الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 04th December,2006 العدد : 179

الأثنين 13 ,ذو القعدة 1427

وميض
التشكيليون الشباب
عبد الرحمن السليمان

لا أعني بالشباب أولئك الذين أخذوا قسطاً من الاهتمام أو الذين عرضت أعمالهم وتم التعرف إليهم بشكل معقول أو مقبول، لكني أردت أولئك الطامحين والطامحات إلى تقديم أنفسهم للمرات الأولى، وبشكل ملائم ومناسب للساحة التشكيلية المحلية وعلى مستوى المنطقة الشرقية تحديداً، والتواصل معها بما يكفل تنامي وجودهم ومحاولاتهم الفنية. هذه الفئة المتكاثرة في مناطق المملكة ومدنها نجدها أكثر من غيرها في المنطقة الشرقية تفتقر إلى الاهتمام الكافي والمتناسب.
الفن التشكيلي في المنطقة الشرقية عموماً لم يزل أقل من غيره نشاطاً وحيوية وعروضاً خاصة، فالمنطقة نسبة إلى غيرها تفتقر إلى كثير من المعطيات المساعدة على العمل وتواصله. لا قاعات عرض يمكن أن ترسم برامج عمل فنية، ولا جهات رسمية يمكنها تبني أو رعاية الهواة والموهوبين من الجنسين حتى تلك الدورات التدريبية التي كانت تقام في سيهات والقطيف، خصوصاً للشباب لم نسمع عنها منذ فترة، وعندما نستعيد الأنشطة التشكيلية، فإنها تقف محدودة أمام أنشطة المناطق الأخرى المماثلة. المنطقة الشرقية على عدد فنانيها ومستواهم الفني ووجود رجال الأعمال والجهات الخاصة الكبيرة من شركات ومؤسسات متنوعة الاهتمام، فإن الدعم لا يكاد يذكر. الدمام والخبر والقطيف والأحساء بكل قراها وغيرها من مدن المنطقة الشرقية ما الذي نذكره من نشاط له قيمته الفنية. هناك فرعان لجمعية الثقافة والفنون في الدمام والأحساء وهناك مراكز الخدمة الاجتماعية الأهلية، وهي التي كان لها بعض الدور في دعم الفن التشكيلي ورعايته من قبل، وما عداهما لا يوجد شيء. كانت هناك مكاتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ولا سيما في الأحساء والدمام والقطيف لكن نشاطها الثقافي أُلحق بوزارة الثقافة والإعلام؛ هذه الوزارة عملت منذ أشهر لقيام جمعية الفنون التشكيلية، لكنها حتى الآن لم تزل في طور الإنشاء، وهذا ربما يستغرق وقتاً لا نعلمه حتى تبدأ في رسم برنامجها.
الهواة والمواهب والناشئون صاروا يبحثون مع ذلك عن أية مناسبة تحتضن أعمالهم ونتاجاتهم حتى لو اضطر بعضهم لدفع رسوم أو مبالغ نظير المشاركة في معرض متواضع. بعض الشباب والشابات يلاحقون الفرص في أي مكان، ولعلنا في مثل المعرض التشكيلي الخاص بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية نلمس مقدار الإقبال للمشاركة في المعرض، وقد أتيحت الفرصة لهم بجانب الفنانين التشكيليين الأكبر سناً وخبرة، وهي مناسبة سنوية على مستوى المملكة تمثل مشاركة المنطقة الشرقية النسبة الأكبر. والفرص المحدودة - غالباً - لا تقدم صورة واضحة عن الموهبة وعن إمكاناتها ولا ترضي طموحها في مناسبات قليلة ومتباعدة، وقد لا تتاح الفرصة لها لمشاهدة أعمالها والاحتكاك بغيرها من أبناء أو بنات جنسها.
الأسئلة بالتالي حول هذا الأمر عدة:
لماذا لا تكلف وزارة الثقافة والإعلام جهات معينة سواء حكومية أو خاصة لتنظيم برامج للهواة والشباب وكذلك الفنانين لحين اكتمال تنفيذ قيام الجمعية التشكيلية؟
لماذا لا تدعم المجهودات الخاصة مادياً إذا ما كانت هناك مبادرات لإقامة أو تنظيم مثل تلك الأنشطة، تدعم مالياً وبالتخطيط وبمنح جوائز مادية أو عينية؟
أين دور المراكز أو المؤسسات الفنية من تنظيم أنشطة وبرامج ذات مستوى يدعم مواهب الشباب والشابات ويوجههم بما يحقق فائدة مرجوة؟
هنا في المنطقة الشرقية أكثر من جهة يمكنها أن تعمل أو تضع ضمن برنامجها هدفاً لرعاية الشباب أو الموهوبين، وتسعى لدعم معارضهم عن طريق رجال الأعمال الذين أتمنى أن يمتد دورهم إلى أكبر من ذلك، بحيث يسهموا لتأسيس وإنشاء قاعات عرض في أكثر من موقع في الأحساء والخبر والدمام والقطيف وغيرها، وألا نكتفي بالاجتهادات الفردية لأن الموهبة بحاجة إلى نقل خبرات ومعارف في ظل عدم وجود معاهد أو كليات فنون، وتكون هذه الدورات بمثابة الدراسات الفنية الحرة الخاضعة لبرمجة تعلم الفن نظرياً وتطبيقياً.


aalsoliman@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved