رعاه الأمير محمد بن خالد
معرض صهيل المسافات في صالة الأمير فيصل بن فهد
|
كما ذكرنا في الصفحات السابقة أن الرياض تمتلك جاذبية قل أن نجدها في أي مدينة أخرى (كريزما) تجمع مختلف سمات العشق، وتسيطر به على كل وجدان، ولهذا كانت وما زالت ملتقى لمختلف الإبداعات والعطاءات، ومنها الإبداع التشكيلي على مختلف المستويات والجنسيات عبر معارض تقام في الصالات المعروفة أو ما يقام ضمن أنشطة السفارات العربية والعالمية في الرياض، ومن هذه المعارض معرض افتتح الأربعاء الماضي على شرف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن خالد بن عبد الله الفيصل لمجموعة التشكيليين العرب، وهي مجموعة تشكلت من نخبة عربية تعددت فيها الجنسيات والأساليب ومصادر الإلهام من مختلف الثقافات العربية بدأت أولى خطواتها في دمشق بمعرض يحمل اسم لقاء الأشقاء عام 2000م، وكانت تضم من السعودية كلا من الفنان عبد الله نواوي والفنان سعيد علاوي، ومن سوريا الفنان عبود سلمان تمخض عنها إقامة معرض باسم حاضر بعبق الماضي أقيم في الرياض وسوريا.
انطلاقة المجموعة
يقول الفنان سعيد العلاوي رئيس المجموعة: إن تلك اللقاءات أشعلت فينا روح العمل، وانبثق منها تأسيس هذه المجموعة التي تهدف للتواصل مع الأشقاء العرب والمساهمة في فعاليات التشكيل العربي من خلال الاطروحات التشكيلية حيث انطلقت المجموعة في الإسكندرية عام 2003م، وضم المعرض فنانين من سوريا ومصر والسودان إلى أن وصلنا إلى المحطة الجديدة في الرياض بعنوان صهيل المسافات الملونة، وهي المحطة الثانية بعد التأسيس حيث أضيف في هذا المعرض أسماء جديدة من الكويت والصومال وفلسطين وبهذا نكون قد اقتربنا من تحقيق الحلم بأن تضم المجموعة أكبر قدر من الفنانين العرب علما بأن انضمام المجموعة جديد بحيث يؤخذ ما يراه الأعضاء من الأسماء المعروفة في كل دولة يقام فيها المعرض، ويتم أيضا تكريم أحد روادها التشكيليين، وهذا يعني أنه لا يشترط مشاركتهم في المحطات اللاحقة التي يلتزم بالمشاركة فيها الأعضاء المؤسسون فقط، مضيفا أن معرض الرياض سيتم فيه تكريم بعض من خدموا الحركة التشكيلية بدعم لا محدود انعكس على تطور الفن التشكيلي السعودي: منهم الدكتور إبراهيم القريشي مدير عام معهد العاصمة النموذجي الذي أسهم بالصالة الوحيدة المتميزة على مستوى الرياض التي تحمل اسما له وقعه في نفوس المبدعين صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد رحمه الله مما يجعل كل الفنانين يعتزون بإقامتهم معارضهم فيها.
من جانب آخر تحدث الفنان والناقد راضي جودة أحد الأعضاء المؤسسين والمشاركين في المعرض بقوله تطمح مجموعة التشكيليين العرب في معرضها بالرياض إلى الجمع بين صهيل المسافات الملونة وفلسفة الطرح التشكيلي عبر تقديم أعمال تتباين وتتقاطع، وقد تتشابك لتلتقي بفعل يثير حوارا بصريا يحرك بعض المياه الراكدة في زمن تقلص فيه دور الفعل، وكثر فيه التنظير والتأطير بمعارك لا تخدم العمل الفني بأي حال من الأحوال، وعن مشاركته في المعرض أضاف الفنان جودة أنه يطمح وراء طرحه إلى فكرة بسيطة تحمل عنوان ( المهمل والمتروك ) يمكن أن أعتبرها مفاتيح لأفق جديد عند الآخرين، فما أقدمه من عمل قد يظهر بأشياء بسيطة مع أنها فاعلة في الحياة أنادي بإعادة اكتشافها من جديد، ويتحدث الفنان عبود سلمان عن التجربة والخطوة الثانية للمجموعة بقوله تعتبر مجموعة الفنانين العرب بوجودها في الرياض عاصمة المملكة الحاضنة الأمينة للفنانين التشكيليين، وملتقى تشكيلي عربي جميل تنفرد به صالة الأمير فيصل بن فهد بمعهد العاصمة النموذجي بهذا الحضور المدهش لإبداعات نخبة من الفنانين العرب باتجاه مسيرة التشكيل العربي المعاصر، فمن الصومال جاء الفنان التشكيلي عبد العزيز بوبي عشر ملونا أجواء الصحراء في شمال الوطن العربي، ومن السودان الفنان محمد عثمان عز العرب العضو المؤسس بالمجموعة يحمل معه بيادر الزخرفة والخط واللون في قصائده التشكيلية، ومن السعودية الفنان فائز أبو هريس ابن مكة وأجوائها المحاطة بروحانية الحرم، وجماليات رواشن المنازل الحجازية، كذلك الفنان سعيد العلاوي رئيس المجموعة راسما للجدار واللون عبق الماضي بخصوصية معاصرة، يأتي بعد ذلك الفنان عبود سلمان حيث بادية الشام وعالم الإنسان فيها مع ملامح الأ سطورة، ومن المشاركين في المعرض أعمال لفنان رحل قبل عام، وهو الفنان مصطفى الحلاج، وهي من مقتنيات الفنان سعيد العلاوي يقول عنها عبود يلمان: إن فيها مقاييس العمل الإبداعي وروح التمرد في فنون الجرافيك يأتي أيضا ضمن سياق المعرض أعمال الفنان فوزي زقزوق من فلسطين بخصائص اللون المائي، والفنان راضي جودة بتجاربه في التفاصيل والجزئيات غير المرئية إلا عند من يمتلك الإحساس الحقيقي بالعمل الفني، ويختتم عبود سلمان حديثه عن المعرض بالإشارة إلى مشاركة الفنان عبد العزيز الرويضان بمنحوتاته التي تأخذك إلى أجواء الابتكار.
تكريم الرواد التشكيليين
من جانب آخر قام المكرمون في المعرض يتقدمهم الدكتور إبراهيم القريشي مدير عام معهد العاصمة النموذجي بحضور الراعي الداعم للمعرض الأستاذ عبد العزيز عبد الرحمن الفهد بتسلم دروع التكريم المقدمة من المجموعة من يد سمو الأمير محمد بن خالد تقديرا للدكتور القريشي على دعمه للفن التشكيلي وتخصيص صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية التابعة للمعهد خدمة للفن والثقافة السعودية، وبما حققته الصالة من مساهمة كبيرة جعلتها من أبرز الصالات على المستوى الخليجي، كما تم تقديم درع تذكاري مماثل للدكتور القريشي من الراعي الداعم الأستاذ عبد العزيز عبد الرحمن الفهد صاحب فندق الفهد كراون، ثم بدأ الفنانون المكرمون باستلام دروعهم من يد سموه الكريم وهم الفنان عبد الجبار اليحيا كرائد من رواد التشكيل السعودي، وكذا الفنان محمد الرصيص لدوره في البحث التشكيلي، وفي الساحة التشكيلية عبر المعارض والإبداع في اللوحة، والفنان محمد المنيف لدوره الفاعل في مجال النقد والصحافة التشكيلية إضافة إلى مساهماته كفنان تشكيلي، كما تم تكريم منسوبي المجموعات التشكيلية بالرياض، وهم الفنان علي الرزيزاء رئيس مجموعة الرياض، والفنان سعد العبيد من مجموعة ألوان.
حضور وحوارات
حظي المعرض بحضور متميز أتاح الفرصة لتبادل الحوارات الجانبية حول المعرض والأعمال المشاركة إضافة إلى طرح بعض الإشارات تجاه ما تحظى به الرياض العاصمة من نشاط تشكيلي لافت للنظر إضافة إلى الكثير من الهمسات والأحاديث غير المعلنة من البعض ستكشفها الثقافية (التشكيل) ضمن صفحاته القادمة.
الزميل الفنان عبد العزيز الرويضان منسق المعرض في محطة الرياض، كان له جهود بارزة في إنجاح محطة الرياض مع ما قام به بقية الزملاء، ومنهم الفنان الناقد عبود سلمان الأكثر ديناميكية.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
