الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 03th October,2005 العدد : 125

الأثنين 29 ,شعبان 1426

في تعقيبين على قصة أمل الفاران«أسبوع سالم»
القصة غير ما ورد.. وسالم مات عطشاً
* الثقافية عبدالحفيظ الشمري:
نشرت المجلة الثقافية في عددها 123 الموافق 15-8- 1426هـ قصة قصيرة بعنوان (أسبوع سالم) للقاصة أمل الفاران وقد تفاعلت هذه القصة، بشكل آخر غير ما قصد فيه الجانب الأدبي، والتذوق الفني للعمل القصصي الذي تمّ النشر على ضوئه.
فسرت قصة (أسبوع سالم) ببعد آخر غير بعد الابداع، حيث جاءت كما أشار بعض المتحفظين عن فكرة القصة ومدلولاتها موحية بأن القصة واقعية.
وقد كان أول من رد على الكاتبة هو ابن عم المقصود بالقصة محمد بن عبدالله آل محمود الذي أشار بداية إلى أن ديننا الحنيف يحثنا على التثبت من الأقوال ولاسيما ما له علاقة بالمجتمع.
ويرى آل محمود أن قصة الكاتبة تسيء إلى قريبه (سالم) رحمه الله، الذي أشار إلى أنه رجل لا نزكيه على الله، ويحسبه والله حسيبه رجلاً مستقيماً، وهو أب لطفلتين، كان يكدح من أجلهما حتى توفاه الله من شدة العطش حينما تاه في الصحراء أثناء تأديته واجبات وظيفته رحمه الله.
ويذهب إلى أن (سالماً) لم يكن بهذه الصورة التي رسمتها (أمل)، ولم يكن أهله ولله الحمد والمنّة إلا دعاة خير، ومن جيل محافظ يرعى حقوق الله.. والله حسيبهم.
محمد بن عبدالله آل محمود حمل إلى الجزيرة ما يثبت أن ابن عمه (سالم) تُوفي من شدة العطش ولم تعثر عليه الجهات المختصة إلا بعد ستة أيام من فقده، مرفقاً بذلك شهادة الوفاة وخطاباً يثبت أن موته لم يكن فيه أي جانب جنائي..
ويشير آل محمود إلى أن القصة التي كتبتها أمل الفاران لم تكن واقعية وصادقة بما فيه الكفاية، بل خرجت بأقوال غير منصفة عن ابننا (سالم) رحمه الله.
..وفي تعقيب آخر جاء على لسان شقيق (سالم) والذي ورد في (قصة أمل الفاران) وهو (سعيد بن إبراهيم) ذكر ما يلي:
(لا نريد الحديث عن الكاتبة، بأي شكل من الأشكال إنما ما نريده من (المجلة الثقافية) بجريدة (الجزيرة) هو كشف الحقيقة أمام القارئ، فقصة (سالم) لم تكن كما روتها الكاتبة، فقد كان أخي رحمه الله رجلاً مستقيماً، ولم تبدر منه أي سلوكيات سيئة حتى وفاته رحمه الله.
لقد جانبت الكاتبة الحقيقة، ولم تذكر للقارئ الواقع الذي عاشه أخي رحمه الله فقصته كانت معاناة حقيقية عرفها الجميع فقد تاه لمدة في الصحراء، ولم يكن على معرفة ودراية ببعض الأماكن التي سلكها حتى وافاه الأجل المحتوم رحمه الله.
لقد كان يعمل موظف صيانة في الهاتف، وكان عمله يتطلب الذهاب إلى أماكن نائية جداً، لكن قدر الله فوق كل شيء، وما يؤكد حديثي هنا هو تقرير مركز شرطة الأفلاج وشهادة الوفاة، فلو كان هناك ما يسيء لما تحدثنا عنه.
قريتنا صغيرة ويعرف الجميع أن هذا الرجل ظل طوال حياته قائماً بحقوق الله.
إشارة
المتأمل في القصة بشكل فني محايد سيجد أن مغزاها ليس تشويه صورة رجل راحل بل انتقاد الممارسة المجتمعية غير الإنسانية تجاه الشأن الفردي في مواقف مشابهة، ففي الوقت الذي يموت فيه الرجل في الصحراء يقتله المجتمع كل لحظة باختلاق سير غير منطقية لحياته التي كانت في الظل قبل أن يقرر المجتمع الخوض فيها.
ونحن في المجلة الثقافية نؤكد أن العمل الأدبي عادة ما يكون رسماً لتفاصيل خيالية، حتى وإن كانت على هيئة واقع، والكاتبة أمل الفاران من خلال تناولها السردي لقصة (أسبوع سالم) رأت أن تعرض ما دار خلال أسبوع كامل من غياب رجل.
فهي حسب مقتضى الإبداع روت ونقلت جميع التفاصيل والمقولات حول الحادث، وكيف تحدث جميع أهل القرية بمختلف تياراتهم، فلم يكن في وارد الكاتبة أن تشير بأي أذى إلى شخصية يتصور الجميع أنها (سالم) وإنما أرادت أن تنقل تفاصيل المقولات الظالمة التي دارت في القرية حينما علق جميع من حوله على أسباب غيابه وهو ما يبدو على القصة، وما ترمي إليه الكاتبة في هذا الاتجاه.
«الثقافية» تترحم على الراحل وتدعو له بالمغفرة وأن يجبر مصاب ذويه ويخلفهم وبنتيه فيهم خيراً.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved