الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 04th July,2005 العدد : 113

الأثنين 27 ,جمادى الاولى 1426

برداً وسلاماً على إبراهيم
عمر طاهر زيلع

إذا كان الشاعر إبراهيم عمر صعابي الذي نُحسن به الظن كثيراً قد أراد أن يُحدث فجوة بين إخوته أو بعض إخوته في مجلس إدارة النادي الأدبي بجازان، وأن يكتب تاريخاً لجهودهم سلباً وإيجاباً مختلفاً عن الواقع والحقيقة، فإن السكوت على مثله يُعَدّ ضرباً من إهانة الحقيقة نفسها، ونوعاً من الصمت الأخرس أمام الحق الأبلج!!، وإفساحاً للمجال في طريق الأهواء والترهات والدوافع الذاتية.. فلو أن الشاعر الصعابي الذي لم يبلغ سن الرشد الشعري التقليدي إلا مؤخراً، والحق يقال، قد عمد إلى حشو بعض قصائده كما هي عادته بتلك الهجائيات والترهات والأباطيل التي أفرزها حديثه الصحفي في العدد (339 30 4 1426هـ) بالمجلة العربية الرصينة، لقلنا: لا بأس فالشعر حمَّال أوجه، (والشعراء يقولون ما لا يفعلون)، بنص القرآن الكريم الذي لا ينطق عن الهوى، ولبقينا ثابتين على حُسن الظن به (مهما بلينا بحسن ظننا فيه) كما عبر الشاعر الرقيق العف الأمير عبدالله الفيصل، لكن الشاعر الذي يكاد يبلغ سنَّ الرشد الشعري التقليدي الآن، من الناحية الفنية على الأقل، خرج من متاريسه الشعرية التي تعود منذ بدأ يلثغ بالشعر يتوارى وراءها ويرشق بهجائياته المبكرة كل مَنْ حوله حتى صبيان وصبايا الحي الذي كان يسكنه، إلى ميادين النثر التي لا يجيد التواري الكامل وراءها، ولا التنصل من تداعياتها الكثيرة ولا تأويل دوافعها الذاتية الصغيرة جداً.
وإذا كان هدف الشاعر اليافع شعرياً.. الصعابي، هو تقليل شأن بعض اخوته في مجلس إدارة النادي الأدبي بجازان، ورفع شأن عضوين زميلين منهم للوصول إلى حلمه الخالد، وأمنيته الدنيوية، من خلال الإطاحة بمن عداهما، فإنه ليس في الوسع إلا الابتهال إلى الله المؤمن المهيمن السلام أن يجعل نار ابراهيم برداً وسلاماً عليه، وأن يحقق أمنياته المشروعة من دون أن يبوأ بإثم الإطاحة بغيره أو يحتاج إلى خطيئة (الغاية تبرر الوسيلة) عند الذين يحبون العاجلة ويريدون أيضاً الآجلة!!.
تلك المقابلة الصحفية محفوفة بعلامات الاستفهام من أولها لآخرها، بدءاً بصورة الشاعر اليافعة دائماً، مروراً بطرف المقابلة الثاني (طارق أحمد شوقي مصر!!) ومكانها (مصر القاهرة!)، وبتلك الأورام الذاتية والانتفاخات الفجة، بما فيها الفقرة التي يتصدى لها هذا الرد الذي ترددنا كثيراً قبل قرار إرساله إلى الثقافية الغراء، وهي فقرة جوابية على سؤال يبدو مقحماً في السياق ويبدو والعلم لله موجهاً وموصى به من دون إدراك مَنْ قام بطرحه تقريباً:
* كيف ترى نادي جازان الأدبي بين الأندية الأخرى، وما تعليقك على إصداراته الثقافية بصفة خاصة، وهل أسهمت في الحركة الثقافية بشكل (هكذا) عام؟؟
قال الصعابي لله دره: (نادي جازان يُعد من الأندية (المتميزة) بفضل الله، ثم بجهود (المخلصين) من أعضائه.. هذه قراءة مختصرة من الخارج، وأرجو أن تعفيني من قراءته من الداخل يا أمان الخائفين ؛ فالوقت لم يحن بعد الله يستر ، وما دامت (أمورهم ماشية) وعين الرضا هي السائدة فلا داعي الآن (على الأقل هكذا) للحديث عنه حتى تتضح الرؤية، أو نترك ذلك للتاريخ (أي للشاعر وعبثه) فهو خير شاهد حين يقول كلمته. نادي جازان الأدبي، كغيره من الأندية، به أعضاء عاملون متفانون، وآخرون شرفيون!!! عاطلون سجل غيابهم عن ندوات النادي، خاصة في مهرجان النادي الشبابي الصيفي، علامة استفهام كبيرة لجمهور الكلمة في المنطقة (يعني نفسه طبعاً، فلا يحضر إلا إذا كان مشاركاً في الغالب)، ولم يكن في الصورة إلا رئيس النادي، الاستاذ الكبير حجاب يحيى الحازمي ونائبه الأستاذ الأديب أحمد البهكلي). ولأنها لا توجد مزاعم كاملة فقد ناقض نفسه بالقول تباعاً (فهو ناد طموح يسعى هكذا لإرضاء أكبر شريحة من المبدعين).
بتلك الجمل والعبارات الركيكة التي تتخللها أخطاء لغوية وتعبيرية مستغربة (ظاهرياً على أقل تقدير) من رجل يتباهى بقدراته البلاغية، ف(مميّز) تأتي بمعنى: ممتاز، و(متخصص) بمعنى: مختص، و(شريحة) بمعنى: فئة، أو طائفة مثلاً، مثلاً.. أراد الشاعر الذي لم يكد يغادر يفاعته الشعرية أن يعز قوماً، ويذل آخرين، وهماً، ويوقع بين إخوته في النادي الذين تمتص أحلامهم حماقات كثيرة (من الداخل والخارج) وهماً، وأن يكتب تاريخاً بمائياته المالحة دائماً تأباه الحقيقة، وأن يشكك في إخلاص وولاءات قوم ويضخم اخلاص وولاءات آخرين، عازفاً (من العزف لا العزوف) على دعواه الخادعة (الوطنية) وهي معزوفة المفلسين إلا من الكلام، والأقوال من دون الأفعال، وإلا فما معنى إقحام (المهرجان الصيفي) الذي ينفذ غالباً في وقت يكون فيه الشاعر نفسه، وبعض شيعته، ينعمون بالنسمات الباردة في دنيا الله، وإذا حضر أحدهم في الصورة كما يقول فإنما من باب (أنا هنا)، فإذا ما أوشكت فعاليات المهرجان على الانتهاء يكون قد حزم حقائبه تاركاً كل شيء في إجازة، والأدلة موجودة يا إبراهيم!!.
أفيحسن الصمت وقد جرد سائر أعضاء المجلس الإداري في النادي الأدبي بجازان من الجدوى وفيهم أساتذة أجلاء كالأستاذ عبدالعزيز الهويدي عضو وأمين صندوق النادي الذي كان أحد مؤسسيه ورجل التوازن فيه حين تتسرب التجاوزات والأهواء، والأستاذ علي بن أحمد النعمي الذي يثري النادي بكفاءته الكبيرة وأدواته اللغوية وآرائه السديدة المجردة من الهوى، وروحه الشفافة الراقية، والأستاذ ابراهيم مفتاح الشاعر والباحث المعروف في أوساطنا الثقافية، الذي يمتطي الموج كل أسبوع قاطعاً خمسين ميلاً بحرياً حرصاً منه على حضور اجتماعات المجلس وفعالياته المتعددة، والاستاذ عبدالرحمن بن محمد الرفاعي الباحث الدؤوب والحافظ الواسع، الذي تناقلت الأخبار نجاحاته وبحوثه اللافتة، والاستاذ عمر طاهر زيلع الذي أدار النادي سنوات عديدة وسهر الليالي الطويلة لإنشاء مبنى النادي الماثل الآن للعيان، في وقت كان فيه الشاعر ورهطه غارقين في أحلامهم وأمجادهم الخاصة، عمر طاهر زيلع الذي طبعت في عهد إدارته معظم الكتب الرائجة الآن، وهو الآن لا يكاد يغيب عن النادي ليلة واحدة إلا بعذر قاهر وسبب حقيقي غير مختلق، وهو الذي يرشحك في المشاركات المنبرية.. أكلّ هؤلاء شرفيون عاطلون يا ابراهيم؟! وهم الذين لا يصدر قرار في صغيرة أو كبيرة إلا بآرائهم وإقرارهم فلا يوجد قرار أحادي ولا رأى منفرد، لكنهم يعزفون عن الإعلان عن الذات، ويعفون عن الركض وراء الشهرة. لقد أردت أن تشهد لأناس فشهدت عليهم بأنهم باحثون عن الأضواء، وهكذا تسطع الحقيقة من خلال محاولات نكرانها، فبرداً وسلاماً يا نار على ابراهيم!! فثمة رائحة شواء يتصاعد من كلماته ونظراته الزائغة دائماً.
ولا بد من الإشارة إلى الحكمة القائلة (إذا استاء المادح استاء الممدوح) التي لا تمنع من التأكيد ان المادح هو المقصود وحده بهذا الرد؛ فهو المعتدي، لكي يدرك تمام الإدراك أن الناس الذين يغمط حقهم ظلماً وعدواناً لديهم ما يقولونه اليوم وغداً، وأن بني عمه فيهم رماح أطول من رمحه المائي الرجراج، والبادي أظلم، وليعلم هدانا الله وإياه أن الأمجاد لا تبنى بإحناء قامات الاخوان، وان الآمال لن تتحقق بقلب الأمور، على جسور ذاتية نفعية، وأن قلوبنا لا تزال كما يقول أستاذنا جميعاً الشاعر محمد بن علي السنوسي في قصيدته الشهيرة (أصدقائي! أم أصدقاء الوظيفة.. أنتم يا ذوي النفوس الضعيفة) حين يقول في آخرها رحمه الله: (إني وإنْ تألم قلبي فهو ما زال كالظلال الوريفة)..
فالعلاقة في الأرض والدين والإنسانية أسمى من كل الترهات والأمجاد الزائلة، وهذا ما تردده أنت أيضاً للأسف الشديد في أقوالك غير المكتوبة.. فبرداً وسلاماً، والله المستعان.


جازان: ص.ب : 246

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved