الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 3rd May,2004 العدد : 57

الأثنين 14 ,ربيع الاول 1425

بعد تفاعل قضية المشاركة النسوية في نادي أبها
الحميد: المعارضة تأتي بأسماء مجهولة
* الثقافية سعيد الدحية الزهراني:
تناقلت الأوساط الأدبية والثقافية ما أثير مؤخراً في نادي أبها الأدبي حول مشاركة المرأة في أنشطة النادي وتحديداً عقب إقرار لجنة نسائية مكونة من ثلاث نساء، حيث تهدف هذه اللجنة إلى متابعة المناشط النسائية المختلفة؛
إذ برز ما سمي أو سمّى نفسه تيار (المصلحين) أو(المعارضين) ليظهروا معارضتهم ومنافحتهم لتلك الخطوة، مستخدمين أساليب وممارسات مختلفة لهذا الغرض.
حول الخطوة التي اتخذها (أدبي أبها) والتي لا يرى انه الأسبق إليها فنادي جدة الأدبي قد سبقه بعقود، أو حول تداعياتها وأبعادها أجرت (الثقافية) هذا الاستطلاع الذي شارك فيه كل من الأستاذ محمد الحميد رئيس نادي أبها الأدبي وعدد من أعضاء النادي وهم الأساتذة: إبراهيم طالع الألمعي، وأحمد التيهاني، وتركي العسيري.
بداية شاركنا الأستاذ الحميد قائلاً: لا توجد قضية؛ لأن النادي الأدبي بأبها منذ تأسيسه يهتم بثقافة المرأة في إطار العقيدة السمحة والتقاليد المتعارف عليها وفي الفترة الأخيرة شكلنا لجنة نسائية مساندة للتنسيق بين الوسط الثقافي النسائي والنادي فيما يعود على المجتمع بالخير.. مضيفاً: لا توجد هناك شخصيات بارزة معارضة للفكرة ولكنها أسماء مجهولة ما عدا الأخ علي التمني وهو من رجال التربية والتعليم وله رأيه الذي يطرحه بكل حرية ولا اعتراض لنا على أي إنسان يبدي وجهة نظره ولكن الحكم في كل الأمور كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وليس لهذه الزوبعة إذا صحت التسمية أي تأثير، والنادي أمضى حتى الآن نحو خمسة وعشرين عاماً من الأداء والإنجاز ونال ثقة الجميع وتقدير الدولة والمواطن معا.. ولا تأخذنا في الله لومة لائم.
مضيفاً: لقد رفعنا للجهات المختصة بالدولة لوضع تنظيم معين نسير عليه في تفعيل نشاط نسائي ثقافي داخل الأندية الأدبية على مستوى المملكة؛ لأن المرأة هي نصف المجتمع وموضع الاهتمام، وليس أدل على ذلك من اشراك القيادة الرشيدة لها في مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان وفي كثير من المناشط المتعددة.
أما تنظيم نشاطات منبرية في قاعات مزودة بالشبكة التلفزيونية المغلقة ومخصص قسم منها للرجال وقسم آخر للسيدات كما هو المعمول به في الجامعة وغيرها فهو قائم، والله الموفق.
الألمعي.. والتيارات
الأستاذ إبراهيم طالع الألمعي عضو النادي وأحد المساهمين في مناشطه وبرامجه تحدث إلينا قائلاً: أبعاد القضية لا تخرج عن السياق العام الموجود لدينا في كونها مرضا تعاني منه فئة تريد ان تقلد الأحزاب السياسية في البلدان الأخرى، وتريد ان تشكل تحزبات وجماعات وتيارات ضمن النسيج الاجتماعي لدينا، وتحديداً فيما يتعلق بالأمر المطروح حول قضية مشاركة المرأة في أنشطة النادي الأدبي، حيث بدأ هؤلاء معارضاتهم بدعوى انها جذور للاختلاط والانفتاح.
وعن قضية النادي تحديداً ذكر الأستاذ طالع الألمعي ان النادي برئاسة الأستاذ محمد الحميد الذي لا يجادل مجادل في انه رجل ثقافة حقيقي، يحمل الهم الثقافي والأدبي مرتكزاً على مبادئه وقيمه المتينة؛ فلم يدع مدخلاً واحداً لهؤلاء، فقد خصص النادي صالة خاصة بالنساء، ويتم البث عبر الدوائر التلفزيونية فقط، ولا يوجد هناك أبسط أو أدنى أشكال الاختلاط كما يدعي هؤلاء.
وعن مدى تأثير هذه القضية على أنشطة النادي ذكر الأستاذ إبراهيم ان ذلك حتماً سيؤثر وخاصة على العاملين في النادي؛ خوفاً على وظائفهم التي يشغلونها. ومن هنا فلن يكون لهم قدرة تجاوزية لأنهم لا يحملون قضية المبدأ تجاه هذه الإشكالية ما عدا رئيس النادي الأستاذ الحميد الذي أقول بكل أمانة انه صاحب الهم الثقافي الأول في النادي الأدبي ومواقفه لا تخفى على أحد؛ فالقضية كما أشرت قضية مبدأ، أما هنا في الريف فحتى المرأة لا تحمل هما؛ لأنها أساساً مسلوبة جملة وتفصيلا.
التيهاني .. غاضباً
الأستاذ أحمد التيهاني عضو نادي أبها الأدبي وأحد الفاعلين في تنظيم برامجه وأنشطته صرح ل(الثقافية) حيث جاء تصريحه غاضباً بعض الشيء وهذا ما نلحظه من سياق التصريح الذي بدأه قائلاً: شكلت لجنة نسائية في النادي مكونة من ثلاث نساء لهن اهتمام أدبي ليتم من خلالها تنظيم الأنشطة النسائية وتفعيلها حيث يتم التواصل بين النادي وبين هذه اللجنة عبر الشاشات المغلقة. لكننا فوجئنا بمعارضة أسماء معينة كانت على علاقة وثيقة بالنادي، ولم نكن نتوقع تلك المعارضة متعللين بأن هذا العمل ذريعة للاختلاط والانفتاح غير المرغوب فيه، أو كما يقولون انه سيكون بمثابة جذور الاختلاط. وفي تقديري ان هؤلاء فشلوا في التعامل الفاعل مع النادي وبدأوا يزايدون على النادي وأنشطته؛ فالمتابع لأنشطة المؤسسات الرسمية المختلفة وتحديداً الثقافية منها يجدها تعمل وتنتج مع الأقسام أو اللجان النسائية دون ان نسمع أو ان يقع أساساً أدنى أشكال الاختلاط كما يزعم هؤلاء المغرضون والشواهد على ذلك أننا لسنا أول من تبنى هذه الخطوة كثيرة فهناك مثلا نادي جدة الأدبي. والمسألة لا تتعدى كونها تصفية حسابات وبحثا عن الذات، فالمعارضون يتبنون الرأي الآخر والهدف هو إسقاط إدارة النادي وهي بالطبع محاولة يائسة.
أما عن أبرز تلك الأسماء المعارضة فذكر الأستاذ التيهاني ان من أبرزهم الأستاذ علي التمني وهو أحد أعضاء النادي وعضو تحرير مجلة (بيادر) وعضو لجنة القصة، فهو شعر بالفشل فتبنى المعارضة لمجرد المعارضة فقط.
أما عن تأثير القضية على أنشطة النادي فأوضح أنها لم تؤثر إطلاقاً على مناشط النادي؛ فلدينا الشهر القادم نشاط نسائي وستتوالى الأنشطة بإذن الله.
العسيري.. وسوبر ستار
الأستاذ تركي العسيري قاص ومثقف ذو حضور مبهج شاركنا قائلاً: ينبغي ان نتعامل مع حضور المرأة في فعاليات المناشط الأدبية بقدر من التحضر والتسامح، خاصة ان وجودها يتم بعيداً عن الاختلاط، ومن خلال الدائرة التلفزيونية، وهذا أمر مقبول من الناحية الشرعية، وكما يحدث في كليات البنات المختلفة.. وعلينا ان نعي ان حضور المرأة إلى الأندية الأدبية ووفق المعايير المذكورة أمر بهيّ ومشجع، ويدل على أنها بدأت فعلا تضطلع بدورها كمشارك أساسي للرجل في تكويننا الثقافي والتربوي.
ثمة حساسية مفرطة للأسف لدى أفراد معينين لم ينعتقوا بعد من ربقة النظرة القاصرة للمرأة كإنسان له قدراته وطموحاته وإبداعاته الخلاّقة.
نقول ذلك تضامناً مع المرأة كعقل، والمرأة كمدرسة، والمرأة كعنصر أساسي في بناء الأمة.. وأعتقد ان محاولة البعض (التشويش) على الخطوة الشجاعة التي أقدم عليها نادي أبها الأدبي.. تدخل ضمن المحاولات المعروفة التي تحاول الانتقاص من قدر المرأة كمثقفة ومبدعة قادرة على ان توجد لنفسها مكاناً في ساحتنا الثقافية. وعلى النادي الذي يقوده رجل عرف بتدينه وغيرته على كرامة المرأة ألا يلتفت إلى هذه الأصوات الرافضة لكل شيء!!
إن حضور المرأة إلى الأندية الأدبية ليس حضوراً لسبرنامج (سوبر ستار) ولكنه حضور إلى منتدى أدبي نقي يتضوع منه العلم والثقافة والإبداع..!!
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved