لم يشأ الدكتور عبدالله الغذامي الاعتراف بالتناقض فيما أزجاه من رؤى حول الشاعرة نازك الملائكة في كتابه (تأنيث القصيدة والقارئ المختلف) الصادر في العام 1999م مضاهاة بما ساقه من آراء حولها في كتابه (الصوت القديم الجديد: دراسات في الجذور العربية لموسيقى الشعر الحديث) الصادر في العام 1986م، فطفق في محاولات التعفية على أثر الآراء الأولى، والتخلص من آثارها من دون اعتراف بالتناقض أو التضارب أو التضاد حتى إنه لا يذكرها على الإطلاق وكأنها لم تكن، ويكتفي بالإشارة إلى الهوامش الجانبية الثاني، والسادس، والثامن في نهاية الدراسة.
ويستهل الدكتور عبدالله الغذامي محاولات التعفية على أثر التناقض في حديثه عن نازك الملائكة صاحبة (الفتح الشعري الحديث) بوصفها (المرأة الأنثى التي حطمت أهم رموز الفحولة وأبرز علامات الذكورة وهو عمود الشعر). فما الذي دفع الدكتور الغذامي إلى هذا القول الذي يتناقض ويتعارض مع ما جاء به من آراء حول نازك الملائكة في كتابه (الصوت القديم الجديد)، وهي آراء لا تكتفي بالتسفيه من قصيدة نازك الملائكة (الكوليرا) بل تنسف مشروع بدايات هذا (الفتح الشعري) ومشروعها النقدي حول الشعر الحديث نسفا؟؟.