بين التَّوَلُّه والجنون
عبدالعزيز محيي الدين خوجة
|
وكتبتها حيرانة
من أين تبدأ بالنزيف .
هذا الهوى المجنون يوردني الحتوف.
قالت: هنا جئنا وراقصني الهوى
ورأيت في العينين أحلاما تطوف.
وهمست في أذنيه أبيات القصيدة نفسها
وتركته حيران ما بين الحروف.
وعزفت طلسمها عليه فهزه
سحر البيان فما اتكى حتى انتشى طربا لهوف.
وسبحت في عينيه حتى قد غرقت كما غرق.
أواه ما أحلى الضياء الحر في عينيك يشرق بالألقْ
ويزين الدنيا بأجمل ما يراه الله أو ما قد خلقْ
عودي إلى صدري نفتش عن أفقْ
هذا الفؤاد الضال أرهقه المسيرْ
حيران لا يدري إلى أين المصيرْ
نشوان ما بين التوله والجنونْ
ولقد عرفتُ بأمره لمَّا عشقْ
وطرقت أبواب النجاة فما طرقْ
وتركته للشك يجحد باليقينْ
يا خافقي لم يبق في الأغصان الا بعض أوراق الخريفْ
لم يبق في الكلمات إلا شهقة حيرانة من أين تبدأ بالنزيفْ
وتسيل أسرار الجوى
ها نحن نمضي للنهاية لا نخافْ
وتقول لي: هذا الهوى
لا حد يمنعه وليس له ضفافْ
وتدلني يدها فتأخذني الى دنيا
فلا جدل هناك ولا زحامْ
هيا لنوقد شمعة
قالت وعيناها تضيء لي الظلامْ
الحب يقرئك السلامْ
وتلعثمت شفتاي والعين تقرؤها الغرامْ
فكت جدائلها على صدري
وأطلقت الحمامْ
* * *
من أين أبدأ بالهوى
أخذت يدي من ها هنا بدأ الوجودْ
الحب يأتي مثل برق في الدجى
ويذيب أكوام الجليدْ
قالت: أنا هذا الهوى وأنا أريد كما يريدْ
في حضنها.. تتغير الأشياء تنكسر القيودْ
أخذت يدي
أتخاف من ريح الخريف على الورودْ
قالت: معي أعطيك سر الخلد من كأس الصبابة والخلودْ
معها أطل على المدى
وعلى مدى ما اشتهي
معها يطل السعد في أكمامه لا ينتهي
أخذت يدي..
في الحب لا تخشى المَلامة أو نُلامْ
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
