أصداء كلام العلماء وأهل البيان عند الإمام عبدالقاهر الجرجاني ابتسام عبدالله البقمي
|
كتب أستاذي الفاضل البلاغي البارع أ.د محمد أبو موسى كثيراً عن علم الإمام عبدالقاهر الجرجاني، وعن إعماله لذهنه وفكره في المعرفة التي بين يديه، وكيف أنه استخرج علمه من كلام العلماء قبله كسيبويه، كقوله (أنهم يقدمون الذي بيانه أهم، وهم بشأنه أعنى)، وأقام عليها أبحاثه في التقديم والتأخير وغيرها من كلام سيبويه، كذلك أفاد الشيخ عبدالقاهر من كلام البياني الفذ والأديب الرائع الجاحظ كثيراً، وكان لكلامه أصداء عند الشيخ الجرجاني وخصوصاً كلامه في جوهر البلاغة أهو في اللفظ أم في المعنى، واستطاع أن يستل علمه من علم الجاحظ استلالاً ويوضح رأي الجاحظ وأهل الشعر والمعرفة بالكلام. ومن ذلك قول الجاحظ (المعاني مطروحة في الطريق، يعرفها العربي والعجمي، والبدوي والقروي، وإنما الشعر صناعة وضرب من التصوير). واستطاع بإعمال الفكر وطول التأمل أن يصل إلى جوهر البلاغة في كتابه (دلائل الإعجاز). وهذا الكلام من أصداء كلام استاذي الفاضل حفظه الله والكلام في ذلك يطول ويطول جداً، وأستاذي أجدر مني بالحديث في هذا الموضوع ولا أستطيع أن أخفي إعجابي الشديد بطريقة الإمام عبدالقاهر في الإمساك بخيط المعرفة الدقيق وطول تأمله لكلام العلماء وأهل البيان حتى يستخرج منه ما وراءه من معاني جليلة تحلو لذوي البصيرة. وما أريده من هذا الكلام ليس إعادة كلام معروف لدى أهل النقد والبلاغة وإنما حكمة مستفادة ونصيحة مهداة إلى نفسي وإلى جميع أحبتي طلاب العلم، وهي أن لا يأخذوا كلام العلماء وأهل البيان شعراء وكتاباً أخذاً ظاهرياً سطحياً، وإنما يغوصوا في جوف الكلمة ويعيدوا النظر فيها مرة بعد مرة حتى يصلوا إلى العلم النافع الذي يمكن أن ينسب إليهم.
* جامعة أم القرى
Aum fesal@maktoob.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|