| أشياء أجمل من الشعر
|
* الثقافية - ع.ش:
الشعر العربي ظاهرة عالمية، والشعراء يظلون، رغم نأيهم، وتحييدهم، وتهميشهم حاضرين في الوجدان، ومتوهجين في ذاكرة التلقي العربي.
فمنذ أن خُلق الشعر العربي وحتى الآن ظل محافظاً على لاعج جذوته، إذ لم تخمد، أو يطالها عبث رياح التغيير، ليصبح الشعر هو الكائن الذي يقاوم موجات التحوُّل، وتبدل الأحوال، فلا أجمل من شعر يقطع مفازة التاريخ الطويل ليصل إليك مناضلاً بصدقه، وجرأته على نحو ما ذاع من شعر المعلقات، مروراً بعراب الشعر أبو الطيب المتنبي إلى العصر الحديث، حيث هطل الشعر الثائر، وهمى البوح اللاعج من أفئدة لا ترضى الظلم، أو تقر بالهزيمة.
الشعر العربي الحديث بنوعيه الفصيح والمنثور ظل أجزله، وأقواه ثائراً على نحو شعر يوسف الخال، وأنسي الحاج، وأدونيس، وجاء شعر نزار قباني ومحمود درويش وأمل دنقل ومحمد الفيتوري خارجاً عن سياق المألوف في الشعر العربي، ليصبح تجربة كل شاعر من هؤلاء مدرسة تندرج من سياقاتها تجارب كثيرة لشعراء المرحلة.
ففي ظل هذا النسق الإبداعي
للشعر العربي حملت تجارب هؤلاء الشعراء فكرة (الانتفاضة) و(الثورة) على كلِّ قبح، وضد كل ضعف، لتأتي القصيدة تلو الأخرى محركة لعواطف الجماهير، ومستلهمة أصل الفكرة من جنون طرفة بن العبد، ونزق عنترة وإقدام المتنبي، وحماسة أبي تمام، وهذانيات أبي نواس، ومناحة جرير، وإلى ما هنالك من أبعاد تاريخية لمدرسة الشعر العربي، حيث خرجت هذا الجيل الذي طوَّر القصيدة، ووسمها بمهماز الشعر المتَّقد .. ذاك الذي يرفع من مكانتها، ويخلدها في الوجدان، وفي الذائقة.
نزار قباني، وأمل دنقل، ومحمد الفيتوري تخلَّق شعرهم من رحم تلك الصور المعاندة لكل ما هو مُقيد، والمشاكسة لكل خطل يكبل الحقيقة، والثائرة في وجه كل ظلم، وإلى ما هنالك من صور قوية جعلت من تجارب هؤلاء الشعراء وغيرهم أمثلة واعية سيخلد التاريخ مكانتهم.
إلاّ أنّ هناك شيئاً أجمل من الشعر في هذا الأوان المتهاوي هو قيام جوائز باسم هؤلاء الشعراء، فلا بد من أن تصل رسالة الشعر من قرائح الشعراء الشباب عبر قناة جائزة تحمل اسم شاعر من هؤلاء الشعراء، فليتنا نخرج نحن بجائزة حمد الحجي مثلاً، أو محمد حسن فقي، وحسين سرحان أو أي شاعر خدم الشعر بصدق عطائه، فلا بد أن تخدم ذكراه العابقة صفاء الشعر جيل الشعراء الآن.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
