جفن كسير المرايا زرر الهُدُبا |
طفلاً على وجع يستنطق الحقبا |
مالي تحاصرني الظلماء؟ كان هنا |
ماء تشعشع منه الشمس.. كيف خبا |
كانت له قبة بيضاء تغمرني |
ضوءاً وليلاء تذكي النجم والشهبا |
يكور الليل والأقمار طالعة |
على النهار فيجري فضة.. ذهبا |
كيف اختفى؟ آه كم كانت بوارقه |
إن أحرق الجرح روحي تسكب السحبا |
من أشعل الجمر في عيني فانفجرت |
نفطاً سرى فشوى في الجسم ما ثقبا |
أماه.. نادي ومد الطفلُ راعشة ال |
أنيملات يداً فرت به فكبا |
ماذا رماني؟ أجابت إنه قدر |
فاصبر. تأوهَ: لا لن أقبل الحجبا |
لم الظلام؟ أما انشقت نوارسنا |
عن شاطئ الليل؟ قومي نسرق اللهبا |
كيف العمى وأنا عيناي ما اغتسلت |
بالضوء إلا وجن القلب وانجذبا |
ماذا جنى الطرف مشتاقاً.. لم استلبت |
عيناه؟ ما حكمة الجاني الذي سلبا؟ |
ردي عليّ طوتني حيرتي. فدنت |
صوتا تكسر مذبوح الرؤى تعبا |
يا مقلة الطفل عذراً إنه عبث |
يطغى ويجهل ما أعطى وما نهبا |
أن لا ترى قبضة الطيغان باسطة |
فينا الجهالة والأمراض والسغبا |
أخفُّ للروح ممن ينظرون ولا |
رأي الحمى فيهم سيفاً ولا غضبا |
فخبئي الطفل جرحاً صامتاً ليرى |
بمقلة القلب هذا الذل كيف ربا |
*** |
يا مقلتيّ اسكنا جفنيه لؤلؤتي |
حب تبسمتا للدهر فانقلبا |
أو فاجمدا كيف يصفو العيش إن غربت |
عينا بني وعمري فيهما غربا |
يا مقلة الروح ظَلي الدهر باكية |
لا ترتجي حكمة منه ولا سببا |
تأوه الطفل وامتدت أنامله ال |
عمياء تبحث عن عينيه وانتحبا |
دمع جرى ففري منه طفولته |
في مقلتيه دماً في روحه كربا |
تسلسل الدمع فاخضرت مواجعه |
أغينيات يفضفضن المنى زغبا |
ينبتن في حزنه سراً يعشن له |
تساؤلاً ثائراً يذكيه جرح صبا |
(لكنه حائر فيما يكابده) |
طفلاً تفارقه عيناه منذ حبا |
يأوي إلى الليل في صمت يسائله |
عن وامض إذ شرى في جفنه هربا |
كم ساءل الغيب لكن لم يجد قبسا |
يزجي إلى جفنه المجدور ما انسكبا |
فلاذ بالبيت يبكي الشعر حيرته |
وبؤسه فأضاء البحر واصطخبا |
موج تلاطم بالأوجاع فاشتعلت |
شواطئ الحزن ثار الرمل واضطربا |
(من أرض بلقيس) فاضت آهة فبدا |
(طريق فجر) و(أعراس الغبار) رُبى |
من مقلتيها أطل الدهر من فمها |
نادى إلى (سفر الأيام) صوت سبا |
قمنا فأومأ (جواب العصور) إلى |
(مدينة الغد) فازداد الهوى طربا |
(فراوغتنا مصابيح) الرؤى ونأت |
بنا المسافات تهنا والطريق أبى |
نُح يا هوانا (مرايا الليل) مشرعة |
وجوهها كدخان يرتمي كثبا |
فاسكن رؤاك بروقاً نحن في زمن |
باغ وأنت دم بالفجر قد خضبا |
خذنا إلى (كائنات الشوق) نشعلها |
إما احترقنا أسى أو ندرك الأربا |