مسافر فيك مل أسفاره
استجمع الذكريات نافرةً
فانطفأت - رغم ومض صمتهما-
وحين لم يبق فيهما ألق
فاستودع الله فيهما شجناً
هذا الذي عنك كان يكتمه
وها هو اختار ما يحاذره
كادت تعيق الرحيل رقته
رآكِ أثناء ما ألح به
وتارة تطرقين واجمة
وكان يرنو إليك لحظتها
عليك أنظاره غفت فرأى
حتى إذا ما أفاق وانكشفت
ترى شعرت بالذي يخبئه
وهل توحشت من ترحُّله
عودي وخليه فهو صبح غدٍ
مضى، ولم يقض منك أوطاره
واستل من مقلتيك أسراره
زوابع بالغموض موَّارة
رنوت تستكشفين أغواره
كم ذاده عنك واصطلى ناره
لم تبلغي منه أنت معشاره
فليهنه في الحذار ما اختاره
وعبرة بادرتك غرارة
إصراره تستقطين منهارة
منه، وترعين لحظه تارة
مسترجعا شجوه وتذكاره
في منتهى ما رآه صبارة
رؤاه عنه استعاد إصراره
لحظة أغفى عليكِ أنظاره؟
فرحُتِ تستتبعين آثاره؟
مسافر في ضمير نوارة