الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 03th July,2006 العدد : 160

الأثنين 7 ,جمادى الثانية 1427

فيروز على المسرح
معجزة الصوت / صوت المعجزة
فواز طرابلسي
كيف يمكن الكلام عن صوت؟
وكيف إذا كان الصوت هو صوت فيروز؟
مع ذلك، لا بد من محاولة استبيان حضور الصوت وصاحبته على المسرح، يجري الحديث هنا عن وظيفة الصوت التي تتعدى أثره الجمالي أو قل عن تلك الوظيفة التي تتوسل جمال الصوت لما يتعدى الأثر الجمالي.
على المسرح، اكتشف اللبنانيون فيروز الممثلة، أن تكون فيروز المغنية ظلت طاغية على فيروز الممثلة أمر مفهوم. لكن الذي يصعب فهمه هو مدى إغفال الموهبة والمقدرة اللتين أفصحت عنهما فيروز على المسرح، والحال أن فيروز الممثلة تركت في أذهاننا وأفئدتنا من المشاهد ما لا يُنسى.
أفكر في نقرة الدف الشهيرة ل(عطر الليل) في حضرة الأمير فخر الدين، استرجع حوار الحب الموجوع الخائب مع الحبيب السابق أو هلوسة العاقلة - المجنونة مع الطبيب النفسي في (لولو).
أستعيد مشاهد المجابهة بين البطلة والحاكم المستبد في (جبال الصوان) و(ناطورة المفاتيح).
أستحضر البوح المكبوت للأم المفجوعة بطفلتها الوحيدة في (بترا).
وأخيراً ليس آخراً، أتندّر بمشاهد ومواقف لابنة الشعب المشاغبة في العديد من المسرحيات.
فيروز ممثلة كبيرة ولكن هل كوّنت شخصية مسرحية؟
ليس الأمر بديهياً عند الحديث عن ممثلة أن نتحدث عن شخصية مسرحية. الأمران ليسا بالضرورة متطابقين. للمثل أسلوبه، لبعض الممثلين لون أثير من الشخصيات ينجح في أدائه أكثر من سواه. ولكن ليس من الضروري أن تتكامل عند الممثل شخصية مسرحية.
فهل حقاً خلق الرحابنة فيروز بما هي شخصية مسرحية؟ وهل ثمة ما يوحّد الأكثر من عشرين دوراً التي مثلتها فيروز في المسرحيات الغنائية؟ هل يمكن رسم شخصية لبطلة المسرح الرحباني؟
الجواب عن هذه الأسئلة كلها هو بالإيجاب. حتى إننا نستطيع أن نصوغ المعادلة عكساً فنقول أن فيروز على المسرح شخصية مسرحية تجسدها ممثلة.
سيرة صوت
المسرح الرحباني مبني أصلاً حول البطلة، إنه متلبس بطلته، فالرحابنة يفصّلون المسرحية على مقاس المغنية، أما أن تكون المغنية قد أثبتت جدارتها الكبيرة كممثلة، فإنه يضيف خيراً على خير. في المسرح الغنائي الرحباني، تشكل فيروز واسطة القول. كم كان أنسي الحاج مصيباً عندما لخص فيروز بكلمة (الواسطة) على أن الأدوار المسرحية لفيروز تحمل المعاني الملتبسة للوساطة. هي واسطة العقد في المسرحيات، بالمعنى شبه الاستئثاري للبطولة: أي أنها موضوع القصة وحبكتها ومحركها والحل لعُقدتها، مبتداها والنهاية.
بهذا المعنى فالواسطة هي أيضا الوسيطة، ذلك أن القسط الأوفر من أدوار البطلة المسرحية الرحبانية يقوم على لعبها دور الوسيطة في حل النزاعات بين الأفراد والجماعات، كما سوف نرى.
لكن هذه ال(واسطة) هي أولاً صوت.
والصوت هو أولاً وقبل أي شيء آخر صوت بنت قروية.
وهو صوت فرح وصوت ألم ووجع.
صوت يطرب وصوت يقنع.
صوت حب.
صوت يجمع ويعلو فوق الصراعات.
صوت يحرّض ويقاوم.
صوت يخيف الطغاة: (والبنت الصبية رفعت صوتها-خاف القوي وجهز جيشه).
صوت حرية: (يا حرية، يا طفلة وحشية!)
صوت طفولة وصوت بطولة.
صوت لرعد وصوت لحنين.
صوت لامرأة تنتظر (نطرت مواعيد الأرض - وما حدا نطرني)
وصوت فيروز هو صوت شعب بقدر ما هو صوت (طفلة خائفة من هذا العالم)
(أنسي الحاج)...
إن البطل الأول للمسرح الغنائي الرحباني هو إذن الصوت وأي صوت! وقصة المسرح الرحباني هي أولاً سيرة هذا الصوت. فلا عجب أن تروي (البعلبكية) - باكورة المسرحيات الغنائية الرحبانية - قصة ولادة ذلك الصوت إذ ينفصل.. ويعلن انتسابه إلى الناس والأرض.
البنت التي لا أم لها
في روايته لسيرة نهاد حداد، عنون محمد أبي سمرا أحد فصول أطروحته (والد فيروز والأصل الملتبس) تدليلاً على الغموض الذي يكتنف أصل عامل الطباعة، وديع حداد، الذي تزوج فتاة من آل البستاني، الموارنة الشوفيين، تلك الأسرة التي أعطت لبنان عدداً من أعلام الأدب والفكر. على أن الالتباس في أصل الوالد: هل هو فلسطيني أم سوري أم لبناني؟ ومن أين جاء؟ أمن فلسطين أو من حلب أو من أي مكان آخر؟
إذا انتقلنا من الحياة إلى المسرح، نلقى الالتباس ذاته في أصل البطالة على امتداد أكثر من عشرين مسرحية وربع قرن، لم نلق إلا النسج على منوال الغامض والملتبس في أصل البطلة الرحبانية ونسبتها. في حديث صحافي مع غادة السمان، تؤدي فيروز وصلة من التساؤل الوجودي - (مين أنا؟ وليش جيت؟ وليش صرت هيك)، وتقفل الوصلة على هذا السؤال: (بنت مين أنا). لنعترف أن السؤال شديد الغرابة وبالغ الدلالة في آن. فمن الذي يتكلم هنا؟ فيروز الإنسانة الحقيقية؟ أم الفنانة والممثلة-فيروز النجمة- وقد انمحت الحدود بين الإنسانة والفنانة والشخصية المسرحية؟ هل هي الممثلة تؤدي دورها المسرحي في الحياة، أم هي حياة فيروز تتشبه بفنها؟
مهما يكن فالحال أن فيروز - الشخصية المسرحية تحمل كل قلق الانتماء هذا. فهي امرأة بلا أسرة. أو بالكاد. نلقى لها أباًَ في ثلاث أو أربع مسرحيات. لكنها أبوة طريفة، ففي الحالات كلها، يكون الأب محتجباً أو مهمشاً أو متخلياً عن ممارسة أبوته. فالأب في (هالة والملك) هو ذاك القروي السكير الذي يطمح في (بيع) ابنته إلى السعادة في أعياد المدينة. فيما الأب في (أيام فخر الدين) هو العسكري الذي ينذر(يهب) ابنته طوعاً للوطن والأمير. أما (بنت الحارس)، فهي الابنة التي تنقذ والدها من البطالة بأن تحتل هي الموقع والدور الذكوريين. وفي (جبال الصوان) يستشهد الأب في مطلع المسرحية تاركاً لابنته مهمة تنفيذ وصيته وحمل رسالته في مقاومة الاحتلال.
والأدهى من هذا كله أن بطلة المسرح الرحباني هي البنت التي لا أم لها. تعيش مع خال هنا، تحن إلى جد هناك، تسعى إلى جدة في قرية نائية هنالك، ولا تستطيع إليها وصولاً. لكننا لن نعثر لها على أم في أي مسرحية من المسرحيات. ولسنا نعرف لها إخوة ولا أخوات.
ثم إن البنت التي لا أسرة لها أو بالكاد لن تكون لها أسرة هي ذاتها. فالبطلة الرحبانية المسرحية عزباء دائمة، لها خُطّاب، ولها من تحب. لكن معظم قصص الحب التي نعرفها عنها قد حصلت في الماضي، أي خارج زمن المسرحية.
للدقة، بطلتنا المسرحية عزباء دائمة إلا في مسرحية واحدة (بترا) حيث هي متزوجة وأم، لكن زوجها غائب في الحرب، ترك لها إدارة شؤون المملكة في غيابه، وهو لن يعود إلا في نهاية المسرحية ليشهد مصرع ابنته. الحاصل أن البطلة المسرحية الرحبانية، التي لا أم لها لن تنعم بالأمومة، والاستثناء في (بترا) يثبت القاعدة في سائر المسرحيات.
لماذا؟ هل في الأمر سهو ما أو صدفة؟ يكاد يستحيل أن تتكرر هذه الصدفة وأن يتمادى ذاك السهو خلال ربع قرن وأكثر من عشرين مسرحية.
قد يقال إن فيروز هي المرأة التي بلا أم، لأن الأم الحقيقية - عاصي ومنصور - قابعة في الكواليس تحرك خيوط الشخصية كما تحرك خيوط المسرحية. ينطوي القول على مقدار كبير من الصحة، لكن في الأمر ما يتعدى ذلك. يستطيع التوأم عاصي ومنصور أن يقولا عن فيروز - الشخصية المسرحية ما قاله فلوبير عن بطلة روايته (مدام بوفاري): فيروز هي نحن.
الغريبة المنذورة
إن المتتبع لأدب الرحابنة لا يسعه إلا أن يلاحظ مدى انجذاب الرحبانيين إلى شخصية اللامنتمي. يمكن إرجاع ذلك إلى ظروف طفولتهما ونشأتهما الغريبة في كنف والد قبضاي وطافر، عشير قبضايات وطُفار زمانه. فقد كان حنا عاصي يعمل نهاراً صائغاً في بيروت، لكنه ينقلب في الليل قبضاياً أو طافراً يقطع الطرقات ويتمرجل ويُغير على العسكر العثماني، هكذا، حسبما يروي عاصي ومنصور، فرض الوالد على أسرته عزلة مزدوجة: عزلة اجتماعية، بسبب نشاطاته (الخارجة على القانون) ثم عزلة وسط الطبيعة الموحشة عندما استقر مديراً لمقهى (فوّار أنطلياس) ملتقى قبضايات وطُفّار ذلك الزمان، أو عندما فتح لاحقاً مقهى صيفياً على طريق ضهور الشوير. في إحدى مقابلاته الصحفية، يعترف منصور أنه كان يتمنى أن يكون معّازاً أو قبضاياً. بهذا المعنى، يمكننا القول إن شخصية اللامنتمي هي صورة الرحابنة المثالية عن نفسيهما، وإذا كانت المسرحيات تعج بالشخصيات التي تعود إلى تهويمات تلك النشأة الرحبانية، من قبضايات وطفار وثوار، فإن تجريد وتكثيف تلك الشخصيات في شخصية واحدة يعطينا فيروز - الشخصية المسرحية.
إلى اللاانتماء الأسروي (الاجتماعي) ينضاف اللاانتماء المكاني والكياني للبطلة الرحبانية: معلقة بين سماء وأرض، مرصودة على جسر بين قريتين متخاصمتين، أو محجوزة على الحدود بين حيين متنازعين في قرية واحدة، هاجرة لقريتها ومتنقلة في طول البلاد وعرضها، بياعة متجولة في كثير من شخصياتها، ضائعة بين مدينة تقيم فيها ولا تنتمي إليها وقرية تنتمي إليها تأكيداً ولكنها باتت عاجزة حتى عن بلوغها، خارجة من السجن الصغير إلى المجتمع وقد تحول إلى سجن كبير، مبشرة بسفر غير مسافرة، عائدة من الغربة لا لتستوطن بل لتستشهد، غريبة مكاناً، غريبة انتماءً، غريبة عما هو سائد من قيم وأعراف. وأحياناً أخرى، البطلة المسرحية الرحبانية حافظة قيم وأعراف، باتت غريبة في عُرف الناس أو الحكام. هامشية، خارجة عن القانون، رافضة الانحياز للعصبيات المتناحرة، تارة وسيطة في نزاعات بين الشعب والحاكم وطوراً متمردة على السلطات، وإذ تصير ملكة، تلقاها حاكمة على مملكات هبي نفسها غريبة لا منتمية أو مقاومة لإرادة سادة العالم. تسمَّت البطلة الرحبانية بأسماء عديدة: البعلبكية، صبية الجسر، عليا، منتورة، ربما، عطر الليل، هالة، البنت البياعة، قرنفل، هيفاء، - ماريا، زاد الخير، وردة، لولو، زيون، شكيلا، شهرزاد، زنوبيا، الخ.. على أن أسماءها جميعاً منوعات لاسم واحد يختزل المرأة والشخصية المسرحية: غُربة، بطلة (جبال الصوان). الصوت إذا هو صوت لا انتماء، صوت غربة، وفيروز على المسرح هي الغريبة ذات الأصل الغامض، والنسب المقطوع، صاحبة الصوت الساحر، أي الصوت الذي يتعدى أثره الصوت لأنه صوت يحمل رسالة، فمنذ أن اختار الصوت الفيروزي مغادرة عالم الآلهة والانتساب إلى عالم البشر وصاحبته منذورة لأداء رسالة ما، مثلها في ذلك مثل الوعد الذي قطعته (عطر الليل) على نفسها للأمير فخر الدين: وعدي إلك وعد الصوت غني لك وخلي الدني تغني لك ونذورني إلك إذا كان هذا ما تعلنه البطلة المسرحية، فالممثلة - المغنية ليست بغافلة إطلاقاً عن تلك (الوظيفة) لصوتها التي تتعدى الأثر والقيمة الجماليين، قضايا الإنسان، الأرض الحب - هي بعض من القضايا التي ترى فيروز أن صوتها الخلاب واسطة لإيصالها إلى المستمع - المشاهد، بل هو واسطة تعميمها والدفاع عنها وتحقيقها، تقول: (عندما أغنّي ضد الاضطهاد، ليس في الأمر مجرد إيصال كلمات وغناء بواسطة صوت جميل، هذه هي مجرد أسلحتي التي استخدمها، الأمر أشبه بالصلاة، عندما تصلي، صوتٌ يعد هو صوتٌ يعد بإيفاء نذر، أنت تنقب في أعماق الروح، أن ما يصل مني إلى الجمهور هو ما لا أستطيع السيطرة عليه من روحي).
على أن ما يهمنا هنا بنوع خاص هو وعي الفنانة ذاتها لتلك الوظيفة المتعدية للقيمة الجمالية التي يؤديها صوتها. إنها تعترف بأن صوتها وسيلة (الواسطة أيضا وأيضاً) ومعادلة الصوت هنا مزدوجة، إنه سلاح ضد الاضطهاد بقدر ما هو تنقب في أعماق الروح (أسلحتي)؟ في اللغة علقت مصطلحات الحروب اللبنانية، وفي الحروب اللبنانية، استكملت فيروز نذر نفسها لقضية باتت تتلخص بكلمة: لبنان. أن تشبث فيروز بكل ما يتعلق بلبنان يقيس عمق النذر ومدى التزام حاملة الرسالة. سوف نلقى أمثلة عديدة عن ذلك في سياق هذا النص، ولكن فلنستمع إلى كيفية تعبير الفنانة ذاتها عن هذا الموضوع في حوار مع بيير جورج في (اللومند) اليومية الفرنسية: (أشعر أني مسؤولة عن كل ما يتعلق بالأرض وبالوطن، إنه كله لي، يتعين عليَّ أن أمثل مجموعة من المشاعر بالنسبة للناس، عليّ أن أمثل ما يحلمون به). ويصل هذا التماهي بفيروز إلى حد قولها ببساطة: (أنا لبنان). قد تمت التضحية بالأغلى: الأسرة وتجديد الأسرة (الحب العادي - وكأن الحب يمكن أن يكون عادياً! - والزواج والأمومة معاً). فهذه البنت التي بلا أم (ولسنا نقول البنت اليتيمة، لأن التعبير لا يفي الغرض) - ليست مجرد عزباء دائمة، إنما هي ناذرة منذورة متبتلة، في (أيام فخر الدين)، تهجر عطر الليل خطيبها صالح لتنذر نفسها للأمير وللبنان: (ويا صالح خطيبي حكايات الليالي وفساتين العرس الخيطتن ببالي خذهن وعطيهن يا صالح لشي بنيّة تانيي تقدر تسعد معها وإنساني ولا تنساني أنا إلو للواقف بالزمان بنذر صوتي حياتي وموتي لمجد لبنان) هكذا نفهم لماذا كان حبها لرجال بعينهم حباً غير متحقق، ولماذا كانت قصص الحب التي تعيشها خائبة أو منتمية إلى الماضي (ماضي المسرحية) أو هي ترفض الزواج عندما يعرض عليها (وممن؟ من الملك!) أو تضحي بمشروع حياة زوجية من أجل هدف أسمى وأكبر، إن الامتناع عن الحب بما هو علاقة بين رجل وامرأة إنما هو شرط للالتزام بالحب الشامل: (أنا البنت الغريبة ما بحب النسيان بحب الحب) .. إن بطلة المسرح الرحباني حارسة قلة: قيماً وكنوزاً، إنها ناطورة نفائس روحانية ولكنها أيضا ناطورة نفائس مادية: غلة القرية، الكنز، مفاتيح البيوت، بوابة الحمى، خزنة القوافل،.. إلخ. وكل قصة المسرح الرحباني تكمن في الاختلاط والالتباس بين القيم الأخلاقية والمعنوية وبين الكنوز المادية. للحب؟ للوطن؟ للسلام؟ لهذه كلها. لأنها كلها، عند الرحابنة ثالوث لواحد هو الحب. حُب الأرض، حب الوطن، الحب بين أبناء البشر، ولكن قد تكون أحياناً حب الشعب للحكام وحب الحكام للشعب، الحب الذي هو صوت، ها نحن قد عدنا للصوت. الصوت الذي هو حلاّل مشاكل وفاض نزاعات ومُذيب صراعات، صوت فيروز على المسرح صوت امرأة زاهدة بالحب بين رجل وامرأة في سبيل الحب بالمطلق، الحب ذو المفعول العجائبي. فيروز (أعجوبة الصوت) كما سميت - هي، على المسرح، صوت لأعجوبة، سوف نسمعه و(نشاهده) يجترح الأعجوبات ويستدعيها استدعاء. أعجوبات على طرف لسان!...


* فصل من كتاب (فيروز والرحابنة) ينشر بالتنسيق مع المؤلف

الصفحة الرئيسة
عدد خاص
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved