Culture Magazine Monday  04/06/2007 G Issue 201
الملف
الأثنين 18 ,جمادى الاولى 1428   العدد  201
 
الوفاء.. حق إنساني

 

 

لا فضل إلا لأهل العلم أنهم

على الهدى لمن استهدى أدلاء

وقيمة المرء ما قد كان يحسنه

والجاهلون لأهل العلم أعداء

فقم بعلم ولا تبغي له بدلاً

فالناس موتى وأهل العلم أحياء

المفكر الدكتور راشد المبارك موسوعة علمية وأدبية وثقافية قلما تجد له مثيلاً.. يمتعك بحديثه الطيب في كل باب من أبواب العلم.. فيه التواضع الجم والأدب الرفيع والخلق النبيل.. أبو بسام عرف عنه احترام جميع الآراء ولا سيما تلك التي تخالف رأيه.. حيث يحتوي الرأي المخالف ويناقشه بشكل موضوعي دون المساس بصاحب الرأي، وهذا دليل على مدى تمتعه بفكر ناضج.. وهو على قناعة تامة بأن الاختلاف في الرأي ظاهرة صحية ولا تفسد للود قضية.

قيل له: ان أحد الباحثين اقتبس عن أحد كتبك فصلاً كاملاً دون الرجوع إلى المصدر.. فلم يسأل حتى عن اسم هذا الباحث.. بل قال: (سامحه الله.. أرجو له التوفيق).. ففي مثل هذا الموقف وغيره من المواقف النبيلة تتجلى شخصية هذا الرجل ويتضح فكره النيّر وتظهر رحابة صدره.. فهو كالنجم يتسامى فوق الشهب.

(صالون راشد المبارك) من المجالس التي تهتم بشتى الموضوعات الثقافية والادبية والعلمية.. ومعظم رواد ندوة المبارك هم من النخب ومن خيرة طلبة العلم.. كما أن الموضوعات التي تتم مناقتشها في الصالون يتم اختيارها بعناية لتعود بالفائدة على الجميع.

وهذا الصالون الأدبي هو امتداد لأقدم مجلس أدبي في الجزيرة العربية وربما على مستوى الوطن العربي، لأن المجلس العلمي لأسرة آل الشيخ مبارك يمتد عمره لأكثر من قرن ونيف من الزمن.. حيث أسس أسلاف آل مبارك مجلساً علمياً وأدبياً في الأحساء أسهم في إثراء الأدب في المنطقة.

اذاً فراشد المبارك اسم على مسمى هو سليل أسرة أدب وعلم.. لقد زرت هذه الأسرة الكريمة وشرفت بالتعرف على الكثير منهم.. محافظون على العادات والقيم الجميلة للأجداد ومتمسكون بمكارم الأخلاق.. لا تملك إلا أن تحبهم من كل شغاف القلب.. يسرونك بتواضعهم الجم.. وبأدبهم واحترامهم للآخرين.

لست قريباً منهم وإن كان يشرفني ذلك.. إنما رابط محبة وصداقة وإعجاب بأسرة آل الشيخ مبارك الكرام.. أسرة الأدب والعلم والمعرفة، وفي زيارة يتيمة لهم مع رفقة محبين وجدنا منهم صفات مثلى.. يأسروك بجم التواضع والحفاوة والترحاب، وكأنك ترى وتشاهد بأم عينك ما قرأته في الماضي عن حياة الصالحين من التابعين.

رأيت في هذه الأسرة المباركة صوراً حية من ماضينا المجيد.. محبة وألفة وعلم ومكارم وأخلاق.. اذا تحدث الكبار فهم نور من العلم.. كنوز من المعرفة.. ذخيرة من الحكمة.. الكل منهم موسوعة علمية وفكرية.. مجالسهم تحوي الفضيلة بكل معانيها.. شبابهم تتوسم الخير فيهم.. يتمتعون بأسلوب حضاري راق في حسن التعامل.. ويتميزون بحس إنساني مرهف.. صادقون وعفويون إلى درجة البساطة.. بساطة الطهر والنقاء.. وكأن الحضارة لم تلوث أخلاقهم.. هم شعراء بالفطرة.. يحفظون الجميل من الشعر والنثر بما فيه المقامات.. إنها صور جميلة تثير في النفس الإعجاب والتقدير والاحترام.. فلا غرابة أن يكون أحد أعضاء هذه الأسرة الكريمة (راشداً وحكيماً ومباركاً).

ممدوح بن محمد الشمري هيئة حقوق الإنسان


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة