الدكتور
(عز الدين موسى)
|
شرفت بمعرفته صديقاً ورفيقاً في مؤسسة شيخنا (الجاسر الخيرية) كواحد من أمنائها المميزين العاملين.. وكمشارك فاعل في أنشطتها الثقافية..
ذخيرة ثرة في معارفه استحق عليها عن جدارة (جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإنسانية) عام 1423هـ وانموذج حي للإنسان المتواضع.. الفَكِه الذي لا تكاد الابتسامة البيضاء تفارق شفتيه..
حين حصل على الجائزة التي يسيل لها لعاب الكثيرين ذلك أن مردودها المادي مغرٍ لم يفكر أن يبني له دارة رحبة تريح أعصابه.. ولا أن يودعها خزانة يلجأ إليها ويتسلح بها من عضة اليوم الأسود يوم أن يتوارى اليوم الأبيض كما يحسب الكثيرون. وكما يقول الكثيرون: (ادّخر قرشك الأبيض ليومك الأسود).
لم يدر شيء من هذا في حسبانه. ولا في تقديره لأنه انموذج حي للإنسان الذي يعطي ولا ينتظر الأخذ.. رسالته ليست رصيداً مادياً يحتفظ به.. وإنما رصيد معنوي أكبر قيمة من المادة يؤمن به ويعمل له.. وهكذا تصرَّف.. تبرّع في كرم وسخاء بما حصل عليه لصالح مركز جمعية (المعز بن عبدالسلام الثقافي والاجتماعي) بشمبات. إحدى حارات الخرطوم. عاصمة السودان..
إن الجائزة التي يستحقها بجوده العملي لا تقل شأواً عن الجائزة العلمية العالمية التي حصل عليها بجهده العلمي.
ألا يستحق إنسان بهذه القيمة الإنسانية.. والقامة العلمية.. والقمة في التواضع.. ألا يستحق كلمة إشادة. وشكر في زمن الشح فيه هو القاعدة. والبذل فيه هو الاستثناء؟!.. بلى..
أحييك يا عزيزي عز الدين على ما بذلت يداك خدمة لبلدك؟. وأناس بلدك.. وأقول لمن يكتنزون ثرواتهم الطائلة دون عطاء يذكر.. تذكروا أن في عالمنا من لا يملك جزءاً يسيراً من زكوات أموالكم كان الأغنى منكم.. ثروتكم مجرد أرقام تنتهي بموتكم دون ذكر ولا شكر.. وثروة المؤثرين على أنفسهم رصيد حياة لا يفنى مدى الحياة لأنه الماء والنماء وأنتم أيها المُقْتِّرون البخلاء على صنيع الخير الزبد الذي يذهب هباء فلا يغني ولايروي.
لك التحية من القلب.
سعد البواردي
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
