الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 3rd May,2004 العدد : 57

الأثنين 14 ,ربيع الاول 1425

ليلة جاسرية في جدة وأصبوحة في الرياض.!
حمد بن عبدالله القاضي

** بعض الرحلات تسعد بها، وبعضها تضيق بها.
ومن الرحلات المسعدة: رحلة في الأسبوع قبل الماضي أورق قلبي لها اخضراراً لسمو هدفها، وقيمة وغلاء من كانت الرحلة من أجله، تلك الرحلة كانت إلى جدة للحضور والمشاركة في ندوة أقامتها (اثنينية الوجيه عبدالمقصود خوجة) للحديث عن الشيخ العلامة حمد الجاسر رحمه الله وعن أعماله وعطاءاته لوطنه، وتاريخ وطنه، وقد تمت الندوة وسط حضور عدد كبير من أدباء وكتاب ورجال الشطر المقدس في هذا الوطن حماه الله وقد سعدت بهذه الرحلة بمصاحبة بعض أحبة من (حزب الوفاء للجاسر) وهم الأديب سعد البواردي، د. إبراهيم العواجي، د. عايض الردادي، وابن الراحل العزيز معن الجاسر، أ. سهم الدعجاني، وكاتب هذه السطور.
* لقد كانت ليلة وفائية (جاسرية) جميلة في تلك المدينة التي (هواها بين شاطئيها غريق)، كما وصفها شاعرها.. لقد كان الحديث عن الشيخ الجاسر وأعماله على مدى ثلاث ساعات ممتعة، تحدث فيها كثير من أحبة (الجاسر) إحياء لذكره، وتذكيراً بجهوده، وتعريفاً للأجيال الجديدة بعطاءات الرواد، وكانت هذه (الاثنينية) أول اثنينية تقيمها ندوة الوجيه (خوجة) عن أحد الرواد الراحلين، ولعل هذه السنة أو (البدعة الحسنة) كما سماها صاحب الاثنينية تستمر تقديراً لعطاءات الرواد الراحلين، كما دعا وأيد ذلك الكاتب الكبير أ. عبدالله عمر خياط.
ولا أدري بالمناسبة لماذا لا يسجل التلفزيون السعودي مثل هذه المناسبات الثقافية.. فهي مادة مطلوبة وجاهزة، وكم يتطلع الكثيرون إلى مشاهدتها في مختلف مناطق المملكة، وكم يتطلع مشاهدتها على وجه الخصوص السيدات اللواتي لا يستطعن الحضور إلى مثل هذه المناسبات بحكم ظروفنا الاجتماعية.
وأختم الحديث عن ليلة جدة الجاسرية.. بما ختمت به حديثي في تلك الليلة عن الشيخ حمد الجاسر ألا وهو بيت للشاعر (المتنبي) كان معالي الوزير (غازي القصيبي) قد استغرب أن يكون للمتنبي عندما استشهدت به ذات مرة، ولكن ثبت شعراً أنه له:
مضى الليل والشوق الذي لك لا يمضي
ونجواك أحلى في العيون من الغمض
**
* ولعل من الجميل والمبهج تواصل عبق الشيخ حمد الجاسر بالرياض بعد جدة عندما التقينا (أعضاء اللجنة التنفيذية لمؤسسة حمد الجاسر الثقافية) مع سمو الأمير سلمان محب الجاسر، وأحد أهم قرائه والرئيس الفخري للمؤسسة، لقد ذهبنا إليه مع رئيس مجلس أمناء مؤسسة شيخنا حمد الجاسر، معالي د. عبدالعزيز الخويطر، وكانت (ساعة) جميلة طوف بها سموه، وطوفنا معه في فضاءات التاريخ، والأدب، وعطاءات الشيخ الجاسر، وكم يأنس المرء بمثل هذه اللحظات الجميلة التي تأخذنا من هموم هذه الحياة إلى حوارات مضيئة بالمعرفة، والبحث، والشعر، والكلمة المتألقة.
ورحم الله شيخنا حمد الجاسر الذي أسأل الله كما جمعنا على محبته في الدنيا أن يجمعنا وكل الغالين علينا به في جنة المأوى.
كيف يبقى الإنسان..!
** مهما نال المرء في دنياه من وسائل السعادة من غنى وجاه وراحة وصحة فسرعان ما يزول كل ذلك بانتهاء عمره طال أم قصر ولن يبقى له من كل ما تمتع به مدة حياته سوى الذكر بعد وفاته..
وأعقل الناس من استطاع أن يضيف إلى عمره القصير في الدنيا عمراً آخر أطول منه كما قال المتنبي:
ذكر الفتى عمره الثاني وحاجته
ما قالته وفضول العيش أشغال
ورجال الفكر حتى ذوي الآثار النافعة تطول أعمارهم بقدر ما لأفكارهم من أثر في حياة المجتمع وبقدر ذلك الأثر يخلدون).


حمد الجاسر

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved