إذا تغنى الشعر في المبدعين |
اختر له من فاق سر البيان |
أو من له باع قوي اليمين |
وقوله يثري فنون اللسان |
(للزيد إبراهيم) حرف رصين |
واسأل به من يشهدون العيان |
واسأل به أيام تلك السنين |
يدلي بها (المأنوس) و(الواديان) |
عسير قد أوفت له تشهدُ |
ففي ثراها اسطر للوداد |
فكم حباها صوته المنشدُ |
وراح يعطي من أريج المداد |
وذكريات يحتويها الغدُ |
تبقى غلالا في أوان الحصاد |
تبارك الأيام ما يحشدُ |
وما وعاه الوقت نَهْلٌ وزاد |
وكان للباحة منه الوفا |
ومن رباها والنسيم الوفي |
لله كم أعطى وكم انصفا |
وكان للأصحاب نعم الصفي |
تلك الأماسي جوها قد صفا |
وفي رؤاها رؤية المنصف |
عمر من الأزهار ما سوّفا |
يأتي كما العطر وهمس خفي |
له القوافي الغر كَمْ تطربُ |
فيها الصداقات ونبع القلوب |
يزيد فيها الوجد إذ تعربُ |
وتنتقي ما يستشف الغيوب |
بها تغنى لحنه الأعذبُ |
حتى غدت فيه المعاني تذوب |
وامرع المهمهُ والسبسبُ |
ومن قوافيه تهش الدروب |
عد بي إلى (المأنوس) والذكريات |
وما وعته العين والذاكرة |
نقش عليه الأمس والأمسيات |
وفيه (وجَ) والمنى عاطرة |
وللصداقات شذى القافيات |
تهدي العشايا نفحة ماطرة |
يا (طائف) الإبداع والأمنيات |
تحققت بالكلمة الشاعرة |