الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 03th April,2006 العدد : 147

الأثنين 5 ,ربيع الاول 1427

الفن السعودي المعاصر

*عبد الرحمن السليمان:
الإقبال الملفت على المشاركة في معرض الفن السعودي المعاصر في دورته الأخيرة وتحت رعاية وزارة الثقافة والإعلام دلالة على أهمية هذا المعرض وأن الوجود فيه حاجة يدركها الفنانون التشكيليون السعوديون مع ما يمثله هذا المعرض من تسمية هي - على الأقل - الجانب الذي يمكن أن يمثل مناسبة تشكيلية لها ثقلها.
الدورة الأخيرة تمت ولعلنا أدركنا مقدار ما فاجأ الفنانين المشاركين وقد انضوى أو تم ضمن مناسبة ضيعته وأفقدته بريقه وأهميته بل إنها مع ذلك حصرته في زاوية ضيقة من ناحية المكان ونوعه إضافة إلى محدودية العرض، قد نبرر لمثل هذه الحالة انه أريد أن يضيف إلى معرض الكتاب الذي تشرف عليه الوزارة إلا أن التقدير لم يكن في صالح الفئة صاحبة الشأن واعني (الفنانين التشكيليين) الذين قرأنا آراءهم في بعض الصحف أو من خلال المناقشات والحوارات الثنائية أو حتى الجماعية، فالمعرض في صورته الأخيرة ليس المعرض الذي كان منتظراً أو مأمولاً.
تمر على هذا المعرض وربما غيره إشكالات متعددة ليس أولها في لجنة التحكيم أو في نوع ما يمكن استقباله أو حتى في الانتقاء له أو مطبوعته المرافقة.
لا أعرف لماذا أصرت وزارة الثقافة والإعلام على وراثة الرئاسة العامة لرعاية الشباب في الاعتقاد بحملة شهادة الدكتوراه وكأنهم القادرون على القول الفصل ووضع النقاط على الحروف في تحكيم المعارض؟
لماذا تتجه لجنة الترشيح على جامعة أو كلية بعينها وكأن البلاد خالية من آخرين يمتلكون القدرة على التقييم والتحكيم؟
يقع المعرض الأخير في ذات الإشكالية، ومع أننا نقدر لمن عملوا في تحكيم المعرض الا أن هناك ما يمكن ملاحظته على توزيع الجوائز.
كنت قد كتبت في مرات سابقة أن عملية التحكيم ليست ذات جدوى، فهي تنفر أكثر مما تقرب وتبعد أكثر من أن تحفز على مشاركة أوسع، فلماذا الإصرار على الأخذ بالمسابقة وما هو العذر الذي كنا نسمعه سابقاً بأن للمعرض شروطه ومواصفاته؟ فهل ما زالت وقد انتقل إلى وزارة جديدة عليها وضع تصوراته وآليات العمل الخاصة بأنشطتها؟ قلت في مرات سابقة: لماذا لا تعوض بالاقتناء المجزي عملية الجوائز الأولى والثانية..؟ رافق المعرض دليل تمت طباعته بعناية وحرص القائمون على المعرض تضمين الدليل معظم ان لم يكن كل الأعمال المقدمة للمعرض، لا اعتراض على ذلك اذا كانت الأعمال بمستوى يؤهلها لذلك لكننا في الواقع وجدنا أعمالاً لا تزال في طور التشكل أو البدايات، ولا أعتقد أن أعمالاً كتلك ستضيف إلى المعرض بالتسمية التي يحملها وأؤكد (الفن التشكيلي السعودي المعاصر)، هل الهدف هو أن نكثر من الصور أم أننا لا نزال نقول بمبدأ التشجيع الذي أكل عليه الدهر؟ أما يمكن أن نبني أنشطة أخرى تتلاءم ومبدأ التشجيع في غير هذا المعرض؟
الدليل تضمن أيضاً تقديمات لم تذيل باسم، جاءت موازية لمساحة الصورة ونقلت انطباعاً شخصياً للكاتب عن تجربة صاحب الصورة (اللوحة) أو عن العمل نفسه، ومثل هذا الاجتهاد قد يكون أكثر فائدة عندما نتناول تجارب محدودة في عروض مشتركة أكثر من أن تكون في عرض جماعي كبير، كانت الكتابة مختلفة حسب معرفة الكاتب بالشخص الذي كتب عنه، فنقرأ على سبيل المثال استعادة تجارب عبدالعزيز الناجم المبكرة، وفي كتابات أخرى يبتسر إلى الإشارة وتوصيف العمل، وكل ذلك ليس ضرورياً، فالتعريف بالفنان وباختصار أهم مما يكتب، فالمشاهد ليس بحاجة لتوصيف العمل بقدر معرفته بمسيرة الفنان، كما أن المساحة المحدودة وضعت الكاتب في خانة التقييد.
جميل أن تتاح الفرص للفنانين العرب في مناسباتنا الثقافية، لكن أما ترى اللجنة المنظمة أنها تخلط السعوديين بغيرهم وبالتالي فالمتابع قد يظن أن راضي جودة أو غيره من المشاركين، من السعوديين، ومع ذلك فأقترح أن يخصص معرض عام آخر تحت إشراف الوزارة يحقق غرض المشاركة الشاملة ويوسم بها.


aalsoliman@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved