Culture Magazine Monday  04/06/2007 G Issue 201
تشكيل
الأثنين 18 ,جمادى الاولى 1428   العدد  201
 

وميض
التشكيل وتذوقه
عبد الرحمن السليمان

 

 

تذوق العمل الفني هو حالة خاصة يكون فيها المتذوق قريباً من العمل، تعبر عن معرفة وإطلاع وحس جمالي، هي في كل الأحوال حالة متقدمة من التربية بكل ما تحمله من مكتسبات ومعارف واحتكاك واطلاع وغيره.

التذوق الفني هو مقدار العلاقة بالقطعة الفنية أو بالمساحة المشاهدة أو بمقدار الحكم على شيء ما (ذو علاقة). وليس من الضروري أن يتفق المتذوقون على منح عمل فني ما درجة واحدة فهو في النهاية حالة خاصة تعني القبول بدرجة أو بنسبة معينة تمثل رأي وذوق وثقافة المشاهد.

في جلسة بمناسبة تكريم لجنة التحكيم في مسابقة جدة للإبداع طرح الدكتور طارق فدعق وهو الأمين العام للجائزة على لجنة التحكيم سؤالاً عن تذوق الفن بكل أوجهه وكانت اللجنة التحكيمية المشكلة من د. أحمد نوار ود.أحمد الغامدي وكاتب السطور قد تحدث كل منها عن جانب. فنوار كان شاملاً في التجربة المصرية عندما طرح بتوسع البرامج التي تطرحها وزارة الثقافة من خلال مسؤولياته كرئيس لقطاع قصور الثقافة فتحدث عن جوانب متعددة منها قطار الفن الجميل الذي يزور الأطراف والمدن والقرى البعيدة عن المركز خلاف مجاميع الأطفال الذين تأخذهم الوزارة في سياحة داخلية يشاهدون فيها أنشطة المدن الكبيرة وبجانب المتاحف ودور العرض وغيرها مما تعمل الوزارة ممثلة في القطاع على تعميم وتعميق حالة التذوق لدى عامة الفئات وحسبما هو متاح.

اتفق الجميع على نقطة هي الإعلام، ولم يكن الإعلام هذه المرة هو الإعلام المقروء؛ فالصحف السعودية مثلاً لم تغفل الفن التشكيلي، وهناك العديد من الصحف السعودية إن لم يكن جميعها خصصت صفحات للفن التشكيلي. والاهتمام بالفن التشكيلي لم يكن جديداً، فالصحافة السعودية اهتمت به منذ الستينيات عندما حرر الفنان عبدالجبار اليحيا صفحة أو جزءاً من صفحة في صحيفة المدينة المنورة عام 1968 وفي أواخر السبعينيات كانت صحيفة اليوم قد خصصت صفحة من ملحقها المربد للفن التشكيلي، بعدها بأعوام كانت انطلاقة صفحة فصفحتين في الثمانينيات أشرفتُ على تحريرهما وانطلقت (الجزيرة) حتى الآن بصفحة أسبوعية تابعت قضايا الساحة وأسهمت في تقديم العديد من الأسماء والتجارب الفنية.

الجانب الإعلامي المهمل تجاه الفن التشكيلي هو ما يتمثل في الإعلام المُشاهد وأعني الشاشة التي أصبحت ملونة بعد أن كانت (الفضية) فالتلفزيون تغيب عنه وبشكل لافت المتابعة التشكيلية والبرنامج الفني المتخصص في الفن التشكيلي، والفضائيات الكثيرة بغثها ورزانة القليل منها لم تُعر الفن التشكيلي الاهتمام المؤمل، فالمشاهد قد تؤثر فيه الصورة أكثر من أي شيء آخر وهو الواقع الآن فنحن في زمن الصورة.

الحركة التشكيلية العربية لم تجد حتى الآن ولو برنامجاً واحداً يُعنى بها وينطلق بالاهتمام بأنشطتها وأسمائها، وأعتقد أن برنامجاً واحداً قد لا يكفي لأنه سيسلط الضوء على مساحة معينة بجانب ما يمكن الاستفادة منه من مناطق ومنابع الفن الأوروبية خاصة، هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن المحطات العامة أو الخاصة والثقافية منها أيضاً لم تزل في اهتماماتها غير محددة في منح التشكيل أهمية خاصة.

التذوق يحتاج إلى جوانب عديدة ابتداء من المدرسة الابتدائية فالتدريس وطرقه والمتاح للطالب من إمكانات المشاهدة والممارسة تمنحه دفعة قوية من التعلق بالفنون وتذوقها فهو يحتاج إلى قاعات العرض الدائمة وإلى المتاحف التي يعمل الغربيون على ما يسمى التربية المتحفية للنشء. وإلى تشجيع إنتاج الطفل الفني وعرضه بطريقة مشجعة، وتعليمه طريقة إبداء رأيه ووجهة نظره في نتاجه ونتاج غيره وغير ذلك كثير مما يسهم في التأسيس لتذوق فني ولقدرة على التفاعل مع إنتاج الإبداع.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7177» ثم أرسلها إلى الكود 82244

aalsoliman@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة