الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 02th October,2006 العدد : 173

الأثنين 10 ,رمضان 1427

على غرار جمعية التشكيليين
توجه لتأسيس جمعية للسرد واقتراح أن يكون نادياً للقصة وتخوف من التشظي
* تحقيق سعيد الدحية الزهراني
طالب عدد من الأسماء المهمة في المشهد السردي المحلي بتأسيس جمعية سعودية للسرد والسرديين على غرار الجمعيات التي أقرت أو في الطريق للإقرار لها من قبل وزارة الثقافة والإعلام، حيث يدور الحديث مؤخراً في الوسط الثقافي السردي على وجه الخصوص فيما يتعلق بمطالبة تأسيس هذه الجمعية.
وقد اقترح عدد من المهتمين أن يؤسس هذه الفكرة تحت مسمى نادي القصة على غرار ما هو معمول به في البلدان العربية المجاورة التي سبقتنا في مثل هذا المجال.. حيث يرى الأستاذ أحمد الدويحي أن الأهمية ليست في المسمى بقدر ما هي في الطريقة التي يتم من خلالها إيجاد مثل هذا النشاط، إذ يقول:
آلية التطبيق
بداية لا شك أن التفكير في إطار ثقافي له كيانه المثقل، وهو شكل من أشكال الحراك الثقافي المنتظر والجماعات الفنية المختلفة في كافة الحقول والأجناس الأدبية المتنوعة أمر ينتظر حدوثه في المناطق المختلفة والمليئة بأشكال أدبية وفنية تجسد منظومتنا الحضارية، وكتّاب السرد لهم مشروعهم القديم الحديث، فبعد أن عانينا نحن كتاب السرد والمؤسسين لجماعة السرد مشقة الترحال بين جمعية الثقافة والنادي أصبح الوضع على ما هو عليه، ولا شك أن هناك جهداً لكتاب السرد وجيلهم الشاب لكونهم فتحوا نوافذ جديدة على صعيد المسألة التنظيمية، إنما ونحن نشهد تحولات كبيرة وربما يسهم فيها القطاع الخاص، فإننا نسعى إلى الخروج بهذا الفن من منزلق التأطير والتهجين، ولذلك فقد بادرت والأستاذ إبراهيم الناصر عميد السرد المحلي بتقديم طلب للوزارة يحمل تواقيع جملة من كتاب وكاتبات السرد ونقاده لطلب تشكيل جمعية مستقلة لكتاب السرد أسوة بالجمعية السردية للفنون التشكيلية.. لتضم الروائيين وكتاب السرد ونقادها، وتنظر الوزارة في إصدار ترخيص للجماعات الفنية.
ومن جهة أخرى أحذر أصدقاءنا من السبات الطويل والركود إلى الصراعات الشكلية..!
أما رئيس نادي القصة السابق بجمعية الثقافة والفنون في العهد المنصرم، فجاء رأيه نازفاً وملياً بالتحسر وضياع الآمال واللوم أيضاً.. لكنه عاد ليؤمل في الدكتور القدير عبدالعزيز السبيل والوكالة الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام، إذ يقول اليوسف:
خطوات التغيير الطبيعية تجري سريعاً على كل شيء أمامها، فها هي الثقافة تنال حظاً وافراً في تحديث أجهزتها، وقد اكتملت إدارات كثيرة وتكونت أخرى وغيرت مجالس وذهب من ذهب وجاء من جاء، كل هذه الأحوال أحدثت لدي حالة من التأمل، خصوصاً بعد طلب الصديق سعيد المشاركة في هذا المحور، وقد أعادني إلى الوراء كثيراً أي عندما كنا نأمل ونحلم ونتمنى، حينها لم يخطر أو يهجس بذهني أن يأتي يوم أرى فيه اهتزازاً أو تغيراً أو تبديل حالة كيان ثقافي كامل، وهو المعني بفن راقٍ وإبداع متواتر ونثارات سردية نعشقها، وقد كان ما كان ورضي بالحال من رضي، ووصل الأمر أن ينسى أنه نادي القصة السعودي بعد جولة طويلة وعميقة ونافذة ومتمكنة في قلب الساحة الأدبية والثقافية، واكتفى الإخوة والأحبة والأصدقاء القائمون على هذا النادي بثلاث أو أربع أمسيات في كل موسم فقط!! وكأن عمل أو مهام نادي القصة منحصر فقط في الأمسيات، نعم نادي القصة السعودي.. إنه الكيان الذي كنت أتوقع أن يكبر ويصبح الحلم مستقلاً بإدارته وشعبه وأقسامه وله مجلس إدارة منتخب من كتاب السرد في المملكة!! كيف لا وقد تبنيت مع عدد من محبيه ومريديه ومن يحلم مثلي بكيانه أن يكون مثل أندية القصية السابقة لنا، حيث رأيت نادي القصة في مصر وتونس والتقيت برواد الكتابة القصصية في هاتين الدولتين وكيف تسير أعمال كل نادٍ على حده..!
إن نادي القصة السعودي هو النواة التي ما زلت أحلم وأتمنى وأتوقع أن يكون الجمعية أو منتدى أو الأصم نفسه لكل كتاب السرد في المملكة العربية السعودية، حيث تركته جاهزاً للعلم بصورة قوية بإدارة جماعية والإنتاج والمتآلف المتكاتف هو ما كنت أتوقعه، ودعته كي أثبت أن يداً واحدة تؤسس لكن يد الله مع الجماعة، الجماعة التي تحب العمل الناجح وتعشق القصة والأدب والوطن الذي يرعى كل نجاح، لكن الواقع الإداري الفاشل لا يرضى ولا يرغب ولا يرى إلا الفشل، فمن الطبيعي أن يقضي على النجاح كي يبقى الفشل طافحاً على السطح، وبما أن طموحاتنا كبيرة فلن يستطيع من يرعى الفشل أن يفرضه علينا ويكون هو شعارنا، وبما أن وكالة الثقافة قد رضيت بحمل لواء النجاح والتميز والعطاء فلن يرضيها أبداً الخمول والسكون والتصفيق نفاقاً ومجاملة، لن يرضيها أن تنتهي أحلام وآمال شباب ومبدعي الوطن، من هذه المنطلقات والتوقعات أجزم أن الوكالة الثقافية وراعيها المهتم كثيراً بالسرد وكتابه سيقف مع مطلبنا في إنشاء نادي القصة السعودي بصورة مستقلة، مثل الجمعيات الأخرى، وسعادة الدكتور عبدالعزيز السبيل هو من أسس الراوي: الدورية المتخصصة بالنص القصصي والمحاور المتعلقة فيه، وهو من يتابع كثيراً الساحة السردية ويهتم بالأعمال القصصية والسردية عموماً، بل أجزم أن اسمه سيسجل كأول عضو في هذا النادي في عهده الجديد!!
كما أكد الأديب الأستاذ محمد الشقحاء على جانب الاتجاه نحو التفعيل مؤكداً على أن التنظير لك يغمر أبداً، إذ يقول:
الخطوة الأولى
فكرة تأسيس جمعية أو نادٍ للسرد تعد فكرة جيدة بلا شك تختلف على المسمى بداية ولكن الأمر يحتاج إلى تفعيل وتضحية ومبادرة. هذه الفكرة جاءت من الأخ الصديق أحمد الدويحي وهي تداعب مشاعرنا جميعاً، لكن تجربتنا مع جماعة السرد بأدبي الرياض السابق ونادي القصة بجمعية الثقافة والفنون في عهد خالد اليوسف تؤكد أن الأفكار إذا لم تدعم بفعل لن تنجح وإذا كان الإخوة مطالبين بنادٍ أو جمعية للسرد، ففي البداية لا بد أن يتم رصد مبلغ مادي من خلاله يستأجر المقر وتعقد فيه الاجتماعات من خلال المؤسسين، وعلى ضوئه يتم المطالبة بالإذن الرسمي بالتأسيس من الجهات المعنية وفق الآليات المطروحة لقيام مؤسسات النفع العام، وإذا بدأنا بهذه الخطوة أتوقع النجاح للفكرة، وأن يكون لنا كسرديين بيت وعنوان محدد وواضح.
الفكرة والتقاطع المؤكد
أما الشاعر الأستاذ عبدالله السميح فيرى أن مثل هذه الفكرة ستتقاطع بشكل أو بآخر مع فكرة قيام وعمل رابطة الكتاب والأدباء.. إذ يقول:
لا شك أننا دلفنا إلى مرحلة من الحراك الثقافي تبدو مهيأة لمزيد من المخاضات الجميلة، ومشرعة لمواسم أكثر خصوبة وفاعلية، هذا الفضاء الانفتاحي لم يتأتَ إلا بوجود مرجعية مستنيرة قرأت المرحلة بوعي وقدرة على الاستشراف وهكذا وجدنا أنفسنا كمثقفين معرضين لكثير من زخات الضوء هنا وهناك.
لكننا بحاجة إلى تجاوز برزخ الأحلام إلى التجديف في محيطات الجمال واستنفار آمالنا واستظهار مكنوناتنا الإبداعية.
وهذا الزخم المتوالي من الأفكار النيرة التي تطرح بين الفينة والأخرى من قبل الزملاء في الساحة الثقافية يؤسس لقنوات اتصالية تمنحنا اجتراح فضاءات أكثر رحابة، لكننا وقبل الاحتفاء بوهج الرؤى لا بد أن نأخذ في الاعتبار الجوانب الإدارية والتنظيمية لهذه القنوات والإمكانات المادية التي تجعل من الحلم واقعاً بهياً.
ولا شك أن فكرة الأستاذ الكاتب والروائي المبدع أحمد الدويحي عن قيام جمعية لكتاب السرد هي من الأفكار النيرة التي تتوهج بوعي الكاتب واستقرائه للمرحلة، لكنها تتقاطع بشكل أو بآخر مع فكرة قيام رابطة للكتاب والأدباء السعوديين، الأمر الذي يجعل الباب مشرعاً لمطالبة المبدعين باختلاف أطيافهم الثقافية بقيام جمعيات مماثلة ما يفرغ فكرة رابطة الكتاب والأدباء من مضمونها ويبعثر الجهود، لذا فإنني أرى استثمار الفكرة في المطالبة بتأسيس نادٍ للقصة في كل منطقة، الأمر الذي يعفي الأندية الأدبية من استضافة منتديات سردية لا تستطيع القيام بدعمها الكامل، ولا تستطيع التخلي عنها بحكم صفتها الأدبية، ونحن نعلم أن هذه المنتديات تقوم على اجتهادات شخصية يغلب عليها الحماس أكثر من العمل التنظيمي.
استناداً إلى ما سلف، فإن المطالبة بقيام أندية للقصة ستكون أقرب إمكانية، وأجدى بحيث يكون لكل نادٍ صفته الاعتبارية واستقلاله المالي والإداري ولائحته التنظيمية. ويمكن في هذا المجال الاستعانة بخبرات الزملاء في معهد الإدارة العامة مع الاسترشاد بالهياكل التنظيمية لأندية القصة الموجودة في عدد من الدول العربية.
الفكرة ومحاذير التشظي
حول هذه القضية.. أكدت الدكتورة أميرة الزهراني عضو اللجنة النسائية بأدبي الرياض.. أن مثل هذه الأفكار لا تؤدي إلى فعل ثقافي حقيقي وبناء، إنما ستفضي إلى واقع مليء بالتحزبات والتشفي.. فبالنظر إلى هذه الفكرة نجد أنها لا تخدم الثقافة أو الهدف الذي يسعى الإخوة إلى تأسيسه من أجله.. في الواقع لدينا جماعة للسرد بأدبي الرياض ولدينا رابطة للأدباء ستقر من الجهات المسؤولة قريباً، وها هم الإخوة ينادون بجمعية أو نادٍ للقصة والسرد، وهذا سيؤدي إلى تشفي وتحزب وفعل ثقافي مشوه وخامل..
أرجو أن نعي جيداً ما الذي يمكن أن نقدمه ونريد منه في هذا المجال.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
مسرح
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved