Culture Magazine Monday  05/02/2007 G Issue 185
فضاءات
الأثنين 17 ,محرم 1428   العدد  185
 

حكايات
الناقد.. المقاول!!
محمد بن أحمد الشدي

 

 

سبق أن قلت: إن لدينا هذه الأيام فئة مرتزقة تحاول أن ترفع بعض النتاج إلى السماء ويدفون النتاج الآخر تحت سابع أرض، لأن المسؤولين عن الصفحات الأدبية في الصحف يوجهون (حذاء الطنبوري) إلى حيث يريدون ويتبنون! من يحبون ولو من خارج الحدود!!

ومن جراء الإضاءة والتعتيم طفح الخل على سطح الماء كما يقال! وأصبح النتاج التافه في مكان الصدارة، لأن الكلام ممنوع والأجر مدفوع..! لجماعة (السح الدح ابمو) الذين يمارسون النقد الأدبي مقاولة أو على حساب القطعة.. وإلا لما كان هناك شعراء وكتاب قصة من الدرجة الألف في مقدمة الراكضين على الساحة الأدبية في وقت من الأوقات، فإذا بهم في ذيل القائمة في وقت آخر.. مع أن النتاج هو هو لم يتغير.. إنما الذي تغير فقط هو الناقد - الغريب عن هذا المنتج - الذي لم يدرك تلك الحكمة التي تقول يا غريب كن أديباً!!

هذه المفارقة الغريبة.. وقفت عليها في صفحتي أدب في جريدتين تناولتا ديوان شعر واحد وصدرتا في اليوم نفسه.. فإذا بناقد يصف الديوان بأنه قمة الإبداع الشعري، وإذا بناقد آخر في صفحة الأدب في الجريدة الأخرى يصف الديوان نفسه بأنه لا يستحق القراءة. وهذه المفارقة تعني أن أحد الناقدين على حق، والآخر على باطل.. لأن الأذواق الثقافية والأدبية والمناهج النقدية مهما اختلفت فلابد أن تلتقي ولو في نقاط قليلة محددة.. لكن عدم الالتقاء بتاتاً بين ناقدين في أي نقطة إطلاقاً يدل على أن هناك الناقد الحقيقي..! والناقد المقاول.. وهذا الأخير يفضل أن يظل مجهولاً بلا اسم وبلا وجه حتى يحوز رضا من يستعملونه مثل الجسر في الدرب الموحل..!

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5064» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة