الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 02th May,2005 العدد : 104

الأثنين 23 ,ربيع الاول 1426

مطالعات
فردوس أبو القاسم في مجموعتها الجديدة: (لا أحد يشبهني) تمثّل البدايات وبذور النص
عبدالحفيظ الشمري

إشارة:
* (لا أحد يشبهني) (قصص)
* فردوس أبو القاسم
* دار الحضارة الرياض (ط1) 1426هـ
* تقع المجموعة في (128 صفحة) من القطع المتوسط
***
ذاكرة الحكاية تنشط في مجموعة (لا أحد يشبهني) للقاصة فردوس أبو القاسم، حتى تأخذ هذه البرهة للبوح شكل النص الذي تتجاذبه اللغة السردية ومستدركات الخطاب الحكائي، فيولد هذا الالتقاء بعداً تأصيلاً للحكاية التي تورد القاصة.
السياق العام للقصص يعكس رغبة الكاتبة في تبني جملة من القضايا الاجتماعية والأسرية التي تعد هي الهاجس الأول في خطاب سردها، ناهيك ان نصوص هذه المجموعة تمثل البدايات أيضاً.
فبذور القصة الأولى (مساحات الود) هي معالجة واقعية لقضية أو حكاية تحدث دائماً في كل زمان ومكان.. الا أن الكاتبة رسمت التفاصيل بدقة متناهية، وبرعت في تواتر السياق من أجل خلق عقدة حقيقية تشد القارئ حتى النهاية، فالقصة معبرة من حيث اطارها كقضية، بل كونها حكاية يجب أن نتنبه إليها دائماً.
في القصص الأخرى من المجموعة تذهب القاصة فردوس بقارئها نحو الواقع حتى تجعل منه مثالاً ينصهر في النص ليكون جزءا منه، فحينما تشرع في سرد أي قصة تصبح الحكاية للقارئ، إذ نشاركها جميعاً في اقتفاء هذه القصة لنعرف النهايات المحتملة لعلاقاتنا بعضنا البعض، فالقضية التي تشغل الكاتبة هي من صميم واقعنا الذي نعيش، فلم يرد في القصص ما يشير إلى انها تكتب خيالاً انما هو واقع قد نراه رأي العين.
تفاصيل اليوم في كل قصة من قصص فردوس يجعل المشهد الذي عنيت به أكثر تماسكاً، وأرحب فضاء في عالم الاسرة التي تجد فيها الجد والجدة والأبناء، والاحفاد، لتسلط الضوء في قصة (الأصبع الأوسط) على حجم تلك العلاقة الهامة بين جيل وآخر.. فبين (الجدة) و(عادل) تقبع معادلة الحياة التي تصور فيها العجوز الطاعنة حكايات الماضي المعبرة، وأهازيج ستظل خالدة في الوجدان ما دامت قوية ومؤثرة (القصة ص 62).
تسجل القاصة فردوس أبو القاسم في معظم قصصها العديد من المفارقات الحياتية كقصة (البطل) حيث تعمل على تقديم لغة سردية تظهر المفارقة التي تكون عليها الحياة من حولنا.
فالبطل لكل قصة من القصص يحمل صفاته الخاصة وملامحه المحددة.. تلك التي تختلف من شخص إلى آخر، فهناك من تشغله القضايا الكبيرة كما في (رقصة الحرب) وآخر لا يلتفت إلا للتفاصيل الصغيرة كما في قصة (مذكرات عزيزة)، فكل قصة من القصص لها عوالمها الخاصة بها.
لغة القصص هادئة، فلم تشأ القاصة أن تحرك ساكناً في اللغة، أي انها لم تحاول ان تنحت في اللغة أي عبارات أو مواقف انما اصبح السرد لديها كما أسلفنا متجهاً نحو الحكاية الواقعية التي قدمتها بلغة سهلة ومباشرة، فكانت هذه اللغة مناسبة لمثل هذه الصور والاستحضارات لكن قضايا عديدة شغلت الكاتبة وتفننت باخراجها أمام القارئ فكانت موفقة في تقديم هذه الاضمامة المنوعة من حكايات الحياة.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved