الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 03th January,2005 العدد : 90

الأثنين 22 ,ذو القعدة 1425

ردّاً على الزيد..حول الفصيح والشعبي
هذا الذي قدره أن يضيء
أمام صاحب هذه القامة الشعرية الشامخة لا يسع الكلمات إلا أن تقف احتفاء وتقديراً لسيد الكلمة المضيئة الذي يأبى عليه قدره إلا أن يضيء، هذا دأب شاعر يختزل البياض في تجربته الشعرية ويقف النهار على أطراف أصابعه، وهذا مفتتح يشي بمكانة الشاعر الكبير الأستاذ: عبدالله الزيد في نفسي ولا يجلي ما أكنه من زخم التقدير لهذا الرجل الذي ظل شامخاً في حين أن قامات شعرية وكتابية كثيرة تخشبت بسب عوامل التعرية.
ولأنني لا أداهن في مشاعري ولا أتزيا بزي المتحذلقين فإنني لا أستطيع أن أكتم شعوري بالزهو حيال ما قاله الأستاذ عبدالله عني ولا أنكر اعتزازي بأن لي مساحةً في ذاكرة شاعرنا القدير، وأكاد أقول إنني متفق تماماً مع تلك الرؤى التي طرحها حيال الساحة الشعبية وكان بإمكاني الاكتفاء بالطرح الموضوعي للأستاذ الزيد غير أني وجدتها فرصة سانحة لأن أقبس من نار شاعرنا الذي ما فتئ يقدح زناد الوعي ويحرك الساكن انطلاقاً من دوره كمثقف يمارس مسئوليته لإزاحة الستار عن كثير من الإشكاليات الثقافية التي ليس أكبرها إشكالية الشعر العامي وإن كانت الأبرز، وعودة إلى النقطة الرئيسية التي انطلق منها الأستاذ: عبدالله الزيد وهي ما جرى بيني وبين الزملاء في القسم الشعبي من مداخلات وما أعقبها من نشر بعض النصوص وبعيدا عن التبسيطية الفجة واستناداً إلى معرفتي بدقائق الساحة الشعبية التي تمارس أبعد مما ذهب إليه الأستاذ: عبدالله، أقول إن الأمر لا يعدو كونه تواصلاً بيني وبين الأصدقاء في القسم الشعبي بدافع الوفاء منهم ولهم وهم يعون جيداً قناعتي بأن لغة الخلود هي خياري الذي لا رجعة عنه ولا أعتقد أنه يخالجهم ظن في عودتي عن الفصحى أو أن نشري لنص نبطي يجعله عرضة للمزايدات أو مجدافاً للخوض في المياه الآسنة في حين أن قصائدي إبان تواجدي في الساحة الشعبية كانت ثورة على المزايدات والزيف والأمية الفكرية، وأحب أن أطمئن أستاذي إلى أن انصرافي إلى الهدف الأسمى، وانتجاعي مدائن الضوء كان في أوج توهج الساحة الشعبية واحتفائها بنصوصي، ولكنني آثرت الانسحاب ولم أتردد في التضحية بالحضور العابر نزوعاً إلى الحضور الأسمى، وفي هذا ما يبرهن على اتساق رؤاي مع الغاية الأدبية المثلى التي تطرق لها شاعرنا القدير.
وبعيداً عن غبار الساحة الشعبية وممارساتها الظلامية، وما دمنا متفقين على أن تجريب الإشكال الإبداعية من حق الفنان باعتبار أن التداخل بين الأنواع الأدبية وتكسر الحدود من سمات القصيدة الحديثة ممثلاً في التناص واستثمار التقنيات الفنية سواء في المجال السردي أو المسرحي أو الموروث الشعبي، أليس حرياً بنا أن ننظر للنص ومدى تحقيقه للشرط الإبداعي بغض النظر عن السياق الذي يأتي فيه ذلك النص، وأحب أن أؤكد ومن خلال تجربتي أن القصيدة الشعبية لا يمكن أن ترقى إلى مصاف القصيدة الحديثة (الفصحى) لقصورها اللغوي وانحسارها الدلالي وعدم استيعابها لمعطيات الكتابة بتقنياتها العصرية، ولكن هذا لا يلغي أن لها حضوراً في وجدان المتلقي يمكن استثماره لمقاربة بعض القضايا.
على الجهة الأخرى فإن غياب الشرط الإبداعي جعل كثيراً من المنظومات الكرتونية التي تتذرع بالفصحى عالة أرضية على (لغة السماء) التي تتطلب الصبر والوفاء والمثابرة، مثلما أسلف الأستاذ عبدالله الزيد الذي جسد الرؤية الحقيقية لمفهوم الشعرية ومعنى الإخلاص الفني الذي جعل سلفنا (الطرماح) يتوهج في لحظة شعرية خالدة ويقول:
إذا قبضت نفس الطرماح أخلقت
عرى المجد واسترخى عنان القصائد

عبدالله بن متعب السميح

الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الملف
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved