الثقافية:

ولو اختير له اسم آخر لكان كتاب (الوفائيات) من أربعة طلاب لأستاذهم أو من أربعة مريدين لرمزهم، وقدر هؤلاء الخمسة ألا يكونوا في دائرة الضوء رغم وجودهم في بؤرة الفعل الثقافي.. فقد اعتاد المتابعون أن يعرفوا الشعر ونقاده، والنثر وقراءه، أما قضايا النحو والصرف فلها عاشقوها دون أن تجد جماهير تتابع وتحاور.

** وكتاب الشاذليات هو مجموعة أبحاث مهداة إلى الأستاذ الدكتور حسن الشاذلي فرهود (من مواليد ينبع ويحمل دكتوراه في فقه اللغة من جامعة لندن عام 1966م)، وكان أستاذاً في كلية الآداب (جامعة الملك سعود قبل تقاعده عام 1406هـ)، أما الأبحاث فهي للأساتذة الدكاترة: إبراهيم الشمسان، عوض القوزي، تركي العتيبي، محمد الحربي، عن: التخلص من المتماثلات لفظاً وخطاً، وعن العلاّمة محمد عبدالخالق عضيمة، وعن تيسير تعلم النحو، والياء المحذوفة في القرآن الكريم، وضمير النصب والجر المتصل للغائبة المؤنثة في شمالي نجد- ومجيء القسم قبل النافي وحذفه بعده..

الكتاب عطاءٌ ممتد لشكر علم لم يستوقف الإعلام بما فيه الإعلام الثقافي قدّم للمكتبة العربية جملة من الإصدارات المتخصصة ومنها تحقيق كتاب (الإيضاح العضدي) لأبي علي الفارسي، وكتاب (المقصور والممدود) لنفطويه، و(كتاب مختصر في ذكر الألفات) لابن الأنباري، وكتاب (حروف الممدود والمقصور) لابن السكيّت، وكتاب (شرح أبنية سيبويه) لابن الدهان النحوي، و(شرح الأنموذج في النحو) للأردبيلّى وغيرها!

لم يُعرف العلاّمة الأستاذ الدكتور فرهود ولحقه طلابه في انقطاعهم للبحث وعدم اهتمامهم بالانتشار، ولو شاءوا لكانوا لكنهم كانوا فشاءوا التميز المتصل لا الظهور المفتعل..!