أعراف
عجلة الرغيف
محمد جبر الحربي
|
ضمن جمالٍ كجمالكم أقدم لكم هذا الفتى الشامي المقبل على غيمة لا تشبه في تعددها إلا أهله العرب.. وامتداداته الطليقة..
محمود الحسين اسم ستكون له كما لكم قيمة أولى فاستمعوا إلى «عجلة الرغيف».
ما معنى أن يكون لرغيف الخبز هذا الشكل الدائري الصعب؟!
حيث تنبع صعوبته في كونه يتدحرج مسرعاً، بعيداً أمام كل كدحنا وركضنا بدون تهاون أو كللٍ للحاق به.
هل فكر أحدكم بتغيير هذا الشكل المعهود له، ليسهل فكرة النضال لالتقاط لقمة العيش، فجعله مثلثاً أو ربما مربعاً أو مستطيلاً، سوف.. وبكل تأكيد يبطئ من سرعة تدحرجه، وحينها نتمكن بيسر من الوصول إليه.
لكننا عبثاً ما نفكر، فالرغيب وشكله بريء من عذابنا ولا ذنب له في حبسنا وراءه.
والذنب كل الذنب ليس أمامه أن يلوم إلانا، نحن الذين اخترنا هذه الطريق المنحدرة، الشديدة الانحدار، التي يقبع في قاعها أولئك الذين قبحوا أنفسهم بالمظاهر وخلعوا كرامتهم للعمل، سماسرة كل رخيص، تجار كل دنيء، حتى لتكون الدناءة والكذب من المثل العليا والصدق والعفة أردية بالية.
فبات الأذى إبداعاً براقاً في سماء الفن
والأطعمة الخالية إلا من كل ما هو ليس مغذ يا مقياس للتطور، والعشوائية المجنونة دليل على حضارة الإنسان.
وصروح من الحجارة والحديد هي ابداعات الطبيعة.
نحن من ضخمنا ذلك المستنقع بسعينا نحوه.
أولئك الذين تتضخم ثرواتهم بشكل مفزع هذه الثروات التي ليست إلا أرغفتنا المنحدرة أمامنا باتجاههم التي تجرفنا معها بكل سهولة إلى الهوة.. إلى الظلام.
إليكم يا معشر المناضلين هبوطاً.
يا من تبحثون عن رزقٍ يزيد قاماتكم انحسارا
كفانا زحفاً إلى القاع.
كفانا انحدارا.
كفى بنا نسعى نحو الحضيض.
فما خلقنا إلا للصعود
للنمو
للتطور والسمو
فصوب الحقيقة يكون الاتجاه، وباتجاهنا مباشرة يسير الرغيف
حيث نتلقفه رزقاً مباركاً، هنيئاً نظيفاً.
كالنخيل نحو النور يسعى مرتدياً شموخه وعزة عربية.
فهنالك قمة تعشق وصولنا، لأنا لها، والعلياء لنا.
فلنتجه إلى العلياء ننج..
محمود الحسين
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
