الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 02th October,2006 العدد : 173

الأثنين 10 ,رمضان 1427

أماني من خشب
سارة عبدالله الزنيدي *
طفولة فقيرة
مراهقة شقية
نضج صعب..!!
جزء من مسؤولية ألقيت عليه فحرم من بعض (طيش الشباب)..!!!
وحيد هو بزوايا نفسه.. لا يسمع آهاته إلا جدران غرفته الخرساء..
(هو) رجل شرقي سيحبس دموعه (رغماً) عن همومه!!
أراد أن يكون (إنسان) يشعر قلبه بقليل من الاهتمام يزكي أحاسيسه
بعطر المحبة المعتق، تلامس شغاف قلبه (تلك البهجة) يبقى شذى عطرها عالقاً في جسده، روحه، يده.. لقد سكبت كل تلك الأحاسيس الفواحة على جسده المرهق من السهر والسفر عبر الحزن الممهد له من صغره..!!
تدنو تدنو.. فتختفي فجأة!!
ساحبة معها كل الألوان التي رسمها في لوحة حياته
الجديدة تتساقط دموعه فتختلط ملامح الصور..
جسده يسبح بدماء الخيانة.. ما يزعجه (هو) لماذا..؟!
رمى جسده على شيء يدعى ب(الكرسي)..!!
فتح نافذة تطل على الشارع العمومي فقد كانت
رئته تستجدي بعض الهواء..!
(الهواء)!!!
الهواء يشبه نسائم الحرية
إلا أنه يصطدم بأول سور يواجهه ويموت تاركاً ذكرياته القصيرة على مساماتنا كأنه ربيع صحراوي ما أن نبدأ بقطف أزهاره يهرب خجلاً من أمانينا.. ليعود بعد عام، مقسماً أنه لن يهرب من جديد، ونحن نصدقه كل عام!
بهذا كان يحدث نفسه..!!
كانت الساعة الثالثة قهراً..
يضع رأسه على وسادته مستعداً لمقاومة جيش الهموم!!
يدير شريطاً ويسمع صوت فيروز (حبيتك بالصيف حبيتك بالشتا)
يبتسم بسخرية يردد (خلف الصيف خلف الشتا)
وما يقبع خلفهما مجموعة أخرى من البشر وكل أقاصيص الخريف
لم يبق لنا إلا الخريف!!
ورائحة دماء!
وظلم
وقهر
وقتل لكرامة (رجل).. يسمع صوت بكاء واستغاثات ولا يملك إلا الصمت!!!!!!
يعود ليفكر بالشتاء والصيف والفصول..!!
وينظر للسواد!
يهذي
هل السواد ضعيف لكي يختفي خلف الفصول؟!!
ظل يرددها حتى غلبه النعاس!
يضع يده فوق الكوب.!
يرفعها محاولاً تشكيلها من جديد يقمع غضبه الداخلي
ينفجر أخيراً ويصرخ بجنون (لست صلصالاً!)..
ينتبه الناس إلى صرخته المزعجة يخجل هو من نفسه فيضع الحساب على الطاولة ويغادر وهو ممسك بالكوب..!!
يتبعه النادل ويسأله بأدب أن يترك الكوب يدلق الشاي بعدوانية ويرمي بالكوب على النادل..!!
غريبة هي الوجوه الهامسة، وغريب هو بينهم يدخل يده في جيبه وهو لا يعلم عما يبحث عن حبات رمل أم عن قصاصات قديمة؟!!
لا شيء منطقي، لا شيء في المقاهي إلا المحاولات الفاشلة لتذويب النعاس مع المنبهات..
(إلى أين.. الآن؟)!! يرمي علبة السجائر الفارغة ويرمي معها سؤاله. أمام هذا البحر يوجد شخص آخر في الضفة المقابلة يسأل بلا رغبة بالجواب (من هناك..)؟!
غبي هو الموج يأتي من بعيد حاملاً الأماني المقدسة..
وإذا وصل انتحر على الصخور معاقباً نفسه على ترك الأماني غارقة..!!!!
في منتصف الطريق هو يبحث الآن عن أماني من (خشب)..
الأشياء الرخيصة غير قابلة للغرق يتمتم بألم (هل أقدر على الغرق؟)
ينحسر البحر أمامه.. يعصر ذاكرته.. يستجديها..
تذكر الآن أن حصيلة سعادته (ومضات) فقط!
أدار ظهره للبحر وسار.. سار.. حتى غرق!


*عنيزة

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
مسرح
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved