الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 03th July,2006 العدد : 160

الأثنين 7 ,جمادى الثانية 1427

الرحبانية فيروز وفيروز الرحابنة
عبد الله إبراهيم الكعيد

من الهند كانت الحكمة ومن لبنان صيغتْ الحكاية فالحِكمة الهنديّة تقول (وحدهُ العندليب يعرف الوردة)، أما الحكاية فهي العندليب والوردة وثالثهما ثلاثة رجال كوّنوا فصول رواية من العشق والفن والموسيقى عُرفوا باسم (الرحبانية) العندليب يغرّد على شجرة الأرز لتتشكل أيقونة لبنان الخالدة وما العندليب غير الباسقة فيروز فحين تحضر يحضر أرز لبنان وحين تُذكر فيروز يبزغ في المشهد (الرحبانيّة) بحضورهم الطاغي ليتلوّن فضاء المسرح بنكهة لا يُجيد صوغها غير عاصي أو منصور أو زياد والبنت الشلبيّة.
رائع أن يتحسس المبدع بوجداناته وفرحه ودموعه ملامح إبداعه ويسمع الناس وهي تُردد بخشوع ملائكي موسيقى ومغنى قام هو بخلقها وحفر موازير سلّم مقطوعاتها في جوارحهم قبل أن تسمعها آذانهم والأروع من ذلك أن يرتبط المُنتَج الإبداعي بالهويّة الوطنيّة وهو ما ينطبق على أعمال الرحبانيّة وفيروز، حيث ارتبطت صورة لبنان الوطن بجبلة الأشمّ وساحله الفاتن بشطآن بيروت والروشة وشارع الحمراء بموسيقى الرحبانية والصوت الماسّي الخالد لفيروز فأينما تُرهف السمع حين تدخل موقعاً لبنانياً في الغربة في أيّ بقعة بالعالم إلاّ وتكون فيروز العلامة اللبنانيّة فائقة الخصوصيّة ثم تقول الحكاية إن لم يجتمع مثقفو العرب بمختلف مواقعهم الجغرافيّة وتوجهاتهم الفكرية وذائقة أجيالهم بتوحّد لا اختلاف عليه نادر الحدوث كما هي في حالة فيروز فقولوا بالله عليكم عن أيّ مُنتج عربي سياسياً كان أم اقتصادياً أو ثقافياً اجتمع عليه العرب برؤية واضحة غير ما خرج من خطوط إنتاج مصانع (إن جاز الوصف) الرحبانيّة بعلامة (فيروز) شديدة الإتقان مبهرة الجودة والجمال..؟؟ وأين هي الشراكة المندمجة حدّ الانصهار بين الكلمة (فكر راق) والموسيقى (فلكلور خاص) والصوت (هبة نادرة) غير ما هو كائن في حكاية الرحبانيّة وفيروز..؟؟
من هو المطرب (المطربة) العربيّ الذي غنّى للعالم على مسارح عالمية، مثل (رويال ألبرت هول) في لندن و(كارنيغي هول) في نيويورك، و(أولمبيا) في باريس غيرها الباسقة فيروز..؟؟ تقول الحكاية في النهاية ما أحوجنا اليوم ونحن في عصر قاتم داكن طغت فيه البشاعة كافة الحقول ومنها حقل الموسيقى والغناء أن نُقدّم فن فيروز الراقي لجيل اليوم ولكن بأسلوب عرض مناسب لهم لا يُمسّ الجوهر ولا يُغيّر الأصل، في نهاية المشهد (خبّرني العندليب) بأن (بنت الشلبيّة) ما زالت تصدح (على جسر اللوزية) فلمن نُهدي الوردة إذا لم يكن لفيروز وحدها..؟؟
الصفحة الرئيسة
عدد خاص
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved