Culture Magazine Monday  05/03/2007 G Issue 189
تشكيل
الأثنين 15 ,صفر 1428   العدد  189
 

في انتظار الموعد الحلم
التشكيليون يحملون مشاعر الغبطة ترقباً لإعلان جمعيتهم العمومية

 

 

قريبا يزف الفنانون التشكيليون جمعيتهم بعد أن شارفت على العنوسة، قريبا يصبح للفنانين كيان مستقل، يجمع شتات إبداعهم ويضعهم في دائرة الضوء بشكل أكثر فاعلية، الأيام القادمة تحمل موعدا هاما للساحة التشكيلية طال انتظاره، موعدا سبقه مواقف ومطالب رسمية لم يكن يسمع لها من قبل بعض من كانوا معنيين بهذا الإبداع فلجأ الكتاب التشكيليون ومحررو الصفحات التشكيلية بالإعلان عنها بأقلامهم، ومع ذلك واجهوا الكثير من ردود الفعل المحبطة من أولئك، الأيام القادمة تكشف لنا من هم الحريصون على إبداعهم بإصرار المحب العاشق لهذا الإبداع الكبير الذي فرض نفسه من بين مختلف المناشط الثقافية فاستحق أن يستقل.

الأيام القادمة تحل جمعية التشكيليين عروسا أنيقة جميلة رشيقة القوام تتمايل طربا بين أسرتها وأهلها وعشاقها، يلتف حولها من يرون فنها بحق الوجه المشرق لإبداعهم ولعطائهم.

متألقة رغم قدومها المتأخر

الكل يتفق على أن مقدم الجمعية السعودية للفنون التشكيلية جاء متأخرا ومع ذلك لا زالت الحاجة ماسة لها، بل أن الساحة اليوم تنتظرها بشوق كبير أكثر من ذي قبل، خصوصا وجود هذا الكم الكبير من الفنانين والفنانات وبهذه المستويات المتميزة التي تنافس بأعمالها المستويات العالمية حققوا بها جوائز عالمية، ومع أن الجمعية أتت وأصبحت واقعا ملموسا لتنضم إلى شقيقاتها الجمعيات التشكيلية الخليجية الأخرى التي سبقتها بسنوات طويلة، ومع ذلك لدينا القناعة بما نمتلكه من مقومات النجاح وبما يؤمل من مجلس الإدارة الذي سيدير الجمعية مع ما تفاجأنا به من خلال مصادرنا الخاصة عند إعدادنا لهذه المادة بأن هناك اسماء هامة في الساحة لم ترشح نفسها للمجلس، ولكننا على ثقة بأن كل فنان صادق ومخلص لهذا الفن ولديه ما يخدم الساحة سيكون ضمن الأسماء أو ممن ساهموا بترشيح من يرونه مناسبا للمهمة، أعود للجمعيات أو الشقيقات التشكيليات الخليجيات ونبدأ بالأكبر سنا وهي الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية تأسست عام 1967م وكان أبرز ما قدمته على مستوى الخليج معرض السنتين الذي كان بمثابة بينالي خليجي مع ما ساهمت به على مستوى النشاط الداخلي شملت مختلف الإبداعات، ثم جمعية البحرين للفن المعاصر عام 1970 يليها جمعية الإمارات للفنون التشكيلية والجمعية القطرية للفنون التشكيلية اللتان تأسستا عام 1980م ثم جمعية البحرين للفنون التشكيلية عام 1983م أما الأقرب والأحدث فهي الجمعية العمانية التي تأسست عام 1993م تليها الجمعية السعودية للفنون التشكيلية التي ينتظر الجميع على مستوى الخليج إعلان تأسيسها وأتوقع أن لا تتعدى الشهرين القادمين.

خطوات هادئة

لم يكن رد فعل البعض رغم قلتهم في الساحة على بعض الأسماء التي تشكلت منها اللجنة التي كلفت بوضع نظام الجمعية وكان اختيارهم من مختلف مناطق المملكة مع عدم ذكرهم لأسباب، مؤثرا أو محبطا بقدر ما كانت تلك المواقف حافزا قويا للاستمرار ومبعث تحدي لبقية منسوبي الساحة لتأسيس جمعيتهم لثقتهم بتلك إلا أسماء لما لها من دور ومكانة في الساحة مثلوا بحضورهم كل فنان وفنانه في هذا الوطن جاءوا حاملين همهم الأول وهو دعم المشروع والفكرة والحلم الكبير، ومع ذلك مرت الزوبعة ولم يكن لها تأثير على القرار الرسمي وانطلقت الخطوات الأخرى المتممة والمكملة للمرحلة الأولى لتصل الجمعية إلى مرحلة تسجيل الأعضاء المؤسسين والذين بلغ عددهم ما يزيد عن الثلاث مئة فنان وفنانه بعثوا بأسمائهم وسيرهم الذاتية إلى أمانة الجمعية العمومية تلاها أيضا مرحلة الاتصال بجميع المؤسسين عبر الهاتف والرسائل والبريد الالكتروني والبريد العام لدعوة الراغب فيهم عضوية مجلس الإدارة لترشيح لنفسهم أو لمن يرغب أن يرشح غيره وتلقت الأمانة الردود والخطابات وأصبحت الجمعية بعدها قاب قوسين من اجتماع الجمعية العمومية بعد إعلان المرشحين وهذا أمر يتطلب الكثير من الجهد، كما تحتاج إلى ترو وهدوء تتاح فيه الفرصة للفنانين للتعرف أكثر على من يرغبون ترشيحه ومعرفة ما ينوي تقديمه للجمعية وللساحة.

الجمعية والخطوة الأخيرة

موعد انعقاد الجمعية العمومية للجمعية السعودية للفنون التشكيلية أصبح على مسافة قريبة جدا وقد يكون إقامة معرض الكتاب سببا للتأخير لتكون الفرصة اكبر للحملة الإعلامية أو الإعلان عن الموعد دون أي ازدواجية مع أنشطة ثقافية أخرى، هذا الموعد يحتاج إلى تحرك كبير من قبل أمانة الجمعية وتضحية كبيرة أيضا من التشكيليين خصوصا من هم خارج الرياض فالأمر يعني حسم لقضية طال انتظارهم لحلها ومكسب كبير سيعود لهم وللفن التشكيلي بالكثير من التحرك نحو التطوير ووضعه على مساره الصحيح ومشاركة زملائهم في مجلس التعاون لتأسيس اتحاد تشكيلي خليجي يضم الجمعيات التشكيلية، ولهذا فحضور الفنانين لموقع الاجتماع الذي سيحدد ضمن إعلان الموعد دليل وشاهد على ما يحمله منسوبو الساحة لإبداعهم من اهتمام، لا أن نتراجع وننسحب في آخر لحظة كما شاهدنا ذلك من خلال محدودية الأسماء المتقدمة لمجلس الإدارة مقارنة بما تعيشه الساحة من أسماء، وأن نترأس مسارا معاكسا مشوبا بإثارة الزوابع نحن في غنى عنه.

الجمعية والصلاحيات

الأمر المهم والكبير الذي يضعه عامة التشكيليين أمام أعينهم ويضعه المتقدمون بترشيح أنفسهم لمجلس الإدارة وهم الأقرب لتحمل المسئولية وتلقي المواقف والمطالب يتمثل فيما يمكن أن يمنح للجمعية ولمجلس إدارتها من صلاحيات تجاه الفن التشكيلي في وقت تعدد فيه عشاقه والمسئولون عنه أفرادا ومؤسسات مع ما يشهده من ازدواجية في جانب مهامه الداخلية والخارجية لدى وكالة الوزارة للشئون الثقافية، فأصبح الفنانون دون علم بما يتم القيام به من مشاركات خارجية لا تمثل المستوى الحقيقي للفن السعودي، أو بما يتم المشاركة به في المسابقات الدولية وبمستوى لا يرقى لتحقيق الجوائز أو المراكز المشرفة مع ما يجهله الفنانون عن مرجعيتهم التي تتولى تعريفهم بأهمية المعارض التي يدعون لها من عكسها، مع ما ينتظر من آلية التنفيذ للجان الفنون التشكيلية بجمعية الثقافة والفنون.

هذه الأمور لا بد من حسمها وتحديد ما لمجلس إدارة الجمعية من صلاحيات ينطلق منها أعضاء المجلس بشكل ثابت واثق الخطوة يرسم بها مستقبل الفن التشكيلي، ويحقق له أهدافه التي جاءت في نظام الجمعية، منها رعاية الحركة التشكيلية في المملكة العربية السعودية والعمل على ازدهارها وتمثيلها في الخارج وتنمية الوعي الفني، تشجيع الإبداع والتميز، توثيق أواصر الصلة فيما بين الفنانين بالمملكة، توطيد العلاقة بين أعضاء الجمعية وأعضاء الجمعيات الأخرى في الداخل والخارج، العمل على حفظ الحقوق الفنية والفكرية والمادية للفنان وتمثيلهم أمام الجهات ذات العلاقة، الاهتمام بالتأليف والنشر ودعم الباحثين في مجال الفنون التشكيلية، إعداد قاعدة بيانات فيما يخص الحركة التشكيلية، التعاون مع الجهات الحكومية والخاصة ذات الصلة من أجل تحقيق الأهداف المشتركة.

لا وصاية على الجمعية

تلك المهام والأهداف لا يمكن أن تتحقق دون أن تكون الجمعية هي المرجع الأول للفن والفنانين دون أي ازدواجية في التنظيم وإعداد البرامج وأن تكون مرجعية الجمعية مباشرة مع وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشئون الثقافية الدكتور عبد العزيز السبيل، خصوصا أن لا وصاية عليها من قبل جمعية الثقافة والفنون، كما جاء على لسان رئيس مجلس إدارتها الدكتور يوسف العثيمين في إجابة (للثقافية بالجزيرة) عن التساؤلات التي يطرحها الكثير حول علاقة جمعية الثقافة بجمعية التشكيليين، كما أن من الجوانب الهامة في إنجاح جمعية التشكيليين وعدم تعرضها للمعوقات أو التقاطعات مع أنشطة أخرى كيفية التعامل مع أنشطة الجهات الأخرى ومنها لجان الفنون التشكيلية وهل لتلك اللجان في جمعية الثقافة والفنون صلاحيات مشابهة لصلاحيات جمعية التشكيليين.

المنعطف الكبير

أن في تأسيس جمعية تشكيليين في هذا الوقت الذي تراكمت فيه الأسماء والمستويات وكادت تتبعثر فيه الجهود يعتبر منعطفا هاما وكبيرا يحسب لوزارة الثقافة والإعلام بعد أن تولت مسئولية هذا الإبداع الفاعل والمكمل لأضلاع مربع الثقافة التي يشكلها الكتاب والصورة والمسرح والفن التشكيلي، يعتبر منعطفا كبيرا ونقلة جديدة لابد للجهات المعنية بها وضع الأطر من خلال قرار معلن وملزم يشعر مجلس إدارة جمعية التشكيليين بأن طريقهم آمن ومعبد وان لديهم كل الإمكانيات لبناء جسد الفن التشكيلي على أسس سليمة ومدروسة تتوازى مع ما سبقها من تجارب لجمعيات أو إدارات خليجية وعربية وعالمية. واستغلال تعطش الساحة لهذا التنظيم الإداري، ليأخذ العمل الفني وضعه الطبيعي أيا كان هذا العمل نحتا أو رسما أو تصويرا تشكيليا حقق فيه الكثير من المبدعين السعوديين مكانة هذا الرافد الثقافي على المستوى العالمي.

أخيراً

مازلنا نشعر بالنشوة الغامرة التي تمدنا بالآمال الكبيرة في هذه الجمعية، ولا نزال نحمل الثقة في كل من لامست فرشاته اللوحة أو داعب أزميلة قطعت نحت أو عبر عن فكرته بمختلف الخامات ان يكون عونا على دعمها والوقوف مع من سيرأس مجلس إدارتها.

***

لإبداء الرأي حول هذا الموضوع أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«6461» ثم أرسلها إلى الكود 82244

monif@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة