Culture Magazine Monday  05/03/2007 G Issue 189
تشكيل
الأثنين 15 ,صفر 1428   العدد  189
 

وميض
عبد الرحمن السليمان
الرعاية الخاصة في التشكيل السعودي

 

 

في عام 2001 نظمت مؤسسة المنصورية للثقافة والإبداع معرضاً سعودياً كبيراً كان تواصلاً لرعايتها الفن التشكيلي في المملكة العربية السعودية ممتداً إلى العالم العربي، وكان هذا المهرجان الذي سمي ب(الفن للجميع) مناسبة للتقريب بين المجتمع والفن التشكيلي وساحته، كان المعرض الكبير مسبوقاً ببعض الاهتمامات التي أضاءتها المنصورية لفنانين سعوديين لعل أهمها مسابقة اختيار عمل فني لطائرات إحدى شركات الخطوط الجوية العالمية.

اهتمام المنصورية استمر تجاه الفنانين الذين رعت معارضهم أو تبنتها في الداخل والخارج أو تكفلت بالإنفاق على بعضهم في رحلات فنية خارجية، وهي بادرة كانت رائدة في ساحة تلقى اهتماماً رسمياً على الأغلب.

معرض الفن للجميع انتقت له المنصورية أسماء معروفة محلياً، ولم تغفل الأسماء الأسبق وهي التي أولت الشباب اهتماماً أكبر، فكانت مشاركة عبد الحليم رضوي وضياء عزيز الذي نظمت له معرضاً وطبعت حول تجربته الفنية ومسيرته كتاباً هاما، وطه صبان وأحمد فلمبان وعبد الله الشيخ ويوسف جاها وعبد الله حماس وشادية عالم وعبد العزيز عاشور وعدد آخر من الأسماء التي بلغت الاثنين والعشرين اسماً من مختلف المناطق والأعمار، وطبعت بالمناسبة دليلاً مهماً وثق المناسبة بشكل أقرب إلى الاكتمال.

تنتشر في مدن المملكة وعلى نحو متفاوت قاعات العرض والمؤسسات الخاصة تقوم بتنظيم المعارض في قاعاتها وفق آلية مالية محددة، لكن جهات أو أفراداً اهتموا بالفن ودعموا الفنانين من خلال اقتناء أعمالهم أو إنشاء مجموعات فنية أو رعاية معارض كما هو (مساجد تشد إليها الرحال)، هنا على سبيل المثال (كندة) التي تقتني أعمالاً لعدد من فناني العالم العربي وبعض فناني المملكة وقامت بعرض جزء من مجموعتها في فرنسا وألمانيا وربما غيرهما.

هذا الاهتمام بالفن ورعايته ظهر في إطار مختلف عندما نظم صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود معرضاً هو (مساجد تُشد إليها الرحال) هذا المعرض الذي طاف أكثر من محطة كانت جدة إحداها، لم تقصر المشاركة فيه على الفنانين التشكيليين السعوديين ولا العرب بل امتد إلى عدد من الجنسيات من (ماليزيا ونيجيريا واندونيسيا وتركيا وإيران وأوزبكستان وغينيا ونيجيريا بجانب الفنانين العرب من العراق ومصر ولبنان والمغرب).

تكمن أهمية هذا المعرض في تنوعه من جهة وفي تعدد الفنانين واختلافهم، إضافة إلى فكرته، وبالتالي كان من الطبيعي أن تظهر بعض الأعمال أقرب إلى التصور خاصة من قبل الفنانين الذين لم يكتب لهم المجيء إلى الأماكن الثلاثة موضوع المعرض وهي المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى أو إلى أحدها، أما المناسبة فكانت كما يقول الأمير هي اختيار مكة المكرمة عاصمة الثقافة الإسلامية.

أقيم المعرض في مركز الملك عبد العزيز بابرق الرغامة بجدة. المكان كان متسعاً بحيث احتوى أعمال المعرض التي جاءت في معظمها كبيرة المساحة، وقد اجتهد الفنانون والفنانات الستة عشر في تقديم الفكرة وفق تعدد الأفكار والتصورات، فكان اختلاف التقنيات والمعالجات كما هي الاتجاهات، اكتفى بعض المشاركين بتسجيل مشاهد المساجد وفق بعض التصورات أو الاستعانة بصور حديثة أو قديمة ومع ذلك فقد انعكس تصور كل فنان عن المكان الذي يرسمه فوجدنا تصويراً يعيدنا إلى مشاهد فيها اللباس التقليدي المتوارث عن الصورة القديمة أو من خلال التصورات الرمزية التي استدعت عناصر ذات دلالة تاريخية وغير ذلك مما يؤخذ من دروس التاريخ أو الثقافة الإسلامية عامة (محمد عايش، ايرينا كوندا، أديمي عبد الفتاح، كريش، زول) لكننا مع مشاركين آخرين نجد قدراً من التفكير الذي يبحث في جوهر الأشياء، بعيداً عن المباشرة أو المحاكاة فكانت أعمال العراقي محمد الشمري والإيراني خسرو حسن زادة والتركي نصرة قولبان أو غيرهم، ومع ذلك فقد كان حضور الفنان السعودي متميزاً حيث أعمال عبد الله حماس البانورامية أو من خلال رمزية ضياء عزيز أو الأثر الانطباعي في أعمال عبد الله الشلتي أو بساطات نوال مصلي.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7177» ثم أرسلها إلى الكود 82244

aalsoliman@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة