الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 04th December,2006 العدد : 179

الأثنين 13 ,ذو القعدة 1427

من قصائد الشاعر

عيون الرُّدَف(1)
يا عيون الرُّدَّفِ
واعدي لا تُخْلِفِ
ذاب قلب المدنف
من غزال أهيف
غابت الأنجم إلا
نجمة لا تختفي
يرقص الليل هوى
وهوانا هل يفي؟
كلما قلت بدا
مرّ من طرف خفي
ما عليه لو وفى
بدر تَمّ يحتفي
قيل للوردة يوما
عن عطاء.. وقّفي
فاستحى الورد بكى
بالدموع الوكّف
ما عهدناك سوى
شمعة لا تنطفي
فيض كفيك ندى
أيها (الخلّ) الوفي
يولد الفجر على
غصن زهر ألطف
يرسل العطر إلى
كل حس مرهف
في جبين الصيف توق
ونداء... فلسفي
جنّ بالرّملة بوح
سلّ مني أحْرُفي
زادها الصيف رؤى
دافقات المرشف
فوق أحداق المنى
يا عيون الرُّدَّفِ
(1) ضاحية جميلة في جنوب مدينة الطائف.
وهذه القصيدة حازت على المقام الأول في عيون النقاد عند استعراضهم لمجموعة قصائد الحجازيين الذين تناولوا الردف في أشعارهم.
***
بين قَروَى والسَّلامة
لا تزدني.. في الملامة
لم ينل قلبي.. مرامه
ضاع قلبي.. تاه فكري
بين (قروى) و(السلامة)
ما بنفسي.. غير رجع
من أحاديث.. حمَامَه..
ذات يوم.. في مساء
إذ رمتني.. بابتسامة
يا عيوناً.. تتوارى
خلف أستار.. غمامه
يا خدوداً.. تتبارى
في تحديها.. أمامه
آه.. من رمش طويل
شك في قلبي. سهامه
لو رأى الورد خدودا
غار منها.. في ندامه
كلما فيه كمال..
من جمال.. أو وسامه
لو رأى الفارس جيدا
أتلعا.. ألقى حسامه
لو من التِّيه.. تثنى
أو سما زهوا بقامه
أو تبدى.. في دلال
أو تغنى.. بحسامه
لن تراني منه أشكو
أو تغشيني جهامه
من يلوم البدر يوما..
لو بدى في.. البدر شامه
(يا دلالا) كيف أنسى
صرح حب من أقامه؟!
كنت لا أعرف شيئا
عندما أهدى.. سلامه
كان لا يعرف عني..
عندما أبدى.. غرامه
غير ما تعشق أذن..
ثم لا تدري.. مقامه
والتقى منا.. شعور
هز باللوعة.. هامه
عندما قلت.. بود
إيه أهلا.. بكرامه
قال أهلا.. أنت روح
هد من أفقي.. ظلامه
أنت من أنت.. أجبني؟
أنت من أهوى مرامه
قلت.. في همس وديع
(بين قروى والسلامه)
اليمامة 1394هـ
***
في شِهَار..
ووجدت نفسي في (شهار)
ما بين.. منتزه.. ودار..
وعلى الضفاف.. خريدة
رَيَّا.. يحار بها النهار..
ربطت (بِوِجّ) طرفها
حور.. وفي الخد.. احمرار
في قلبها أمل يضيء
وفي توددها.. شعار
ترو إلي.. فتنثني
ويشب في قلبي.. سعار
وقفت تطل.. كشاعر
فقد التأمل.. في الحوار
وعلى الجبين.. غلالة
شفت.. بقايا من خمار..
قمر أضاء.. جوانحي
وعيونه نور.. ونار
في كفه قلب يذو
ب، وفي تطلعه أحار..
وقفت تغازل حبها
وتخوض في بحر البحار
في وجها ماء الربي
ع، وفي جدائلها.. انتثار
مالت تطل بفاحم
وتمايلت.. تبدي السوار
أبحرت في نظراتها
فعبرت آلاف الديار..
وخَبرت آلاف الزهو
ر، ركبت في دنيا القطار
ولعبت فوق الثلج مب
تهج، النواظر في انبهار
وأعود مزهو الجنا
ح، وفي نواظرها انتظار
الفيت قلبي واجما
ما بين (وج. وشها)...
قلبي يرف على يدي
قد عاد مبتهجا.. وطار
***
صَبَح..(1)
ما زلت أذكر في صَبَح
ريم الفلاة وقد سَرَحْ..
يختال بين طريقه..
مثل - المهاة - متى مرح
قلت السلام عليكم..
قالت عليكم في فَرَح
من أين جئتم ههنا؟
قلنا ضيوف (في صَبَح)
فافتر يضحك ثغرها..
والبشر منها قد طفح..
وجه أهل بنوره..
بدر يزيّنه (الصَّبَح)
1385هـ
1- بلدة جميلة في بلاد بلّلحْمِر، تابعة لمنطقة عسير.
وصفه لمعاناته من صقيع لغب القرية الوادعة في ديار حليمة السعدية رحمها الله.. يقول:
***
في لَغَب..
أصبحت من قسوة الأيام (في لَغَبِ)(1)
وكنت من قبل في سعد وفي طرب
حتى إذا الليل وافى وهو ومكتئب
والريح تجلدنا بالبرد والسحب..!
قال الرفيق.. وصمت الليل أرَّقهُ
هل يثأر الليل منا دونما سبب؟!
ما بالنا لا يزور النوم غرفتنا..؟
ونحن نذرعها سقفا من الخشب
وبابها كوة.. ماج الصقيع به
وطاقها من جدال الريح.. لم يخب..
قل لي بربك.. يا مصباح قصتنا..
فَأنَّ مرتجفاً من شدة التعب..
وراح يسعل كالمصدور منتفضا
أنفاسه انقبضت فاضت من الرهب..
فضج صاحبنا الأشباح ترهبني
الليل يخنقني.. أوّاه.. واعصبي..
كيف السبيل؟ ولا ضوء يمزقها
أحس من قسوة الأمواج بالعطب
وطارت الريح بالأوراق فانحبست
أنفاسه.. واجما من شدة العجب!
وراح يعتسف الأفكار في جدل
فاضت.. جداوله سخطا على النّوب
لا تظلم الدار في ساحاتها كرم
وفي معادنها.. أغلى من الذهب
أإنْ تكبّدنا نحس بجولتنا
وراح يأكلنا.. غول على دأب..
فقد أردنا.. وأمر الله غالبنا
أن نأخذ الدرب.. في شوال.. لا رجب
وأن نمر بها.. والصيف يفرشها
كرومها احتفلت.. في موسم العنب..
1391 هـ
(1) لغب قرية من قرى بني سعد بمنطقة الطائف.
***
بَشَار..
ما زلت أذكر (يا بَشَار)(1)
مهما بعدت عن المزار..
ما زلت أذكر جنة
عذراء في تلك الديار..
أأقول ريشة بارع
لعبت بنا ذاك النهار؟
أأقول لوحة ساحر
ألوانها خطفت كبار؟
أأقول زلة شاعر
جمح الخيال به وسار؟
فمضى يهوم سابحا
يهذي بأشياء صغار!!
لكنني مهما يقا
ل فإن قلبي في إسار
عجبا لها من دوحة
اشجارها مثل السوار
شمخت على تلك الربا
تاج توهج كالنضار
لم ترتض السهل الرخ
ي نقية من كل عار
بين النجوم الزهر ترن
و للأنام بها افتخار
خضراء يغمرها الحياء
حسناء توجها احمرار
لله (عرعرها) الجمي
ل وقد تكاثف في انتشار
كالسرو حين تماوجت
فيه النسائم كالمنار..
وسنابل.. وحشائش
تندى بنفح لا يغار
ومزارع تهب الرخاء
لمن يراها في انبهار
يسبيك حسن نظامها
عبر السفوح بلا جدار
كمدرج (الرومان) بل
أبهى جمالاً.. وادِّكار
وطيورها.. ما شأنها؟
نامت على رجع الحوار
نامت قريرة جفنها
سيان، ورق، أو هزار
لا خوف يوحش قلبها
يا ليتني فيها - كنار..
النسم فيها بارد
رطب، وعذب كالعقار
آفاقها مجلوة..
هيهات يفسدها غبار..
الحسن فيها سافر
ما كان يحجبه خمار..
سقيا لذياك القطيع
وقد تتابع في انتشار
للمورد الرقراق يث
غو في اشتياق لا يضار
وصبية من حوله
تبعته في خطو قصار
طفح الشباب بوجهها
حسن ولكن في وقار
عكاظ 1986هـ
(1) من المصائف الرائعة في منطقة عسير

الصفحة الرئيسة
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved