الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 04th December,2006 العدد : 179

الأثنين 13 ,ذو القعدة 1427

مساقات
كلماتٌ لا يُغيّرها الصَّقل!
د.عبدالله الفيْفي
نواصل الحديث حول بعض المفردات اللهجية في جبال فَيْفاء، جنوب المملكة العربية السعودية.
(ج ع ر): الجَعَرَة: موضعُ العُقْدَةُ في الخَشَبَةِ.
وقد جاء في (الفيروزآبادي، القاموس المحيط، (عجر): (العُجْرَةُ بالضم موضعُ العَجَرِ والعُقْدَةُ في الخَشَبَةِ ونحوِها.
والجِعْرِيَة: الضبع، وتُجمع على جَعَارٍ.
وكذلك يسمّونها في لهجات جنوبيّة أخرى، كلهجة غامد وزهران.
وفي الفصحى جَعَارٍ: اسم للضَّبُعِ لكثرة جَعْرها... وللضبع جاعرتان... وجَيْعَرٌ وجَعَارِ وأُمُّ جَعارِ، كُلُّه: الضَّبُعُ لكثرة جَعْرِها.
وفي المثل: روعِي جَعارِ وانْظُري أَيْنَ المَفَرُّ؛ يضرب لمن يروم أَن يُفْلِتَ ولا يقدر على ذلك؛ وهذا المثل في التهذيب يضرب في فرار الجبان وخضوعه.
ابن السكيت: تُشْتَمُ المرأَةُ فيقال لها: قُومي جَعارِ، تشبه بالضبع... والجاعِرَتانِ: حرفا الوَرِكَين المُشْرِفان على الفخذين، وهما الموضعان اللذان يَرْقُمُهما البَيْطارُ، وقيل: الجاعرتان موضع الرَّقمتين من الحمار؛ قال كعب بن زهير يذكر الحمار والأُتن: إِذا ما انْتَحاهُنَّ شُؤْبُوبُهُ، رَأَيْتَ لِجاعِرَتَيْهِ غُضُونا وقيل: هما ما اطمأَنَّ من الورك والفخذ في موضوع المفصل، وقيل: هما رؤوس أَعالي الفخذين، وقيل: هما مَضْرَبُ الفرس بذنبه على فخذيه، وقيل: هما حيث يُكوى الحمار في مؤَخره على كاذَتَيْهِ.
وفي حديث العباس: أَنه وَسَمَ الجاعرتين؛ هما لحمتان تكتنفان أَصل الذنب، وهما من الإِنسان في موضع رَقْمَتي الحمارِ.
وفي الحديث: أَنه كوى حماراً في جاعِرَتَيْه.
وفي كتاب عبدالملك إِلى الحجاج: قاتلك الله، أَسْوَدَ الجاعرتين، قيل: هما اللذان يَبْتَدِئانِ الذَّنَبَ.
(ابن منظور، لسان العرب، (جعر).
أمّا جَاعَرَ، يجاعِر، جاعِر، جيعارٍ، ومجاعرة، وجَعِيْرَة: ففي اللهجة بمعنى خاصم، وذلك في لهجة الجبل الأسفل.
والكلمة تقابل: (غاوَى)، في لهجة الجبل الأعلى.
والجِعَارُ في كلام العرب: (حبل يَشُدُّ به المُسْتَقِي وَسَطَهُ إذا نزل في البئر لئلاّ يقع فيها، وطرفه في يد رجل، فإِن سقط مَدَّه به؛ وقيل: هو حبل يشدّه الساقي إِلى وَتَدٍ ثم يشدّه في حِقْوِه.
وقد تَجَعَّرَ به؛ قال: لَيْسَ الجِعارُ مانِعي مِنَ القَدَرْ، وَلَوْ تَجَعَّرْتُ بِمَحْبُوكٍ مُمَر والجُعْرَةُ: الأَثَرُ الذي يكون في وسط الرجل من الجِعارِ؛ حكاه ثعلب، وأَنشد: لَوْ كُنْتَ سَيْفاً، كانَ أَثْرُكَ جُعْرَةً، وكُنْتَ حَرًى أَنْ لا يُغَيِّرَكَ الصَّقْلُ).
(ابن منظور، (جعر)).
وكأن (جاعَرَ) - وإن لم نقف عليه باستعماله اللهجيّ- مأخوذ من ذلك، فيكون بمعنى: لاوى خصمه، وشادّه، وغالبه، حتى أحدث فيه آثارًا، كالمتجعّر بحبل، وما يكون فيه من الجِعار.
ولذلك يصفون المكان صار فوضى بأنه أضحى: (جَعِيْرَة)، بمعنى: مقلوب رأسًا على عقب، كأنه ذلك الحبل المُتَجَعَّر به، في الْتِوَائِه، أو كأنه آثار ذلك الحبل على جسم المُتَجَعِّر بما يحدثه من جِعار.
(ج ف ف): جَفَّ، يجِفّ، جِفّ، جَفّانٍ: جَمَعَ، يقال: جَفّ فلانٌ الشيء من الأرض: أي جمعه، حفنةً حفنةً، فجفّ الحبّ- مثلاً: جمعه من الأرض في إناء. واجتفّ الناس من المكان: غادروه نَهْضَةً واحدة.
ومن أقوالهم المأثورة: (إذا أراق الماء معد يجتفّ)، أي إذا انسكب الماء لم يعد بالإمكان جَمْعُه. وهذا المثل نظير الحكمة القائلة: (لا جدوى من البكاء على اللبن المسكوب).
وفي الفصحى، ورد في (الصغاني، العباب الزاخر واللباب الفاخر، (جفف)): (الجف والجفة - بالفتح فيهما -: جماعة الناس، وكذلك الجفة - بالضم -؛ وهي قليلة، والجف.
يقال: دعيت في جفّة الناس، وجاء القوم جفة واحدة، ومنه حديث ابن عباس -رضي الله عنهما -: لا نفل في غنيمة حتى تقسم جفة كلها.
أي جملة وجميعاً.
وجَفَّ القوم أموال بني فلان جَفًّا: أي جمعوها وذهبوا بها... وجفجفت الشيء: إذا جمعته إليك.
وقال ابن عبادٍ: اجتفّ ما في الإناء: أتى عليه).
وفي (ابن منظور، (جفف)): الجُفُّ، والجُفَّةُ، والجَفَّة، بالفتح: جماعة الناس.
وفي الحديث عن ابن عباس: (لا نَفَلَ في غنِيمةٍ حتى تُقْسَمَ جُفَّةً)، أَي كلّها، ويروى: حتى تقسم على جُفَّتِه، أَي على جماعة الجيش أَولاً.
ويقال: (دُعِيتُ في جَفَّة الناس، وجاء القوم جَفّةً واحد).
الكسائي: الجَفَّةُ والضّفَّة والقِمَّةُ جماعة القوم؛ وأَنشد الجوهري على الجُفّ، بالضم، الجماعة قول النابغة يُخاطِبُ عَمْرو بن هندٍ الملك: مَنْ مُبْلِغٌ عَمْرو بنَ هِنْدٍ آيةً ومِنَ النَّصيحةٍ كَثْرَةُ الإنْذارِ: لا أَعْرِفَنَّكَ عارِضاً لِرِماحِنا في جُفِّ تَغْلِبَ وارِدِي الأَمرارِ يعني جَماعَتَهم (...) والجَفْجَفُ من الأَرض المُتَطام ِنُ، وذلك أَن الماء يَتَجَفْجَفُ فيه فيقوم أَي يدوم، قال: وأَرَدْتُه على يَتَجَعْجَع، فلم يقلها في الماء.
وجَعْجَعَ بالماشِيةِ وجَفْجَفَها إذا حبسها.(...) والجَفْجَفَةُ: جمع الأَباعِر بعضِها إلى بعض.
(وجاء في (الزبيدي، تاج العروس، (جفف)): (جَفُّوا أَمْوَالَهُمْ، أَي جَمَعُوهَا، وذَهَبُوا بها، نَقَلَهُ الصَّاغَانيُّ، والمرادُ بالأَمْوَالِ الأَبَاعِر)...) الذي في نَوادِرِ أَبِي زَيْدٍ: جَفَفْتُ الشَّيءَ إِلَيَّ أجُفُّهُ جَفًّا: جَمَعْتُهُ... وتَقَدَّم عن نَصِّ النَّوَادِرِ لأَبِي زَيْدٍ، أَنْ مصدرَ جَفَّ يَجِفُّ عندَه: الجَفُّ، لا غير... جَفْجَفَ الشَّيْءِ إِليه: جَمَعَ، كما في العُبَاب، وفي اللِّسَانِ: الجَفْجَفَةُ: جَمْعُ الأَباعِر بَعْضهَا إِلَى بَعْضِ.
جَفْجَفَ: رَدَّ إِبِلَهُ بِالْعَجَلَةِ، مَخَافَةَ الْغَارَةِ، قال ابنُ دُرَيْدٍ: جَفْجَفَ النَّعَمَ: سَاقَهُ بعُنْفٍ حتى رَكِبَ بَعْضُهُ بَعْضاً، وهو بعَيْنِه الذي قاله ابنُ دُرَيْدٍ، فإِنَّ المَآلَ واحدٌ ففيه إِطَالَةٌ مِن غيرِ فائِدَة، فتَأَمَّلْ.
قال ابنُ عَبَّادٍ: اجْتَفَّ ما في الإِناءِ: أَي أتَي عليه، أَي: شَرِبَهُ كُلَّه، وكذلِك اشْتَفَّ).
( ج م ر): الجِمَّارية: نوع من الخُبْز يُخْبز بطريقة خاصة، وجَمَّرَ، يُجَمِّر: أَعَدَّ ذاك النوع من الخُبْز.
أمّا المِجْمَر، فحَجَرٌ كبير أملس، يستخدم لفرز الحَبّ من العذوق، وذلك بأن يُؤتى بثور يَجُرّ المِجْمَر فوق الحَبّ، بعد أن يجمع في جُرْن، أو بيدرِ.
وتُسمَّى هذه العملية: طابَة.
وسُمِيَ (المِجْمَر) بهذا الاسم لكونه حجرًا صلبًا ملمومًا.
فقد جاء: (خُفٌّ مُجْمِرٌ صُلْبٌ شديد مجتمع، وقيل: هو الذي نَكَبَتْهُ الحجارة وصَلُبَ.
أَبو عمرو: حافِرٌ مُجْمِرٌ: وقَاحٌ صُلْبٌ...
والجَمَراتُ والجِمارُ: الحَصياتُ التي يرمى بها في مكة، واحدتها جَمْرَةٌ، والمُجَمَّرُ: موضع رمي الجمار هنالك... والجَمْرَةُ: واحدةُ جَمَراتِ المناسك، وهي ثلاث جَمَرات يُرْمَيْنَ بالجِمارِ.
والجَمْرَةُ: الحصاة.
والتَّجْمِيرُ: رمْيُ الجِمارِ.
(انظر: ابن منظور، (جمر)).
(ج م ل) جميلة: من أسماء النساء التقليدية، وما زالت مستعملة اليوم، وإن كان استعمالها قد قلّ.


aalfaify@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved