| دماء جديدة..
|
*وضحاء بنت سعيد آل زعير:
حينما تُبثّ في الجسد روح ودماء جديدة، ينتعش، ويعود للحياة مجددا.. أكثر حيوية، ونشاطا وعزما، بأن يقدم لنفسه ومن حوله شيئاً جميلاً، خاصة إذا كانت الأعين والأنفس مشرئبة إليه تنتظر منه الكثير.
وُلدتُ والأندية الأدبية قد سبقتني في الظهور لهذه الحياة، ونشأتُ وأنا ألمح نشاطاتها الخافتة بين وقت وآخر، ولكن.. يبقى الكثير لا يعرف عنها أي شيء!! وكأنها في كوكب آخر بينما تقبع هي والأندية الرياضية سواء بسواء تحت مهام الرئاسة العامة لرعاية الشباب!! فلم امتازت الأندية الرياضية بحشد المتابعين من جميع فئات المجتمع وطبقاته بلا استثناء؟ وبقيت الأدبية تستجدي الحضور، والمتابعة؟ هل لأن الأولى لعبة مسلية فقط؟! أم أن في الروح الشبابية دور في ذلك؟ لا ينكر أي أحد الجهود المبذولة من الإدارات السابقة للنهوض بالأندية الأدبية، ومحاولة إدماجها بالمجتمع، من خلال نشاطاتها المختلفة، ودعوة أفراد المجتمع لها، كما كان في النادي الأدبي بجدة في أيامه السابقة، ولكن..
ما السبب يا ترى في إخفاق تلك التجربة؟! وهل إشراك شرائح المجتمع المختلفة يقف على الندوات المتخصصة؟! والدوريات المتعمقة؟! كما أن حماس الأندية الأدبية عامة في نشر المؤلَّف السعودي بائن..
بيد أن الروتين السلحفائي كان جاثماً، فحوّل الأندية إلى دوائر حكومية أخرى، تفتقر التجديد، وتعتمد المركزية.. مما جعل الكتب تقبع سنين أحيانا لترى النور؟ وتصافح حروفها الأعين؟! وما قصة افتتاح قاعة مخصصة للنساء في نادي الرياض عنا ببعيدة..
فهي تؤكد هذا الداء القاتل (الروتين)! هل هناك ميزانية كافية وواضحة للأندية الأدبية، تكفل للأدب السعودي احترامه، وتسدّ جوعه؟ إن كان كذلك فإن الله يحب أن يرى نعمة عبده عليه!! سنبقى متطلعين لهذه المجموعة الجميلة المتنوعة لمجالس الأندية الأدبية، والتي سنعلّق آمالنا عليها حتى نرى، وعسانا لا نضطر للبحث عن مشجب آخر.
نعوّل كثيرا عليها..
وننتظر منها نفض الغبار عن مكاتب الأندية، وبثّ الحياة فيها مجدّداً..
ننتظر الملتقيات الأدبية الدورية.. والدعوة العامة للمجتمع..
وننتظر منها المهرجانات الثقافية في بقاع البلد، تحيي رميم الأدب والثقافة..
ننتظر مشروعاً ضخماً تتضافر جهود الأندية جميعها لتحقيقه، وهو مشروع القراءة لجميع الشرائح المختلفة..
ننتظر تفعيل الدور النسوي بالحضور والمشاركة..
ننتظر لقاءات التعارف والتعريف للأدباء السعوديين.. وتكريم الأحياء منهم قبل الأموات.!!
نأمل برؤية مطبوعات الأندية المتخصصة، والعامة في كل مكان.. لا أن تكون حكرا للمستودعات والغبار.. فنكلّ ونحن نبحث، وكأن النادي ليس في جدة، وإنما في جزر الواق واق!! نريد الكثير مما افتقدناه من الأندية الأدبية بإداراتها السابقة، ونطمع بإتمام المسيرة من الإدارات الحاضرة. وسنكون لهم مرآة ناصعة.. سنرقب بأمل مفعم.
wadha88@hotmail.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
