الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 02th October,2006 العدد : 173

الأثنين 10 ,رمضان 1427

مُعجم موازين اللغة
صالح بن سعد اللحيدان

أجمل: من الجمال وهذا اللفظ من المشترك اللفظي، واسم تفضيل على وزن أفعل فتقول: هذا المرء أجمل من ذاك، وهذا البيت أجمل، وهذا القول أجمل، إلا أن ما يوصف به القول والرأي والتجديد والاجتهاد يكون (بالأحسن) وهذا أكثر استعمالاً.
والجمال مطلوب ومرغوب فإذا صاحبه دلال ودل أصبح قبحاً وإذا صاحبه خفة دم مع حيا وجد أصبح آسراً، وجمال الخلق أجل منه جمال الخلق بضم الخاء ولهذا جاء في الصحيح (كان جميل الخلق والأخلاق) أو ما في معناه، وجاء في بعض التفاسير عن: يوسف صلى الله عليه وسلم أنه كان جميلاً جمال نصف الخلق فلما تبيَّن رشده بالوحي والنبوة كان أعظم واقترنت به: الهيبة والوقار، وهذا داع كل حر عاقل لاستغلال فضل الله عليه من جمال وقوة وكثرة وجاه ومال لله وفي الله زكاة وعدلاً وبراً ورحمة، ولهذا جاء في الصحيح عن سيد الخلق وإمام الحكماء وخير المرسلين صلى الله عليه وسلم قوله: (إن أقربكم مني منزلة يوم القيامة (أحاسنكم) أخلاقاً الموطئون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون).
أبرك: أفعل هكذا تقول هذا: مُبارك على وزن اسم المفعول من البركة وتقول: مبارك على وزن اسم الفاعل بكسر الراء أي داع بالبركة ومهنئاً.
قال سبحانه وتعالى {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ} وهو من دعا عيسى صلى الله عليه وسلم.
ولست أرى جواز مثل هذه العبارات (حلَّتْ بنا البركة) (حلت البركة) (تبارك المحل) (أنت الخير والبركة) وذلك حينما يزورك صاحب أو عزيز.
أبسل
ميزانها الصرفي أفعل ويشتق من ذلك باسل، وباسل على وزن فاعل ولم أقرأ بُسول فإنه لا معنى لهذا.
وباسل شجاع وهي صفة جيدة، وأبسل أشجع من غيره والبسالة (غريزة) يمكن اكتسابها مع الوعي بالشعور بمرادها وإذا زادت البسالة عن حدّها صارت تهوُّراً، وهذا سبب لنشوء الجنايات، وقطيعة الرحم، واستعلاء القوى بمركزية الجاه والمال.
أبد: والأبد هو: الزَّمانُ والدَّهر وأبد: زمان ودهر ولا أعلم غير هذا،
ويُنصب على الظرفية فيُقال ما رأيتُهُ أبداً أي: قط، لكن كل هذا لما يُستقبل من الزمن ويُستقبل من: الدهر، ولا يتصرف منه الأفعال لأنه ظرف واقف فلا يُقال: بدأتُ أو بدأ أو أبدى أو أبدأُ ونحو ذلك، و(أبد) يجمع على (آباد) وجاء في الصحيح في حجة الوداع (أبد الآباد، أو أبداً أبداً).. أو (لأبد الأبد)، وليست لفظة: (قط) مشتقة منه وإن كانت ظرف زمان لكنها موافقة له في المراد، وتختلف قط عن أبد وذلك يكون عند المقتضى.
ووردت أبد في المنزل كثيراً قال سبحانه {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}.
وحروفها أصلية (أ ب د) فهي ثلاثية سالمة من التشديد، وسالمة من العجمة إلا الباء.
والعرب إذا كان الكلام سالماً من التشديد يكون عندهم الكلام أبلغ أرأيت كلمة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) سالمة من النقط فهي كلمة عظيمة مُهملة دلت بلفظها على الوحدانية وخاتمية الرسل، وإنما هذا ومثله يحتاج إلى فهم واعٍ لمقتضيات دلالة اللفظ على ما يرمي إليه بحسه ومعناه، وهو ميسر بكثرة قراءة القرآن الكريم وقراءة ما ورد في السنَّة الصحيحة.
ولا يدخل في أبد أبده بإسكان الدال فلا معنى لهذا حسب علمي لكن بفتحها أَبَدَهُ يعني: دهره وزمنه فيجوز هذا وأبدان دهران لعله مما يجوز مع القلة.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
مسرح
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved