الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 03th January,2005 العدد : 90

الأثنين 22 ,ذو القعدة 1425

أمن الخليج العربي
تحسين مساهمات الحلفاء العسكرية

تأليف: ريتشارد سوكولسكي، أف. ستيفن لارابي، ستيورات جونسون
ترجمة: الطاهر بوساحية
أبوظبي: مركز الإمارات للدراسات، 2004
***
تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بدور الضامن الرئيسي للمصالح الأمنية للدول الغربية خارج حدود القارة الأوربية، إلا أن ضرورات سياسية واقتصادية، وعسكرية في بعض الحالات، تفرض عليها أن تتقاسم مع حلفائها هذا العبء، لذا فإنها تحض حلفاءها الأوربيين على أداء دور أكثر وضوحاً في الدفاع عن تلك المصالح، من خلال تحسين قدراتهم في مجال حشد القوة من أجل أن تكون مساهماتهم العسكرية أكثر فاعلية، وخصوصاً في منطقة الخليج العربي التي تعتمد فيها أوروبا كلياً على القوة العسكرية الأمريكية لحماية إمدادات النفط. يستقصي هذا الكتاب السيناريوهات التي ستحتاج في إطارها الولايات المتحدة الأمريكية إلى مساهمة عسكرية كبيرة من حلفائها الأوربيين في الدفاع عن منطقة الخليج العربي، ويقوِّم قدرات أولئك الحلفاء في مجال حشد القوة العسكرية، ويحدد الوسائل الرئيسية لتحسين هذه القدرات.
كما يقدم الكتاب تحليلاً للتحديات السياسية والعسكرية والمالية التي تواجهها الدول الأوربية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ويطرح أيضاً استراتيجية تتلاءم وإمكانيات هذه الدول، لتضمن الولايات المتحدة الأمريكية الحصول منها على مساهمة عسكرية كبيرة في منطقة الخليج العربي.
إن الموضوعات التي تتناولها هذه الدراسة تنطوي على أهمية كبيرة، وخاصة ما يتصل بالعمليات العسكرية في منطقة الخليج العربي، ومستقبل حلف شمال الأطلسي، والعلاقات الأوروبية الأمريكية، وعلى الرغم من أن الدراسة قد أُعدت قبل اندلاع الحرب على العراق في آذار مارس 2003، فإن الظروف التي سبقت الحرب ومجرياتها أكدت صحة كثير من الافتراضات والتحليلات الواردة فيها، وخاصة ما يتعلق بموضوع مواقف الدول الأوروبية إزاء عملية عسكرية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الخليج العربي.
وترى الدراسة أن استراتيجية الأمن القومي الأمريكي تقوم على وجوب أن تكون الولايات المتحدة قادرة على تحقيق الانتصار في صراعين عسكريين رئيسيين يجريان في آن معاً تقريباً. ويتمثل أحد هذين الصراعين في الدفاع عن منطقة الخليج العربي ضد أي تهديد بهجوم تقليدي واسع، وفي الوقت نفسه تفترض الاستراتيجية ذاتها أن القوات الامريكية المقاتلة ستكون جزءاً من تحالف يتشكل من دول متشابهة في التوجهات والأفكار في أي عملية عسكرية كبرى تجري خارج الأراضي الامريكية، وبالنسبة إلى الحلفاء
الأوروبيين للولايات المتحدة الذين يشبهونها في استيراد كميات ضخمة من نفط منطقة الخليج العربي، فإن هذه المهمة تتطلب تحسين قدراتهم في مجال حشد القوة من أجل أن تكون مساهماتهم العسكرية أكثر فاعلية. وتبدي الأوساط السياسية الأمريكية استياءها من اختلال التوازن بين الالتزامات الأمنية والقدرات العسكرية للولايات المتحدة وتلك العائدة إلى حلفائها الأوروبيين الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ومن عجز أولئك الحلفاء عن الرد على تهديدات مشتركة تنبع من خارج أوروبا، من قبيل العدوان من طرف دولة (مارقة)، ووقوع أعمال إرهابية، وانتشار أسلحة الدمار الشامل، وانقطاع تدفق الموارد الحيوية.
وقد تصاعدت حدة هذا الاستياء بفعل الضغوط المتزايدة الواقعة على عاتق القوات الأمريكية والناجمة عن توسع التزاماتها العسكرية العالمية.
وتطرح الدراسة مجموعة من السيناريوهات المحتملة التي يمكن أن تتضمن وقوع
اضطراب في مصادر إمدادات الطاقة المنسابة الى العالم الغربي، مما يؤدي إلى توليد ضغوط من أجل القيام برد فعل عسكري غربي. أما المنطقة الأخرى التي تعد مورداً مهماً من موارد الطاقة للدول الغربية فهي منطقة شمال إفريقيا، وفي الواقع فإن الدول الواقعة في جنوب أوروبا (مثل إسبانيا وإيطاليا وفرنسا) تعتمد على هذه المنطقة في تلبية جزء كبير من احتياجاتها من الطاقة، ولذا فإنها تعد أكثر الدول الأوروبية اهتماماً بمسألة أمن الطاقة في هذه المنطقة، وتطرح الدراسة أن السيناريوهات المهددة لأمن الحصول على النفط والغاز الطبيعي من منطقة شمال إفريقيا يمكن أن تنشأ من التطورات الداخلية والإقليمية أو التطورات النابعة من خارج المنطقة (نزاع بين دولة جنوب أوروبية، مع إحدى دول المنطقة).
أما ما يتصل بمنطقة بحر قزوين، فإنه على الرغم من أن بعض أعضاء حلف الناتو (مثل تركيا) يولون أهمية كبرى للمنطقة بسبب تطوير موارد النفط فيها، فإن أغلب الأعضاء في الحلف يبدون تحفظاً تجاه المنطقة، لإدراكهم أن إمدادات الطاقة من حوض بحر قزوين لن تشكل مساهمة كبيرة في تنويع إمدادات الطاقة التي تحتاج إليها أوروبا في المستقبل، وتستبعد الدراسة أن تزج الولايات المتحدة بقوات للمحافظة على تدفق إمدادات الطاقة من منطقتي بحر قزوين وشمال إفريقيا، إذ تقدم هاتان المنطقتان مساهمة ضئيلة في الحفاظ على أمن الطاقة على الصعيد العالمي، ومن غير المحتمل حدوث تدخل عسكري غربي في حالة منطقة بحر قزوين، بسبب خطر حدوث رد فعل عسكري من قبل روسيا.
أما بالنسبة إلى منطقة شمال إفريقيا، فإن المصلحة القوية نسبياً لأوروبا في قطاع الطاقة، وقرب المنطقة الجغرافي من دول جنوب أوروبا، يشكلان حافزاً للأعضاء الجنوبيين في حلف الناتو على طلب مساعدة الحلف إذا حدث انقطاع طويل في صادرات الغاز الطبيعي من المنطقة، لذا فإن هذه الدول قد تحشد قوة بقيادة أوروبية لاستعادة الحصول على صادرات الغاز الطبيعي، وفي هذا السياق قد تقدم الولايات المتحدة مساعدة لهذه القوة في مجال القيادة والسيطرة والاتصالات والنقل والرصد والمراقبة، والدعم اللوجيستي والإسناد الاستخباري، غير أن احتمال مساهمتها بقوات مقاتلة في هذه الحالة يظل مستبعداً، يقع الكتاب في (210 ) صفحة من القطع العادي.
لمزيد من القراءة حول الكتاب:
http://www. ecssr. ac. ae
الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الملف
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved