الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 3rd November,2003 العدد : 35

الأثنين 8 ,رمضان 1424

الرمال العربية

تأليف: ويلفرد ثيسجر
الملقب «مبارك بن لندن»
أبو ظبي: موتيف إيت، 2002م
يصف هذا الكتاب الأسفار التي قام بها ويلفرد ثيسجر في الربع الخالي وما حوله من عام 1945 إلى عام 1950.
وقد استهله بملخص سجل فيه الانطباعات التي خرج بها من هذه الرحلة حيث قال:
«تتجمع سحابة ويتساقط المطر فيعيش الناس. وتتبدد الغيوم بلا مطر، فيموت أناس وحيوانات. ففي صحاري جنوب الجزيرة العربية لا يوجد نظام للفصول. فلا صعود ولا هبوط في النسغ، بل قفار خالية حيث تشير الحرارة المتغيرة وحدها إلى مرور السنين. انها أرض قاسية وجافة، لا تعرف شيئاً عن اللطف أو الراحة، ومع ذلك عاش فيها أناس منذ أقدم العصور. أما الأجيال التي ولت، فقد تركت حجارة سودتها النار في مواقع الخيام، كما تركت بعض الآثار الواهنة للأقدام المطبوعة على سهول الحصباء. وفي أماكن أخرى، مسحت الرياح آثار أقدامهم.
يعيش الناس هناك لأنه العالم الذي ولدوا فيه، والحياة التي يعيشونها هي الحياة التي عاشها أسلافهم من قبلهم، فهم يتقبلون المشقات والحرمان ولا يعرفون سبيلاً آخر.
ولقد كتب لورنس في كتابه «أعمدة الحكمة السبعة» يقول: «كانت أساليب حياة البدو قاسية حتى بالنسبة إلى الذين نشأوا فيها، وفظيعة بالنسبة إلى الغرباء: «موت في حياة». فليس بقدرة أي إنسان أن يحيا هذه الحياة من دون أن يتغير. فهو سيتأثر، ولو بصورة ضئيلة، بالصحراء، وبسمات البدو، وسيبقى فيه الحنين للعودة، ضعيفاً كان أم قوياً، حسب طبيعته. فهذه الطبيعة القاسية في إمكانها أن تسحر المرء بصورة لا يستطيع أي طقس معتدل أن يضاهيها».
يقول عنه الدكتور «جون أ. شوب» يعتبر «وليفرد ثسيجر» واحد من آخر الرحالة الأجانب للجزيرة العربية فعل كما فعل آخرون من قبله مثل ريتشارد برتن وتشارلز داوتي، كما يعد كتابه هذا (الرمال العربية) من أحسن أعماله التي توثق عبوره مرتين للربع الخالي مع دليله البدوي وأصدقائه خلال السنوات (1946 1948 م).
كتاب «الرمال العربية» يزود القارئ بتفاصيل كثيرة عن هاتين الرحلتين، وكتاب (ثسيجر جرافيا) عمل أثنوجرافي مميز من خلال وصفه للحياة في هذه المنطقة من الجزيرة العربية الداخل العماني، من ضمن القليل المتوفر عن فترة ما قبل النفط.
كان «ثسيجر» واحدا من الأجانب القلائل الذين حصلوا على فرصة قضاء فترة طويلة في الداخل العماني.في الحقيقة كما أشار ثسيجر الى ان تحديد حدود عمان كان أمرا صعبا في أواخر الأربعينيات، وأخذته تنقلاته إلى مناطق تحت سيطرة عدد من الدول التي تشمل اليوم المملكة العربية السعودية، عمان، والإمارات العربية المتحدة.
فهذه المناطق لم تخضع للاستعمار الأوروبي ولا حتى الكثير من الاتصال بالخارج، ذكر ثسيجر حادثة واحدة عندما اقترح أن يحاول إظهار نفسه كسوري سأله رفاقه البدو: أين تقع سوريا؟.
الحادثة تشير إلى مدى عزلة المنطقة في ذلك الوقت ليس عن الغرب فقط، ولكن عن مناطق أخرى من العالم العربي.
كان ثسيجر مشاهدا دقيقا وكان مشاركا أيضا وفي معرفة الأنساب كان يستخدم الوسائل المبدئية التي يستخدمها عالم الأثنوجرافيا استخدم قدراته للكتابة والوصف.
كما أخذ عددا من الصور الفوتوغرافية المتميزة التي تسجل السنوات الأخيرة قبل التغيرات الشاملة التي جلبتها استكشافات النفط.
كان ثسيجر مشدودا على الخصوص لحياة القبائل البدوية، واعتبرهم أنبل البشرية.
كانت معرفته بالتنظيم القبلي وحتى بقبائل المنطقة محدودة في بداية وصوله، ولكن شغفه الشديد بالناس جعل عمله أكثر من مجرد رواية رحالة، ويدفعه إلى نفس مستوى أعمال ريتشارد برتون لهدف البحث.
وعلى كل رماله العربية تعطي أكثر وصف أثنوجرافي متوفر لعمان في فترة ما قبل البترول.
يقع الكتاب في ( 245 ) صفحة من القطع العادي.


http://www.darah.org.sa/trip/8.htm

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved