتفاعل والتلاحم بين الموروث الشعبي الأصيل بكافة جوانبه وبين الإنجازات الحضارية التي تعيشها المملكة في مختلف المجالات.

وكانت بداية هذا المهرجان الكبير المتميز الذي يبرز الوجه الثقافي والتراثي للمملكة عام 1405هـ حيث انطلقت دورته الأولى كفكرة نيرة بناءة تبناها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وكانت البداية سباق للهجن، ثم تطور المهرجان ليصبح شاملاً لكثير من الأنشطة والفعاليات، يستقطب في كل سنة عند انعقاده ثلة من رموز الفكر والثقافة من بلدان العالم المختلفة.

ولا شك أن صدور المرسوم الملكي عام 1405هـ بإقامة المهرجان على أرض الجنادرية ولمدة أسبوعين كاملين، كان الشعلة التي أضاءت الطريق للمهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي استطاع أن يخرج من ثوب المحلية ويحقق بعده العربي والإسلامي بل والعالمي، ويسجل تطوراً مطرداً حتى أصبح في مقدمة أهم المهرجانات العربية التي تستقطب رجال الأدب والثقافة والفكر، وهو بذلك فرصة تجمع هؤلاء النخب من داخل البلاد مع نظرائهم من العالمين العربي والإسلامي بل ومن مختلف دول العالم.

واستشعاراً من القيادة السعودية لأهمية هذا المهرجان فقد أولته اهتماماً كبيراً، وأنفقت عليه إنفاقاً سخياً، إذ إنه يحقق التفاعل والتواصل بين ماضٍ ثقافي واجتماعي عريق وبين حاضر يشق إنجازات ضخمة في كل المجالات.

وما بين عام 1405 - 1428هـ فإن المهرجان شملت ساحته الواسعة مناحي الفكر والفلسفة، والفنون التشكيلية، والإعلام والتاريخ الإسلامية، والتراث المحلي والعربي والمسرح وأدب الطفل، كما أنه كثيراً ما ناقش قضايا إسلامية معاصرة مثل مفهوم الشورى في الإسلام، أدب الحوار في الإسلام، وبرامج الدراسات العربية والإسلامية والعربية في الجامعات الأمريكية، الفقه والمشكلات الإنسانية المعاصرة وغيرها كثير.

بل إن المهرجان اتجه نحو العالمية فأصبح واحداً من أهم المهرجانات الثقافية العالمية وقد حضر فعالياته وندواته الثقافية مجموعة كبيرة من المفكرين العالميين الذين كان لهم مساهمات متعددة في مجالات الفكر والثقافة والسياسة والحوار الهادف البناء.

وبهذا فإن المهرجان وسيلة فاعلة للحفاظ على التراث السعودي، وفي الوقت نفسه هو وسيلة لتعريف الآخرين بهذا الموروث العزيز، كما أنه وسيلة لاحتكاك الكتاب والمثقفين والمفكرين والأدباء وغيرهم من السعوديين بنظرائهم من العرب والمسلمين والعالميين، كما أن المهرجان بمنحاه العالمي أصبح وسيلة للتعريف بالإسلام بوسطيته السمحة في وقت تشوه صورته ويستهدف من أعدائه.

والشيخ التويجري كان له مساهماته ومشاركاته الواضحة في تطوير كل مراحل هذا المهرجان الذي يشرف على تنظيمه الحرس الوطني منذ انطلاقاته الأولى بحكم موقعه نائباً مساعداً لرئيس الحرس الوطني ونائباً لرئيس اللجنة العليا للمهرجان، فبرامج وندوات ومنتديات المهرجان الثقافية والفكرية حظيت بإشراف بناء من الشيخ التويجري، وكان لحضوره ومشاركاته العديدة إثراء متميز لقي ويلقى الترحيب من مفكري وأدباء ومثقفي العالمين العربي والإسلامي والعالم، الذين يتوافدون سنويا على المهرجان.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة