Culture Magazine Monday  03/09/2007 G Issue 214
حوار
الأثنين 21 ,شعبان 1428   العدد  214
 

رئيس فرع جمعية الثقافة والفنون بجازان في مكاشفة صريحة ل « الثقافية »:
ما حققناه حتى الآن ردّ على كل المشككين في ضوء إمكاناتنا

 

 

حوار: محمد عطيف

(الثقافية) استطلعت أحوال فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بجازان؛ فكان هذا الحوار مع رئيسها المكلف موسى بن علي نامس:

* بداية - أستاذ موسى - هل يمكن أن تلخص حضور فرع الجمعية بجازان حتى الآن؟

- نرحب ب(الثقافية) أولاً.. قدم فرع الجمعية منذ تأسيسه حتى الآن الكثير من الحضور بغض النظر عن التمايز؛ فقد قدمت الجمعية الكثير للموروث والتراث الشعبي، على وجه الخصوص، كما أن فرق جازان الشعبية الشهيرة كان وما زال حضورها نابعاً من اهتمام فرع الجمعية بجازان، وهي أشهر من أن أتحدث عنها من خلال حضورها، خصوصاً في المناسبات الوطنية، وطوال فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية منذ إنشائها. وعلى نطاق الحضور المسرحي فقد نفذت الجمعية الكثير من الدورات التدريبية، وقدمت عدداً من الأعمال المسرحية الكوميدية والاجتماعية داخل المنطقة وخارجها، وآخرها في (الجنادرية 22)، كما قدمنا الكثير من الأعمال والمحاضرات واللقاءات في المجال نفسه. أما في مجال الفن التشكيلي فلنا حضور معروف - على الأقل داخل المنطقة -؛ فقد نفذنا أكثر من معرض تشكيلي جماعي للرجال وآخر للنساء، وكذلك معرض شخصي للفنان مهدي راجح، وآخر للفنان مجدي مكين في الفن الفوتوغرافي، كما شارك فنانو الجمعية في الكثير من المناسبات والمعارض التشكيلية داخل وخارج المنطقة.

* وماذا عن اللجنة الثقافية.. هل ستغيب أكثر؟

- لم تغب اللجنة. في السابق كانت من أنشط اللجان، وكنا نقيم الكثير من الندوات والأمسيات الشعرية والقصصية الفصحى والشعبية في الكثير من المناسبات، ولكن بحكم تخصصية النادي الأدبي في هذا المجال فقد قلصنا حضورنا في مجال الشعر الشعبي والموروث.

* ولكن لم نسمع عن الاهتمام بالموروث والشعر الشعبي؟

- قدمنا الكثير من الأمسيات الشعرية الشعبية، ولدينا برامجنا وأنشطتنا المجدولة، وهي تشمل ذلك سابقاً، وفي القادم - إن شاء الله -، ونسعد بدعوتكم.

* .. واللجنة النسائية.. ماذا لديها؟

- هذه اللجنة أقامت الدورات الخدمية للمجتمع مثل دورات الحاسب الآلي المختلفة المستويات، ودورات في اللغة الإنجليزية ولغة الإشارة ودورات في الإسعافات الأولية، إضافة إلى تنفيذ البرامج المتعلقة بمجال نشاط الجمعية الأساس.

* أعطني أمثلة..؟

- آخرها الدورة التدريبية الأخيرة في مجال الفن التشكيلي لنزيلات السجن في جازان، والتي استمرت ثلاثة أشهر، وحظيت بإقبال كبير وترحيب من المسؤولين، وهناك برامجها الأخرى كالأمسيات الشعرية الفصحى والشعبية، والأمسيات القصصية، والمعارض التشكيلية الجماعية لفنانات المنطقة، وكذلك تنفيذ الكثير من المسرحيات الهادفة بالتعاون مع جهات أخرى في المنطقة، وكذلك الإشراف على الفرق الشعبية النسائية وتنظيم برامجها، والمشاركة في مهرجانات الجنادرية، ولدينا جدولة ثرية يمكنكم مشاهدتها في أي وقت.

* وماذا أيضاً..؟

- تم تفعيل لجنة التراث الشعبي وتطوير اهتماماتها وتكليفها بالبحث والتواصل مع المبرزين في هذا المجال، خصوصاً كبار السن في بعض المجالات النادرة في التراث الشعبي، كما فرّعنا لجنة للفنون الشعبية تعنى بالتدريب والبحث عن المواهب والتجهيز والإعداد للمشاركات في المناسبات.

* ذكرت أن هذه اللجنة اسمها (لجنة التراث والفنون الشعبية والموسيقية).. ماذا عن الموسيقى؟

- تهتم هذه اللجنة برعاية المواهب الشابة التي تريد شق طريقها في مجال الغناء والتلحين والموسيقى، كما تهتم بالتدريب والتوجيه والمشاركة الفاعلة في المناسبات الداخلية والخارجية مثل اليوم الوطني وحفلات التنشيط السياحي والأعياد.

* يبدو لي أن هذا كان منذ فترة ؟.. ما الجديد منذ تكليفك؟

- لم تتعدَّ الفترة التي تسلمت فيها الجمعية مهامها سوى بضعة أشهر، وإن كنت لا أعد هذا مبرراً. ورغم هذا فإن توجيهات رئيس مجلس الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون الدكتور يوسف العثيمين كانت حافزاً كبيراً؛ فقد نفذ الفرع الكثير من البرامج والأنشطة مثل معرض ومسابقة في الرسم والفن التشكيلي للأطفال المبدعين خلال الفترة 16 إلى 22-5-1428هـ، وكذلك دورة نسائية في الفن التشكيلي استمرت أسبوعين نفذتها الفنانة فاطمة شامي في الفترة من 16-3 إلى 3-4-1428هـ، كما نفذنا دورة موسعة في مبادئ الفن المسرحي بالتعاون مع جمعية الطائف في الفترة 25-4 إلى 6-5-1428هـ، كما بدأنا الاستعداد لفعاليات اليوم الوطني ببرامج مكثفة خلال الفترة من 23 إلى 26-8-1428هـ، وسيشتمل البرنامج على حفل شعبي وثقافي وفن تشكيلي وضوئي وحفل ساهر وبعض الفقرات الأخرى، كما نستعد حالياً للمشاركة في بعض الفعاليات المجمعة للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، خصوصاً الأعمال المسرحية؛ حيث لدينا عمل نعتبره نقلة نوعية، وهو عرض مسرحي بعنوان (من أنا؟) من إخراج وتأليف القاص أحمد القاضي.

* من حديثك نستشف بعض التركيز على الجوانب المسرحية.. هل هذه محاولة للتغطية على حضوركم المسرحي الباهت في مهرجانات الجنادرية؟

- أنا لا أسميه فشلاً أو حضوراً باهتاً بالمعنى الصحيح، ولكن نعترف بأنه كانت هناك أخطاء في النواحي الفنية في بعض الأعمال المسرحية؛ لعدم وجود المتخصص، علماً بأن الفرع سبق له المشاركة في مهرجان الجنادرية بالكثير من الأعمال التي لاقت استحسان الجميع مثل (العب غيرها) و(وحش المستنقع) و(الثمانية) و(على قيد الحياة) لمؤلفين ومخرجين مختلفين خلال السنوات من 1423هـ إلى 1427هـ.

* اسمح لي أن أتحفظ قليلاً على تعبيرك (لاقت استحسان...)؛ ففي إحدى جلسات النقد بعد عملكم (وحش المستنقع) - على ما أذكر - قال أحد النقاد: ممثلو جازان شغلوا نصف الفندق وليس لديهم أي ناحية فنية؟ بحكم أن طاقم العمل تجاوز أربعين شخصاً، بحسب ما سمعنا. وآخر قال عندما طُلب منه التعليق فقال: لا أرى عملاً؟ وثالث استغرب أن يكون هذا العمل قادماً من منطقة الإبداع والثقافة.. فكيف تقول: استحسان؟

- كما قلت لك.. افتقدنا المتخصص، ولا يلام المجتهد، كما أن الكثير من الأعمال التي عرضت خلال تلك الفترة كانت (ضعيفة) فنياً، فلماذا التركيز على البعض دون البعض، وعلى النقد للنقد. كل منصف يعتز بكل جهد يبذل، والتوفيق من الله، ولا تنسَ أن عمر فرع الجمعية بجازان قصير مقارنة ببعض الجهات الأخرى التي شاركت وفاقتنا خبرةً وعمراً ودعماً (من رعاة خارجيين)، وتساوت معنا في الأداء الفني والعرض. وفي ضوء الدعم المحدود للجمعيات فإننا لن نتوقف بل سنسعى إلى تقديم المزيد من الجهود، ونسأل الله التوفيق.

* اللجان النسائية يتردد أن هناك (تحجيماً) لدورها.. هل يمكن أن نقول ذلك عن لجنتكم في ضوء الدور المعقول لها حتى الآن؟

- لا أدري كيف تصنف دورها بالمعقول؟

* أقول ذلك تعاطفاً؟

- مع احترامي لرأيك؛ فاللجنة النسائية في الجمعية لا توجد لديها أي إشكالية، وفي إمكانك الاتصال برئيسة اللجنة، وطرح ما لديك من أسئلة. بالعكس نحن حريصون على تسهيل كل الأمور لديهن، وقد حرصنا منذ البداية على أن يُتاح المجال لأكبر عدد من العضوات في اللجنة للعمل والحضور، ورفعنا بأسمائهن كأساسيات في التشكيل الإداري الجديد للفرع إلا أن الموافقة لم تتم سوى على ثلاثة أسماء، ولكن الجميع موجود في الأنشطة والفعاليات. ولو راجعت ما ذكرته لك أعلاه لعرفت أن اللجنة النسائية في فرع الجمعية تقدم ما يوازي النشاط الذكوري تماماً.

* الكثير من فروع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في المناطق تتخذ من محدودية الدعم ذريعة لتقزيم أنشطتها.. كيف تواجهون ذلك؟

- مشكلة الدعم هذه موجودة، ولا يستطيع أحد إنكارها. والحقيقة أن الكثير من برامجنا الطموحة تتوقف بسبب ذلك، ولكن مع التشكيل الإداري الجديد برئاسة الدكتور يوسف العثيمين ومساعده الدكتور محمد الرصيص والهيئة الإدارية والمالية فإن التفاؤل موجود. والحقيقة أن الرجلين نجد منهما كل تجاوب وتعاون مثمر؛ وبالتالي فإن زيادة المخصصات المالية مطلب نطمح إليه بما ينعكس - إن شاء الله - على تميز الأنشطة.

* ألا ترى معي أن مشكلة الدعم هذه ليست موجودة لدى شقيقكم (النادي الأدبي)، والحقيقة أنني أرى كأن الجمعية هي (الابنة المتبناة) لوزارة الثقافة والإعلام... هل هناك محاولة للاستفادة من قدرات النادي الأدبي من ناحية التعاون بينكما لتخطي ضعف الدعم ومواجهة اتهامات التقصير؟ وألا ترى أن هناك تفوقاً ساحقاً للأندية الأدبية في إثراء الساحة من ناحية الحضور الجماهيري؟

- الأندية الأدبية بالفعل لديها دعم طيب، ونحترم سياسة الوزارة في هذا الأمر؛ فهي أدرى. دعني أعقب على الجزئية الثانية من سؤالك؛ فبالنسبة لاتهامات القصور فهذه أردها إلى ضعف التواصل الإعلامي معنا، مع العلم أن الفرع يبلغ الجهات الإعلامية بأنشطته وبرامجه تباعاً، ويوجه إليهم الدعوات مراراً وتكراراً، ولكن لا يمكننا إجبار أحد على الحضور، وإن كنت أود أن أوجه الشكر إلى علي الجبيلي وياسين قاسم في الشؤون الإعلامية بإمارة المنطقة على تواصلهما المستمر، وكذلك الأستاذ جبريل معبر. أما النادي الأدبي فالأشقاء هناك متعاونون جداً، وقد نفذنا الكثير من البرامج بالتعاون معهم؛ فهدفنا واحد في كل الأحوال، وأقرب مثال للتعاون بيننا هو استضافتهم العرض المسرحي لفرع الجمعية بالطائف (حينما يأتي المساء) مع الشكر للدكتور محمد حبيبي الذي قام بجهد ملموس.

من ناحية أخرى ليس هناك تفوق بيننا أو تنافس، وكما أسلفت لك سابقاً فإن هناك برامج ثقافية وأدبية محددة من قبل الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون للفرع يعمل من أجل تحقيقها، وكذلك ميزانية محددة لهذه الأنشطة تختلف اختلافاً كلياً عن أنشطة النادي الأدبي وعن ميزانيته المقررة له. ولكن فرع الجمعية والنادي الأدبي يكمل بعضهم بعضاً ويعملان على إثراء الساحة الأدبية والثقافية في المنطقة بكل جديد. ثم إن تعاوننا ليس محصوراً في جهة بعينها؛ فهناك تعاون دائم ومستمر مع بعض الجهات الحكومية ذات الاهتمام الثقافي وغيرها للاستفادة من المنشآت الموجودة لديهم كالمسرح وقاعات المحاضرات، وأخص بالذكر والشكر مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بجازان والغرفة التجارية ومركز الخدمة الاجتماعية وإدارة التربية والتعليم؛ فلهم منا كل الشكر والتقدير.

* تواصلكم مع الموهوبين والموهوبات.. أين وصل؟

- نحاول قدر الإمكان الوصول إلى الموهوبين أو محبي مجالات أنشطة الجمعية من موهوبين وموهوبات، ولكننا لا نجد التعاون الكافي.. ودعني أضرب لك مثالاً بسيطاً؛ فنحن نحاول منذ فترة تجهيز قاعدة بيانات لفناني المنطقة في مجالات عدة. صدقني نتصل بهم ونذهب إليهم على وعود مسبقة ولا نجد التجاوب المطلوب، وقد لا تجد مضيفك في بيته كما وعد. هذه رسالة مشتركة.. نريد التجاوب وارتياد مقر الجمعية، ونحن نرحب بالجميع ونتمنى التواصل.. ولكن.

* تخللت أنشطتكم الكثير من البرامج والحفلات التي كانت الموسيقى عنصراً فيها، وكذلك في أجندتكم المقبلة.. ألم تواجهوا أي ضغوط لتحجيم هذا النشاط؟

- لم توجه إلينا أي ضغوط... ونحن نقدر الكل على تعاونهم المستمر مع فرع الجمعية، والفرع ملتزم بالأهداف التربوية والاجتماعية والإسلامية الشرعية، وفي الوقت نفسه فإن الفرع يخضع لتعليمات الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في فعالياته وبرامجه.

* في الفترة الأخيرة لوحظ كثافة تعاونكم مع فرع الجمعية بالطائف.. فهل هذا التعاون هو انعكاس وإقرار بتفوقهم وحضورهم الكبير على الصعيد المسرحي خصوصاً؟

- تبادل الآراء والخبرات والزيارات مهم جداً، ولا يمكن قياس الأمر من زاوية المقارنة غير العادلة؛ فجمعية الطائف يوجد لها دعم مادي من الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون ومن وزارة الثقافة والإعلام ومن رجال الأعمال بالطائف، إضافة إلى أن عمرها الزمني أكثر من سبعة عشر عاماً، وجمعية جازان عمرها الزمني خمس سنوات، ولا يمنع أن نكتسب الخبرات والنواحي الفنية منهم، ولله الحمد، فنحن لدينا كوادر شبابية فنية مؤهلة وقادمة بقوة للساحة الفتية، ولكنها تحتاج إلى الدعم المادي والمعنوي، وأقول لهم ولغيرهم: انتظرونا، وأجدها فرصة هنا لتقديم الشكر لهم على أريحيتهم وروحهم العالية.

* هل يمكن أن تعطينا إطلالة على أهم إصدارات الجمعية؟

- نعم؛ فقد سبق للفرع إصدار إصدارات عدة مثل:

1- كتيب (معرض الفن التشكيلي الأول بالفرع 1423هـ).

2- كتيب (معرض الفن التشكيلي النسائي بالفرع 1423هـ).

3- كتيب (معرض الفن التشكيلي الشخصي بالفرع للفنان مهدي راجح السيد 1424هـ).

4- كتاب (الكنعانيون معينيون من جازان للدكتور) عبدالرحمن الرفاعي 1424هـ.

5- كتاب (الفنون الشعبية في منطقة جازان) للدكتور عبدالرحمن الرفاعي 1424هـ.

6- كتاب (الألعاب الشعبية في منطقة جازان) من تأليف موسى بن علي نامس 1424هـ.

7- كتاب (ملح وسكر) تأليف الأستاذ حسن راجح 1424هـ.

8- كتيب توثيقي للمعرض الشخصي في التصوير الضوئي بالفرع 1427هـ.

9- كتيب (سنابل الصيف)، وهو خاص بأنشطة الفرع لعام 1426هـ.

* هل من إصدارات جديدة؟

- لدينا إصدارات جديدة، ولكن هذه الإصدارات تحتاج إلى الدعم المادي، ولن تصدر بسبب ذلك.

* كلمة أخيرة...؟

- سعدنا ب (الثقافية).


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة