Culture Magazine Monday  03/09/2007 G Issue 214
أوراق
الأثنين 21 ,شعبان 1428   العدد  214
 
إطلالة مساء
سارة الزنيدي

 

 

حينما تختلط الأمور لدينا لا بد لنا من ساعة تأمل نريح بها ما تبقى لنا من فكر!!

كنت أجلس في ساحة المطار أشاهد الجمع ملامح البشر مليئة (بالصدق) الكل يحترق شوقاً للقادمين والكل يبكي ألماً للمغادرين.

في أرض المطار مشاعر (نقيّة) حد الخيال.

هناك يفتح الحب دروباً يطير من خلالها البشر وكأن قلوبهم قلوب أطفال يحملون الأرض في أرواحهم.

أجلس على كرسي (صامت) وأبحث عنك في جميع الملامح أتحسس روحك بالزوايا الباردة

منذ طفولتي والخيال الخصب يغريني بأني (صدفة) سوف أشاهدك في المطار وبأنك ستقص علي جميع القصص والحكايا التي فاتتني.

بعيداً عنك لربما أصدق هذه الحالة حتى أضحك ثم أبكي هكذا تختلط علي المشاعر كحقيقة موتك والخوف من تصديق ذلك!

أعود لأرضي مرة أخرى وأصغي السمع حيث معزوفة الحب هناك (بانتظارت المطارات) يتهيأ العازف بها للغناء فيلحن الغيب حلماً ويبقيك خارج الانتظار بمسافات الصمت الجميل.

إذا عدت سالماً من المطار غير مدارك اياك أن تموت بالغصة!!!

(مشهد آخر)..

كنت أقلب ألبوم صوري أشاهد نموي واكتمال ملامحي من خلال الصور..

مازلت أبحث عنك كزهرة تنمو داخل جسدي كيف للقلب أن لا يستدل عليك وينصت للعطر ويدفنك داخل قميصي المطرز بأسلاك الحرير السوداء.

ينسج الحنين فيلتف حول عنقي كشالٍ يعتصر دمعاً.

أمعن في النظر لملامح طفلتي الصغيرة التي مازالت جديدة في عالم الأحياء طفلة سرقت من الأيام كذا ورقة غيرأن مساءً طويلاً ممتداً للروح.

سوف يمد يده لها..

ستعلق ذكرياتها كوالدتها على حبل الندى منتظرة قدومك ذات شتاء وستفيق جميع الأغنيات على حلمٍ مستحيل كعودتك للحياة معنا..

ألا يحق لأطفالي (ياوالدي) الغائب الحاضر أن يشعرو مثلي بقدومك لمصافحتهم، لتقبيلهم، لتوبيخهم لجميع الأشياء التي أفتقدها بعدك.

لا تلمني فطفلتي تحمل قلبي..!!

سأصفها لك..

لها عينان تضيئان كنجمتين في مساء مكتمل وجهها الممتلئ يشبهك كثيراً لها وجنتان كوجنتيك.

زهرة صغيرة تتمنى أن تكون لها تربة نقية تمد جذورها في أحضانك، تتنهد باحثةً عنك يا والدي في عيني طفلتي دمعة تبكيك بحراً..

وفي ذاك البحر دمعةٌ تبكيني أنا (طفلتك)..

(مشهد آخر)..

الكل هنا يبارك قدوم (مساء)، وأنا هناك أبحث عنك.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة