الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 02th May,2005 العدد : 104

الأثنين 23 ,ربيع الاول 1426

صدى لون
بيت التشكيليين.. الوضع المائل إلى متى؟
محمد الخربوش
قادتني ظروف العمل خلال الأيام الماضية إلى أن أكون في مدينة الفن والجمال (جدة)، وبالتالي فقد أُتيحت لي الفرصة لأن أكون قريباً من الحدث التشكيلي هناك، ومن هنا فقد وجدتها فرصة للالتقاء ببعض الأحبة التشكيليين والناس الذين لهم اهتمام في هذا المسار الثقافي الهام.
كما وجدتها مناسبة لزيارة بعض القاعات وبعض الدور التي لها مساس بالمشهد التشكيلي، وحضور المعارض والمناسبات التشكيلية كلما أُتيحت لي الفرصة إلى ذلك.. مما ترك لدي بعض الانطباعات عن الخطاب التشكيلي في هذا الجزء الجميل من الوطن، فالساحة التشكيلية في جدة، وهذه حقيقة تعتبر من أنشط، أو تكاد تكون الأنشط في هذا الجانب بما تشهده من فعاليات تشكيلية تصل إلى حد (الصخب) في كثرتها وتعددها وتفاوت مستوياتها وبالتالي فإن المتابع لهذه الفعاليات يجد فيها السمين و(الغث) أيضاً، وهذه سنّة الحياة وضريبة العطاء، إلا أن بعض صالات العرض هناك لا يهمها إلا الربح المادي بعيداً عن نوعية الطرح، والذي يأتي على حساب الذوق العام أحياناً، وقد اطلعت على بعض البرشورات لمعارض متعددة أُقيمت في فترات سابقة ووجدت أن في بعضها طرحاً استعجل النشر.. ومعارض شخصية جاءت متسرعة جداً كان من المفترض على اصحابها واصحاب هذه الصالات التّريث في العرض الشخصي والاكتفاء بالمشاركة الجماعية، حتى يستقيم الأداء وتنضج الخبرة ويأتي اللقاء الأول مع المتلقي بصورة جميلة وواعية ومدروسة أيضاً.
أعود لصلب الموضوع، وهو بيت التشكيليين بجدة.. هذا الصرح التشكيلي الكبير الذي كان من المفترض أن يكون أحد المعالم التشكيلية في جدة.. أقول أحد المعالم لأن البيت وبكل أسف يعيش أوضاعاً سيئة جداً، ويسير وبكل أسف أيضاً إلى الأسوأ كما علمت وسمعت من بعض الفنانين الذين لهم متابعاتهم، وكان لهم حضورهم الجميل في البيت في فترات سابقة، وعاشوا أوضاعه ولا يزالون.. البيت أيها الأحبة بحاجة إلى وقفة وبحاجة أيضاً إلى غربلة من جديد ودراسة أوضاعه وترتيبها وفق أولويات ليعود البيت إلى سابق عهده من المجد والحضور القوي، والذي من خلاله أنجب العديد من الأسماء التشكيلية التي تحتل مساحة جيدة في سماء التشكيلي السعودي في وقتنا الحاضر. ما يعاني منه البيت هو الشللية والسلبية التي تحكم معظم المنتسبين له وحرصهم على مصالحهم وتفضيلها على مصلحة البيت وتوهجه وحضوره.. وعليه فإن البيت بحاجة ماسة أيضاً إلى أن ينقل مبناه إلى مبنى جديد مناسب وفي موقع مناسب بعيداً عن الأسواق التجارية وصخبها وضجيجها.
أما أن يُترك البيت بهذا الوضع المؤسف لشلة من المنتفعين وأصحاب المصالح الشخصية فهذا هو الحال المائل الذي لا يسر قريباً ولا بعيداً.
أرجو أن تتدارك الجهات المعنية الوضع القائم في بيت التشكيليين والمسارعة إلى دراسة أوضاعه، وتشخيص أوجاعه، والعمل على أن يقوم الأعضاء بأنفسهم باختيار من يرونه الأجدر بإدارة البيت، ليعود هذا الصرح التشكيلي مجدداً إلى ساحة العطاء وإلى أن يكون بالفعل واجهة تشكيلية سعودية مشرِّفة.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved