بادرة جميلة جداً تلك التي أعلنت عنها مجلة (المجلة) بالتعاون مع شركة الاتصالات السعودية والمتمثلة في تقديم مشروع لوحة لكل منزل والتي تأتي كما يقول الإعلان إيماناً بالدور الكبير الذي يمثله الفن التشكيلي في المشهد الثقافي السعودي ويأتي احتفاءً متزامناً مع ذكرى اليوم الوطني لوطننا الغالي، حيث بادرت الجهة المتبنية للمشروع إلى تقديم أربعة نماذج لأربعة من أبرز فناني وفنانات الوطن التشكيليين وهم: ضياء عزيز ضياء، وعبدالله الشيخ، وشريفة السديري، وبدرية الناصر، حيث تم عمل بوسترات للأعمال الأربعة؛ بحيث يتم توزيعها للقراء على شكل هدية مع العدد.

إن هذه الخطوة الجمالية الهادفة وإن كانت تأتي ضمن الخطوات التسويقية والدعاية المباحة إلا أنها مؤشر جميل لتنامي الذائقة الجمالية أيضاً، وهي دليل أكيد على الإيمان بالدور الكبير الذي يمثله الفن التشكيلي في منظومة الحركة الثقافية السعودية بشكل عام، وما من شك أن ما قامت بها هاتان الجهتان هو مؤشر أيضاً لتنامي درجة الوعي الجمالي والاستفادة من التشكيل كشاهد حضاري للنقلة الحضارية الشاملة التي تعيشها بلادنا الغالية بشكل عام.

إن اختيار هؤلاء الأربعة من الفنانين والفنانات والذين يتميزون بالخبرة الطويلة والنضج الفني والتقني، جاءت الأعمال الأربعة (النموذج) خير مثال حي للتنامي الجميل والقفزة المتطورة للحركة التشكيلية السعودية ووصولها إلى مراحل جداً متقدمة والملاحظ على هؤلاء الأربعة من الفنانين والفنانات أن معظم أعمالهم في الغالب تتناول في ثناياها المعطيات الجمالية والتراثية والتنموية التي يشهدها الوطن الغالي وبالتالي فإن تقديم أعمالهم يأتي أيضاً متزامناً مع مناسبة غالية علينا جميعاً ألا وهو اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية وهو الذكرى الغالية لقيام الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- بلمّ شتات هذه البلاد وتحويلها إلى وطن عصري متكامل يشهد كل يوم نقلات حضارية وتنموية شاملة لكل مقومات الحياة العصرية ومعطياتها المختلفة.

أجدها فرصة مناسبة لتقديم الشكر والتقدير نيابة عن التشكيل وأهله لهاتين الجهتين الراعيتين للمشروع والذي سوف يساهم في التعريف بالفن التشكيلي وأهميته ومدى حضوره وتوهجه من خلال إيصال اللوحات إلى كل الناس.

أتمنى أن تحذو مؤسساتنا المختلفة ورجال الأعمال المقتدرون بالمساهمة في دعم هذا النوع من المشاهد الثقافية ودعم التشكيل المحلي بالاقتناء والشراء والرعاية وخلافه. أتمنى أيضاً أن تساهم شركات عملاقة مثل أرامكو وسابك والخطوط السعودية وغيرها من مؤسسات كبيرة في تقديم مزيد من الدعم والمساندة للفنان التشكيلي (المحلي) ومساندته حتى نصل معاً إلى مسارات تشكيلية متقدمة ومسايرة للعصر بكل معطياته وأبعاده.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7322» ثم أرسلها إلى الكود 82244