عباس بيضون يرثي نجيب محفوظ بقافية الفقد
|
* الثقافية عبدالحفيظ الشمري:
الشاعر اللبناني عباس بيضون يتداخل دائماً مع كل من حوله من مبدعين، ومفكرين وكتاب، لتصبح هذه العلاقة مميزة، ومؤثرة، لاسيما ما له علاقة بالفن السردي الذي عني رغم شاعريته بتفاصيل عالمه، فقد نعى الشاعر بيضون مبدع الرواية والحائز نوبل، الأديب الراحل نجيب محفوظ.
ودَاعِيّة بيضون لمحفوظ لم تكن شعراً، أو كلاماً مقفّى، إنما جاءت فيض الخاطر، إذ صور حياة الراحل نجيب محفوظ بأنه قمة الرواية العربية الشامخة.. تلك الشخصية الفريدة في المشروع الأدبي العربي.. فلا بد أن يُرثى مبدع كنجيب محفوظ، ولا بد أن تُدبج فيه المدائح لأنه عَلَم ونجم قلَّ أن يتكرر وجوده.
مراثي بيضون لمحفوظ تدور حول ما أنجزه هذا المبدع، إذ أثمر مكتبة كاملة من السرديات الفاتنة على حد قول بيضون بل يذهب كعادة الشعراء إلى أبعد من ذلك إذ يصف الراحل بأنه كائن من حبر وورق وحروف.
قافية الفقد لدى الشاعر بيضون معبّرة وجميلة تعكس ما يكنه الشاعر من أحاسيس رائعة لا يمكن أن تصدر إلا من شاعر كبير لا يرى من حوله صغاراً على نحو ما يفعله بعض الشعراء أو المتشاعرين الذي يسرفون في تلوين ذواتهم بنرجسيات واضحة.
رحم الله نجيباً.. ذلك المبدع الذي نعاه ورثاه الشعراء قبل الروائيين، فكانت هذه المقاربة المؤثرة من الشاعر عباس بيضون، ومرد ذلك يعود إلى إعجابه بثلاثيته الشهيرة التي تصور التكوين الصعب للفرد العربي.
يصر بيضون في مراثيه على أن كل ما كتبه محفوظ من أعمال هي ملحمة أدبية حقيقية تستحق التخليد والاهتمام لعلها تبقى ذخائر للأجيال.. فما أجمل أن يرثي الشاعر صديقه الروائي، إذ يتم في هذا الموقف اكتمال صورة الشاعر الكبير على نحو بيضون، وقممية الروائي المبدع المتمثلة في الراحل نجيب محفوظ.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|