الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 02th October,2006 العدد : 173

الأثنين 10 ,رمضان 1427

حكايات
على سفح التوباد!!
محمد بن أحمد الشدي
في وقت سابق قرأت هذا الكتاب (تاريخ الأفلاج وحضارتها) قيم جم الفائدة وغزير المادة، ثري المعلومات والحقائق والأسانيد اللازمة لأي دراسة واسعة أو بحث عميق.
وتأتي ميزته من وجوه عدة: منها أن مؤلفه هو صاحب الفضيلة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز آل مفلح الجذالين الذي قال عنه الشيخ حمد الجاسر في معرض تقديمه للكتاب: أنه عالم متفتح الذهن متعدد جوانب المعرفة سمح السجية، ولهذا حظي بمنزلة سامية في نفوس أهل بلده.
وما يؤكد أهمية هذا الكتاب، ويدعو القراء والدارسين والباحثين إلى الاحتفاء به فهو موضوعه ذو الجوانب المتعددة، فهو سجل جغرافي علاوة على ما يشتمل عليه من معلومات شيقة في مجال الأدب والأنساب لا تستهوي أهل منطقة الافلاج فحسب، وإنما يستمتع ويستفيد منها كل من له اهتمام بالتاريخ والجغرافيا والمواقع والأنساب والتاريخ الأدبي داخل المملكة العربية السعودية وخارجها خصوصاً في منطقة الخليج العربي.
وينبغي الإشادة بالجهد الذي بذله الكاتبان في جمع هذا الكتاب وهما: عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز آل مفلح الجذالين وعبد الله بن محمد بن عبد العزيز آل مفلح الجذالين تحت إشراف المؤلف وتوجيهاته حيث قالا في مقدمة الكتاب ومهمتنا في هذا الكتاب كما عرفت هي التحبير، وما لنا من شاغل غيرها سوى متابعة المصادر والمراجع، وأخذ ما أوصانا به الشيخ منها ثم عرضه عليه من الغد، ولنا بعض الترتيب والتنظيم والتحقيق إن وافق رأي الشيخ وإلا فلا، فنحن نعرض عليه ولا نلح في الطلب كثيراً.
ويتناول الفصل الأول من كتاب (تاريخ الأفلاج وحضارتها) وجغرافية الأفلاج.
ولاشك في أن هذا الفصل الأول وهو جغرافية الأفلاج يعد كتاباً كاملاً قائماً بذاته، وهو جهد للمؤلف يذكر ويشكر ولولا سعة اطلاع المؤلف وعلمه الغزير ومعرفته الوثيقة وإلمامه الشديد بمنطقة الافلاج لما استطعنا أن نعرف هذا الكم الهائل من المعلومات عن طبيعة الارض والمواقع والقرى والهجر والوديان والأماكن الأثرية في منطقة واسعة يستلزم التأليف عنها جهد فريق عمل متخصص ومتفرغ لتغطيتها يمثل هذا الحصر والشمول. ويا حبذا.. لو أن كل ممن منحه الله نصيباً من المعرفة في أي جانب من جوانبها أن يتفضل بنشرها أياً كان هذا النوع من العلم، فالعلم لا يموت إلا بموت حملته وبمذاكرته ونشره يبقى ويستمر ويفيد وينفع.
وما فائدة علم يكتم في الصدور ثم تخفيه بعد ذلك القبور، وإنني لآمل أن يكون في عمل الشيخ عبد الله هذا قدوة لأمثاله من إخوانه من العلماء ليدون كل واحد منهم ما يعلمه.
وفي الفصل الثاني من الكتاب والمتعلق ب(تاريخ الأفلاج وقبائلها) في القديم والحديث) نجد ثلاثة مباحث أيضاً وهي المبحث الأول: تاريخ الأفلاج السياسي والمبحث الثاني: قبائل الافلاج من العصور القديمة إلى القرن السادس الهجري والمبحث الثالث: قبائل الافلاج من القرن السادس الهجري إلى اليوم.
ومما يدل على الاطلاع التاريخي الواسع للمؤلف، فقد وضع جدولاً توضيحياً للحقب والفترات التاريخية التي مرت بالأفلاج واليمامة، ومن حكم خلالها بشيء من الاجمال والتقريب.
وقد أورد الشيخ ذكر القصة قيس بن الملوح ومعشوقته ليلى التي دارت على أرض الأفلاج، وبالقرب من جبل التوباد وذلك في العصر الأموي.
وهذا جزء من قصيدة أحمد شوقي التي ركبها على هذا الحدث وعلى لسان قيس المجنون:
جبل التوباد حياك الحيا
وسقى الله صبانا ورعى
فيك ناغينا الهوى في مهده
ورضعناه فكنت المُرضِعا
وحدونا الشمس في مغربها
وبكرنا فسبقنا المطلعا
وعلى سفحك عشنا زمنا
ورعينا غنم الأهل معا
هذه الربوة كانت ملعباً
لشبابينا وكانت مرتعا
كم بنينا من حصاها أربعا
وانثنينا فمحونا الأربعا
وخططنا في نقا الرمل فلم
تحفظ الريح ولا الرمل وعى
لم تزل ليلى بعيني طفلة
لم تزد عن أمس إلا إصبعا
ما لأحجارك صما؟ كلما
هاج بي الشوق أبت أن تسمعا
كلما جئتك راجعت الصبا
فأبت أيامه أن ترجعا
قد يهون العمر إلا ساعة
وتهون الأرض إلا موضعا
هذه أمثولة وضعها شوقي بكل حرفه تصور فيها قيس وليلى: وشوقي لم يعش تلك البيئة ولم ير هذا الموقع جبل التوباد في حياته!

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
مسرح
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved