Culture Magazine Monday  02/04/2007 G Issue 193
مداخلات
الأثنين 14 ,ربيع الاول 1428   العدد  193
 

قراءة لعدد الغذامي

 

 

حفل العدد 190 بتاريخ الاثنين 22-2-1428ه من المجلة الثقافية المعنون ب(الثقافوي) المخصص بأستاذ النقد والنظرية د. عبدالله محمد الغذامي بما يعود بالذاكرة إلى عهد التميز والاحتفاء بالرمز والفكرة بالشخص والاتجاه بالقيمة والقامة وليست هذه المرة الوحيدة التي تعنى هذه المجلة بالرواد والشخصيات فقبل سنة تقريباً وفي عامها الرابع تم افتتاحها بمحمود درويش وعلى لسان مدير التحرير د. إبراهيم التركي في العدد المذكور، (مستذكرين مفتتحها في العام الرابع كان محمود درويش ليمثلا قامتين سامقتين في فضاء الإبداع العربي شعراً جديداً ونقداً جديداً ووعياً بمتغيرات المرحلة سياسياً وثقافياً واجتماعياً).

كان عدد العام الفائت (الرابع) الاثنين 6 من صفر 1428هـ، 6 مارس - أذار 2006م (143) ومن المعلوم في تصنيف المجلة أنها درجت على أبواب معينة من صفحة أقواس إلى شعر إلى فضاءات إلى حوار إلى ملف إلى تشكيل إلى كتب إلى نصوص إلى ذاكرة ومن ثم مداخلات لكن هذه المرة قد تجاوزت كل هذا التخصيص وقفزت بسرعة إلى الشكل والمضمون بما تحمل من هم التفاعل والاندماج بمن تحتفي به ولكان القارئ والمتابع يبتدئ بصورة الرمز وينتهي بها ويتورق ما بين الصورتين بما يراه مناسباً من المكانة الفكرية والثقافية والاجتماعية وقد حدبت هذه المجلة قبل فترة على دراسة ما يؤمن به الدكتور الغذامي من أفكار وأيديولوجيا تجعله بارزاً في مجاله ومساره وذلك في عدد 31 بتاريخ 10 شعبان 1424هـ واكتفى الغلاف بصورة الغذامي والعنوان الإلقاء ص12-13 حوار ومن العناوين الداخلية الباحث عن الجديد من (الخطيئة والتكفير) حتى (النقد الثقافي).. عقليتنا الثقافية لم تتدرب على فعل النقد.. والناقد الحقيقي هو من (ينكد عليك الجلسة).

والنقد الأدبي دخل مرحلة التشبع وفي طريقه للاحتراف

أرفض تحويل المتنبي وأدونيس ونزار قباني إلى أصنام..؟

والعدد 47 بتاريخ 3-1- 1425هـ وعلى غلافه صورة للدكتور الغذامي بعنوان (حكاية الغذامي) ص5-10 الملف ومن موضوعاته الخطيئة والتكفير علامة على ظهور النظرية الثقافية واستقطب أشد أنواع الهجوم.. ردود الفعل تنبئ عن المخبوء والمخاوف والمضمر.

الحداثة حينما تأتي إلى مجتمع محافظ يصبح الوضع غير طبيعي..

الشيباني كان مثالاً واقعاً للمحاور من حيث علمه وقدرته الشخصية.. المفروض أن يكون عندنا من الشجاعة والحكمة والإخلاص للفكرة ما يكفي لتجاوز الحساسيات.. الخ وفي العدد 78 بتاريخ 13 شعبان 1425ه وعلى غلافه صورة د. الغذامي المعنون ب(الصورة) ومن موضوعات حواره ص12-13 (الغذامي حين يسقط النخبة ويبرز الشعبي.. المعركة البشرية الآن هي معركة الصورة.. والثقافة العربية الإسلامية لن تذوب.. انتقلنا من ثقافة النجوم إلى ثقافة النجومية.. وهذه مسألة مختلفة جداً.. وفي قراءتنا لأمريكا يجب أن نأخذ بثنائية المحبوب.. المكروه.. الخ وآخر عدد الماثل أمامنا بكل ما يحمل من فكر وثقافة وارتياح كما عبر بذلك هو بذاته - الغذامي - في رسالته الموجهة لأسرة التحرير والمنشورة في آخر صفحة من الجزيرة نفسها في عدد 12584 بتاريخ 23 صفر 1428ه وفي العدد الخاص من المجلة الثقافية يذكرنا بما دأبت عليه دار الهلال التي أسسها جرجي زيدان عام 1892م في أعدادها المميزة (التذكارية والخاصة) فمنها العدد التذكاري المعنون بثورة يوليو نصف قرن 1952 - 2002 بتاريخ ربيع الآخر 1423ه يوليو 2002م والعدد الخاص المعنون بعش ألف عام وعليه صورة نجيب محفوظ بتاريخ ديسمبر 2005م والآخر معنون (القلم.. الإنسان وصورة رجاء النقاش بتاريخ فبراير 2007م.

ونتأمل برجاء عامر بالفرحة والسرور أن تستمر في أعوامها الآتية على هذه النمطية وعلى هذا الخط الثقافي القائم على الصورة والرمز والمضمون.

وكل عام والملحق في تطوره وجديده وكل عام وصور جديدة وماتعة يعبر عن الشخصية وعطائها اللافت وكل عام واحتفاء بآخر من الرموز والأشخاص الذين أثروا في المشهد الثقافي بعامة والأدبي بخاصة وأوصلوه إلى ما نحن فيه من الإيجابية أو شيء منها في الطرح والأسلوب في السلوكيات الاجتماعية والمجتمعية في النظرية والتطبيق - بما أننا في ذات الطريق وبالقرب مني كتاب للرياض يحمل عددين (97 - 98) بتاريخ ديسمبر 2001م - يناير 2002م بعنوان (الغذامي الناقد) قراءات في مشروع الغذامي النقدي.. تحرير وتقديم د. عبدالرحمن بن إسماعيل السماعيل ومجلة الشرق السعودية التي تصدر عن مؤسسة الشرقية للطباعة والصحافة والإعلام وعلى غلافها صورة للدكتور الغذامي بعنوان (عبدالله الغذامي - الحداثة العربية والصيغة الأدونيسية مرجعية عدد (1321) بتاريخ 12-18 جمادى الآخرة 1427هـ وص18 منها (النقد يمثل جانباً فلسفياً ومعرفياً كبيراً جداً لا يمكن الاستغناء عنه أو تجاهله).. (مقتنع تماماً بمقولة النقد الثقافي وأعتقد بأنها هي الصبغة الثقافية والمعرفية التي تؤهلنا اليوم لكي نكون فاعلين ومؤثرين) وفي جريدة عكاظ أو صحيفتها ص33 بتاريخ الأحد 21-2-1428هـ (الغذامي.. نغمة جديدة داخل الخطاب الثقافي).

لا يعتبر نفسه مثيراً للجدل ومشروعه الجديد ليس (فكرياً) وذلك بقلم سمر موسى - مكة المكرمة، ومن الأعاجيب الجميلة أنه في العدد 177 وتاريخ 29 شوال 1427ه المحتفي بالدكتور جابر عصفور وعلى غلافه صورته وهذه العبارة المثقف والتنوير وأول كلمة في حقه في الملف الخاص به بعد مساندة لكلمة مدير التحرير للشؤون الثقافية المعنونة ب(لماذا يا جابر عصفور) أشرقت كلمة د. الغذامي بعنوان (جابر عصفور القيمة والقامة) وفي العدد الخاص بالدكتور الغذامي في عامه الخامس الذي نحن بصدده أشرقت كلمة الدكتور جابر عصفور المعنونة ب(صديقي عبدالله الغذامي) بعد خفقة وتر لسليمان العيسى مهداة للصديق عبدالله الغذامي فكلمة مدير التحرير المعنونة ب(الغذامي في العام الخامس).

وآخر تطوافنا حول هذا الموضوع الشيق والجميل نود أن نذكر ما ورد على النقاش والمدارسة ومن ثم الاستفسارات التي أجاب عنها الشاعر محمد العلي فيما يخص د. الغذامي.

عرضت مجلة المجلة في عددها 1352 بتاريخ 8 - 14-12- 1426هـ تحت عنوان الحريم الثقافي حتى المثقفات تجاهلته ص62 بقلم عبير عثمان ومن المعلوم أن الحريم الثقافي كتاب لسالمة الموشي 1425 - 2004م الرياض وتساؤل الطرح في مضمونه ما امتزج به ثقافة الرمز الإبداعية د. الغذامي والناقد محمد العباس والشاعر محمود درويش وعمر أبو راس.. وفي مجلة الإعلام والاتصال في عددها (103) غرة محرم 1428هـ ص24 من خلال حوار أجراه الأخ طامي السميري مع الشاعر والناقد محمد العلي الذي يعتبر في الخط الأول لما يتناوله د. الغذامي من ممارسة حداثوية وعملية نقدية وفي الصف الواحد لمنظومة الفكرة والنظرية لمسألة الحداثة والوعي والتجديد الذي ظهر بجلاء في اللقاء المتلفز مع قناة العربية من خلال تركي الدخيل وبرنامجه إضاءات قبل أسبوعين تقريباً. هذا الحوار أظهر بوناً شاسعاً وطريقاً آخر لما كنا نظنه من التوأمية والانسجام لمفردات هذا الفن بالذات، أم أن هناك رأياً ومفهوماً لدى الدكتور الغذامي لا نفهمه نحن بتواضع المعلومة وقلة الاطلاع لا تدري! سئل العلي: أدونيس وعبدالله الغذامي كل منهما بتهمة الرجعية كيف ترى هذا الأمر؟ فأجاب ليس فقط أدونيس من يتهمه الغذامي بالرجعية، الغذامي يتهم كل أحد بالرجعية من امرئ القيس إلى أدونيس إلى من جاء بعد أدونيس.. الغذامي مع احترامي له وتقديري لاطلاعه ليس عنده هدف بناء مدرسة نقدية مثلاً.. بل هدف بناء ذاته وهذا الشيء الفادح.. وأن تكون طاقة رائعة مثل طاقة الغذامي تتسرب إلى شيء ذاتي وشيء عبثي - لا أحد سوى الذات عند الغذامي - دائماً ينشد في داخله.

إني لأفتح عيني حين أفتحها

على كثير لكن لا أرى أحداً

وسئل أيضاً: وهل هذا يفقده مصداقية حضوره النقدي؟

فأجاب: أكيد الذات إذا تضخمت منعت كل الأضواء.. أنا أتأسف على طاقة الغذامي النقدية وعلى شجاعته، وهو يملك الطاقة والشجاعة، لكنه يحب الضوء إلى حد مميت.. وسئل هل هذه نرجسية ذات أم نرجسية ناقد؟ فأجاب: مع الأسف إن تضخم الذات تمده طاقة نقدية، بمعنى أن طاقته النقدية بدلاً أن تتجه إلى الآخرين وخلق مدرسة اتجهت إلى تضخيم الذات..

وسُئل عن الحركة النقدية وأصوات نقدية وعن حوار النخب وعن الشعر وقضايا المجتمع.. ولكننا أخذنا ما يكفينا في هذا الشأن بالذات جاعلين الكرة في مرمى الدكتور الغذامي ليميط اللثام عن هذه الآراء ووجهات النظر داخل الأسرة الواحدة لمجموعة المفاهيم والأيديولوجيا المألوفة بين الأفراد ذاتهم.

وفي ختام بساطة ما تداخلنا به وتواضع ما شاركنا به نتأمل المزيد من التقدم والرقي لهذه المجلة ومزيداً أيضاً من الظهور والعلانية لمثقفينا وروادنا وعلى غرار ما تقوم به هذه المجلة.. وهي قمينة بذلك وجديرة به؛ ولكن الذي يُرجى أن تكون المدة أقل من العام أي كل ثلاثة أشهر أو أربعة ليتم التكريم بهذه الطريقة والاحتفاء لأكثر من واحد خلال السنة الواحدة.. وقد يتبدل مفهوم مرور خمسة أعوام بمرور خمسة أعوام وثلاثة أشهر أو بمرور ستة أعوام ونصف.. وهكذا.

مشكاة مظاهر حسن البوخضر الأحساء - الهفوف


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة