صاحب (المحراب المهجور)؟! حمّاد بن حامد السالمي
|
* كتب الأستاذ الدكتور (إبراهيم بن محمد الزيد)، قصيدته البائية: (المحراب المهجور)، المكونة من (61 بيتاً)، قبل أكثر من ثلاثين عاماً، وكأنه كان يتنبأ بمحراب هواه في صباه، وقد أصبح مهجوراً بعد عقود ثلاثة.
* أين أنت اليوم، يا صاحب (المحراب المهجور)، من أماسيك في (شهار)، وصباحاتك في (قروى)، وتغنيك بنسائم (وج)، وضحوياتك في رحاب ولغب ولية، وجفلاتك من (عيون الردف)، وهياماتك بحمائم (المثناة والسلامة)..؟
* ردك الله إليها كلها، وإلينا.. سالماً معافى.
* قبل ثلاثين عاماً مضت، التقيت بالشعر قبل الشاعر، فقد وقع في يدي ديوانه الأول: (المحراب المهجور)، وكان الشاعر يدرس الدكتوراة في المملكة المتحدة، فكتبت عن الديوان دراسة مبسطة، في الصفحة الأسبوعية، التي كنت أحررها في صحيفة الندوة، وفوجئت بعد عدة أيام، برسالة شكر رقيقة من أرض الضباب، موقعة باسم الشاعر (إبراهيم الزيد)، الذي توطدت علاقتي به بعد ذلك، وظلت في أرقى وأسمى وأصدق معانيها الأخوية، وما زالت - بحمد الله -؛ فالمربي إبراهيم الزيد، الذي أصبح مفتشاً، ثم مديراً عاماً لمكتب إمارة عسير، ثم وكيلاً في إمارة الباحة، وأميراً مكلفاً فيها، قبل تحوله إلى جامعة الملك عبد العزيز، لتدريس التاريخ، ظل طيلة حياته، ومع كل مسئولياته الجسام، قريباً من الشعر والبحث والتصنيف، وقريباً أكثر من أصدقائه ومحبيه، ووفياً مع الطائف، المصيف والمتربع، الذي احتفظ فيه بداره ومكتبته، وما زال.
* قليل ما نفعل، من أجل (كثير)، قدمه علم بارز من أعلام الأدب والثقافة في بلادنا لبلادنا؛ فالأديب والشاعر والباحث (إبراهيم بن محمد الزيد)، أعطى سني عمره للعلم والأدب والبحث، وقدم الدواوين الشعرية، والكتب الأدبية والتوثيقية والتاريخية والمحققة، ثم غاب اليوم مرغماً عن (محرابه) الذي لم يكن مهجوراً، وهو يردد من مشفاه البعيد.. البعيد:
ما كنت أومن أني سوف أتركه
وكيف يستطيع قلب العاشق الذّرب..؟!
assahm@maktoob.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|