الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 5th April,2004 العدد : 53

الأثنين 15 ,صفر 1425

في سابقة تعدّ الأولى من نوعها محلياً... المحاكم تفصل بين قماشة العليان وعبده خال

* إعداد وتحقيق سعيد الدحية الزهراني:
في ملتقى (جماعة حوار) بأدبي جدة تحت رئاسة الدكتور حسن النعمي قدم الروائي الأستاذ عبده خال ذات مساء قراءة نقدية لرواية (عيون على السماء) للروائية المعروفة الأستاذة قماشة العليان الحاصلة على العديد من الجوائز الأدبية محلياً وخارجياً.
حيث قدم ورقة نقدية تناول فيها رواية العليان ثم تلا قراءته عدد من المداخلات لأعضاء الجماعة والحضور، وتم تسجيل ما دار في الملتقى وتوثيقه ضمن أجهزة الجماعة بالنادي، لكن ما حصل في تلك الليلة من وجهة نظر الروائية العليان لم يكن نقداً وإنما كان استهانة محجوجة واستخفافا وانحرافا عن مسار النقد إلى الهجوم الشخصي، كما جاء في تصريح الأستاذة قماشة وتعقيبها على ما دار في ملتقى الجماعة عن روايتها (عيون على السماء) حيث ابتدأت الروائية العليان تصريحها قائلة:
(من كان بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة يا عبده خال)
(تلك الليلة تحول نقد الأدب إلى قلة أدب)
(عرضت مسرحية هزلية للكاتب الساخر برنارد شو على أحد مسارح لندن وكان حاضرا فلاقت استحسان الجمهور وتهافت عليه الناس مهنئين ومعجبين إلا سيدة استوقفته عندما كان خارجا من المسرح فقالت له:
إن مسرحيتك لم تعجبها إطلاقا وإنها تجدها سمجة.. فرد عليها: حتى أنا يا سيدتي لم تعجبني لكن ماذا نفعل أنا وأنت أمام كل هذه الجماهير المعجبة بها إلى حد الهوس ؟
فالنقد هو عملية تحليل للعمل الأدبي وإبراز جوانب السلب والإيجاب وتصحيح ما قد يبدو خارج الموضوع.. الناقد مكمل للكاتب.. كلاهما يصحح الطريق ويحدده ويرتقي بالقارئ في عالم الإبداع.
وقد تعرضت كثيراً للنقد في مسيرتي الأدبية سواء كان نقداً سلبياً أم نقدا بناء وكنت أتقبله بصدر رحب كإنسانة مثقفة واعية فأحاول أن أستفيد من كل الآراء المطروحة لأعيد بناء ذائقتي الأدبية بشكل أو بآخر).
مصرحةً بعد ذلك عن موقفها تجاه الأستاذ خال قائلة: (إن ما حدث في نادي جدة الأدبي من أ.عبده خال لم يكن نقدا بقدر ما كان تعريضا جارحا وتشكيكا قادحا واستهانة ممجوجة واستخفافا عجيبا غريبا انحرف عن مسار النقد إلى الهجوم الشخصي والنقد المغرض والتهميش المقصود).
وتواصل في هذا السياق القول: (عبده خال زميل روائي أحترمه حيث إنه يكبرني سنا بكثير وجيله يسبق جيلي بأكثر من عقد من الزمان لكنني لا أقل عنه بل أفوقه نجاحا حيث إن رواياتي تعددت طبعاتها حتى فاقت الأربع طبعات للرواية الواحدة عدا حصولي على عدد من الجوائز خلال مسيرتي الأدبية.. وأنا الأديبة السعودية الوحيدة التي انتسبت لعضوية اتحاد الكتاب العرب في سوريا).
وقد اعتبرت الأستاذة قماشة القضية قضية تصفية حسابات قائلة: (روايات مفتوحة للجميع وأهلا وسهلاً بكل نقد لكن أن يكون الموضوع تصفية حسابات ونية مبيتة للإلغاء فلا وألف لا.
إذا كان من له خصم يستطيع أن يسحق خصمه ويهمشه ويلغيه باسم النقد إذن أين العدل؟ وأين القانون؟ وأين حفظ كرامة وحقوق المؤلف؟ وتأتي الروائية العليان هنا لتتبع جذور القضية المتأصلة قائلة:(عندما نشر في الصحف عن عزم النادي الأدبي بجدة قراءة الروايات النسائية من ضمنها روايتي (عيون على السماء) أدركت أن الموضوع انتقام لرأي سابق لي قد كتبته في إحدى الصحف.. مباشرة حادثت عبده خال وقلت له بالحرف الواحد :إن هذه الرواية تمثل البداية بالنسبة لي ولن أستفيد من نقدها وقد تجاوزتها منذ زمن طويل، ولكي أستفيد من النقد حقا طلبت منهم نقد إحدى رواياتي الحديثة فطلب إرسالها وأرسلتها له بالبريد وقال إنه يمكنني الحضور.
لكنني فوجئت بأنه لم يحدث أي تغيير وقد بدلوا تاريخ يوم القراءة لكي لا أتمكن من الحضور ثم ذهلت من الهجوم الشديد والاستخفاف والتشهير الذي يقلل من مكانتي كروائية معروفة ولي إسهاماتي المتعددة في المجال الأدبي) أما هنا فتشير الأستاذة العليان إلى توجهها إلى الجهات والمحاكم الرسمية بغية إنصافها ورد اعتبارها حيث تقول: (الحمد لله نحن نعيش في المملكة العربية السعودية وقد كفلت الحكومة كل ما من شأنه حفظ كرامة المواطن السعودي واسمه وسمعته ووضعت ضوابط لكل من تسول له نفسه انتهاك هذه الحقوق سواء بالقدح أو الذم أو الاستهانة أو التجريح أو التشكيك في استحقاق الجوائز) وتواصل تظلمها قائلة:(لقد تم إبخاس حقي وتجريحي في نادي جدة الأدبي تحت مسمى نقد، والنقد منه براء وخال روائي مثلي وليس ناقدا، أستطيع ولن يمنعني أحد أن أخذ إحدى روايات خال القديمة والتي تمثل البدايات بالنسبة له وأشتمه وأحط من قدره وأطعنه في الصميم باسم النقد لكنني أحترم نفسي ومكانتي الأدبية وقد لجأت الى القضاء لإنصافي لأنه ليس هناك مرجع أو هيئة للأدباء يمكنني الرجوع إليها ) وفيما يلي تورد الأستاذة العليان النقاط التي تجاوز فيها الأستاذ خال عليها حيث تقول:
(1) قدح في استحقاقي لجائزة أبها للرواية وشكك في اللجنة المانحة للجائزة وهي من أرفع الجوائز الأدبية في بلادنا الغالية، وقد حزت على المركز الأول عن روايتي (عيون على السماء) بجدارة واستحقاق متخطية الكثير من الأدباء والأديبات العرب ومن بينهم على ما أذكر الكاتبة القطرية وداد الكواري من قطر، والرواية ناجحة وقد تعدت طبعاتها الأربع طبعات ونعد حالياً للطبعة الخامسة رغم أنني قد كتبتها وأنا مراهقة.
(2) تعرض لشخصي بالسخرية وتقليل الشأن وأنا روائية معروفة لي حضوري في الداخل والخارج حيث قال بالحرف الواحد:أنا ضحية لعمل قماشة العليان (عيون على السماء) وبدأ يسخر ويستهين بالعمل ومؤلفة العمل لدرجة أن أحد النقاد المتواجدين وقتها وهو أ.علي الشدوي قال: إنه لا يجب أن يتحول النقد إلى استخفاف ،وإن أي عمل سيقرأ بهذه الطريقة سيقوض.
لكن أحد الحاضرين وهو الناقد الدكتور محمد ربيع الغامدي قال: هل نحن في القراءة النقدية مضطرون للبحث عن معيار حكمي؟
وقال: لن يرضي عبده خال أن نقوم بقراءة روايته كما قرأ رواية قماشة.. مشيراً إلى أنه يتحفظ على قراءة خال للرواية، وفيما يلي تورد العليان شهادات بعض الحضور قائلة: قد خاطبني كثير ممن حضروا الأمسية وقالوا إن موضوع تلك الليلة لم يكن نقداً أبداً بل هو انتقام واضح صريح من شيء استعصى عليهم فهمه، ولماذا فعل عبده ذلك؟
النقد فن له أصوله ونحن دوما بحاجة إليه وإذا كان من شخص ناقد أو غيره يفرض احترامه على الناس أخلاقا ودينياً وعلميا وليست له مصلحة في توجيه النقد وله معرفة بالعمل محل النقد وإذا كان بعيداً عن الاستهزاء والتجريح الشخصي كان قبوله أجدر والاقتناع به أكبر.
أما الرسالة التي توجهها الأستاذة العليان للأستاذ عبده فهي: (من كان بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة)
والنجاح يا أستاذي ليس بتهميش الآخرين والتقليل من شأنهم وحسدهم وتمني زوال نجاحهم، إنما بالجهد والإخلاص والصدق مع النفس تصنع النجاح وتحترم نفسك قبل أن يحترمك الآخرون، نافية أن يكون ما قدمه الأستاذ خال نقداً بل أشارت قائلة: إن ما حدث في نادي جدة الأدبي يحتمل أن يكون أي شيء إلا أن يكون نقدا بل هو إساءة للنقد والنقاد وانتهاكاً لحرمة الأدب والأدباء واستهانة بدورهم في بناء المجتمع ، أيضاً هو خرق لحقوق الإنسان وليس فيه شيء من أبجديات الحوار وأدب الاختلاف بل هو إلغاء للآخر وشطبه على جميع المستويات وأيضاً تعدٍ على تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف.. قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} وقول رسول (صلى الله عليه وسلم): المؤمن على المؤمن حرام دمه وماله وعرضه، وقال الرسول (صلى الله عليه وسلم): (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)..
لذلك أخاطب من لديهم وعي وإدراك وعقل يمكنهم من التمييز بين نقد الأدب وبين قلة الأدب!!.
الطرف الآخر في القضية
الطرف الآخر في القضية الروائي الأستاذ عبده خال رئيس نادي القصة الذي خلف رئيسه السابق الدكتور حسن النعمي.
هاتفناه من (الثقافية) وسألناه عن القضية إلا أنه لم يتحدث إلينا واكتفى بقوله: القضية ليست قضيتي وحدي فهي قضية ثقافة بلد بأسره إلى جانب أن هذه القضية تعد سابقة في العالم بأكمله
وقد رفض الحديث عن أي شيء آخر.
شهادة الشدوي
الناقد الروائي الأستاذ أحمد الشدوي عضو نادي القصة بجدة وعضو (جماعة حوار) وأحد حضور الملتقى النقدي لورقة الأستاذ عبده خال عن رواية (عيون على السماء) للأستاذة قماشة العليان فقد هاتفته (الثقافية) فكانت شهادته كما يلي:
أنا شخصياً أميل إلى أن النقد يتبع العمل الأدبي ولا يسبقه وقياس نجاح النص الإبداعي من عدمه هم القراء، فالقراء وحدهم هم الذين يشهدون حياة النصوص وموتها، هذا من جانب أما من جانب آخر فهناك فصل بين النص الأدبي وبين كتابته فالنص الادبي له شخصية مستقلة عن كاتب النص وبالتالي اختلاف المناهج النقدية لا يعني بالضرورة الاختلاف لأن الخلاف وارد أما الاختلاف فهو خارج عن العمل الأدبي أساساً.
أما عما حدث في جماعة حوار بنادي جدة الأدبي فإن القاعدة الأساسية هي عدم التعرض لشخصية كاتب النص الأدبي، والاستثناء مردود عليه من داخل الجماعة فكل مرة يحاول شخص الخلط بين العمل وصاحبه يجد العديد من الأصوات التي توقف هذا النوع من الخطاب وهذه الأمور كلها مثبتة في تسجيلات الجماعة ،أما عن القضية تحديداً فأرى ألا يصل الأمر إلى رفع القضايا أمام الجهات الرسمية فالمجال مفتوح في الصحف الأدبية.
المحامي الخليف
وحول ما أثير، هاتفت (الثقافية) محامي الروائية الأستاذة قماشة العليان الدكتور فهد الخليف ،حيث أبدى استياءه من حدوث مثل هذه القضايا في الوسط الأدبي الثقافي الجميل والنخبوي قائلاً: إنه عندما أطلعته موكلته على القضية عاد إلى ما قيل في الملتقى ومباشرة قام بمهاتفة الأستاذ عبده خال، ودار بينهما حديث ودي راق على حد وصفه تضمن الإشارة إلى الأدب والمجال النقدي عامة كأحد الموروثات العربية المهمة ثم تحدثا في القضية وقد أبدى الأستاذ عبده خال تفهماً ورقياً في بادئ الأمر قائلاً: ماذا تقترح عليّ عمله؟
فأجابه الدكتور الخليف بأنه يقترح أن يقوم الأستاذ عبده خال بالاعتذار وإفهام وجهة النظر الجمالية بعيداً عن التجريح وما إلى ذلك ، إلا أن الأستاذ عبده خال رفض ذلك وقال ضمنياً: اعمل ما بدا لك.
مؤكداً الدكتور الخليف أن هناك نية مبيتة كان يبيتها الأستاذ عبده خال قائلاً: (كنت أبث صوت العقل لكن دون جدوى من الأستاذ عبده خال)
مواصلا تصريحه ل(الثقافية): إن موكلتنا متضررة وأعتقد أن هناك نية لقتل الإبداع والجمال مدعماً قوله بما جاء على لسان الأستاذ عبده خال حيث قال في قراءته النقدية: أنا ضحية لعمل قماشة العليان (عيون على السماء).
وعندما سألناه عن توقعاته لما سيحدث في القضية؟
أجاب المحامي الدكتور الخليف: إن دور المحامين في جميع الحالات هو تهيئة القضية أما البت أو الحكم فيها فهذا يرجع إلى القاضي في المحكمة الشرعية فهو يحكم بما يراه مناسباً ومنصفاً.
وعن هذه القضية ذكر الدكتورالخليف أنها تعد سابقة قضائية لدينا في المحكمة ولم تحدث من قبل.
وفي ختام حديثه ركز المحامي فهد الخليف على أهمية جانب الحوار والتعامل باللغة الحوارية فهي لغة التطور والرقي أما لغة التهكم وقمع الآخرين ونقدهم بشكل سلبي وخاطئ فهو من الإرهاب والأعمال الإرهابية.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
منابر
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved