الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 5th April,2004 العدد : 53

الأثنين 15 ,صفر 1425

في منافسات مؤطرة بالألوان
التشكيليون من مختلف المناطق يثرون الرياض بالمعارض الجماعية والفردية

كتب محمد المنيف:
تشهد العاصمة الرياض هذا العام زخماً كبيراً من المعارض التشكيلية منها الفردي ومنها الجماعي قدمها اسماء لامعة لها اثرها الفاعل واللافت في الساحة المحلية والعربية وقد تضمنت هذه المعارض عدداً من المعارض لفنانين عرب كان لمعارضهم دور في تقديم اساليب وتجارب جديدة اثرت الساحة.
يأتي هذا النشاط على غير ما تعودنا عليه من ركود سابق اشتهرت به الرياض العاصمة من بين بقية المدن الاخرى وفي مقدمتها مدينة جده التي لا تزال ملتقىالفن التشكيلي ولمختلف الجنسيات وعلى مدار العام عبر العديد من القاعات المتخصصة منها وقد يكن ابرزها اتيليه جدة وبما يمتلئ به برنامجه لهذا الموسم من معارض لعدد من الفنانين السعوديين والعرب بجانب ما يتم اعداده من معارض في بقية القاعات النشطة هناك وفي المنطقة الشرقية مع قلة الفنانين بها خصوصا من لديهم القدرة على اقامة معارض فردية الا انها تبقى في الذاكرة وتبقى انشطتها مهما كانت قليلة من المعارض المؤثرة والمهمة.
كثافة المعارض في الرياض
اما الرياض وهي بيت القصيدة اليوم فما تم ويتم خلال هذا الموسم يعتبر نقلة مهمة في هذا المجال مما يبعث فينا الشعور بأن الايام القادمة ستكون حبلى بالكثير من الثمارالتي كنا نطالب بعودتها لما تمثله المعارض التشكيلية من اهمية في سياق الثقافة وان في مثل هذا التواجد ما يدعم التوجه الذي تقوم عليه وزارة الثقافة والاعلام في المستقبل ويثبت بما لا يدع مجالاً إلى الشك حجم اعداد الفنانين خصوصا المتميزين ودور هؤلاء الفنانين في التحرك والمساهمة كل قدر استطاعته وقوفاً مع ما يعد لهذا الفن من دعم وتنظيم جديد وعند العودة إلى المعارض في الرياض علينا ذكر القاعات التي تميزت باحتضان تلك المعارض ومنها صالة المعارض بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي وصالة المعارض بمركز الملك فهد الثقافي وصالة الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية التابعة لمعهد العاصمة النموذجي وصالة المعارض بمركز الامير فيصل بن فهد اضافة إلى صالة شدا وصالة عهود وهما تجاريتان تلك الصالات احتضنت العديد من المعارض كان اقربها على سبيل المثال معرض الفنان سعد العبيد والمعرض الثنائي للفنانين فهد الحجيلان والفنان هاشم سلطان ومعرض الفنانين السوريين ومعرض الفنان الدكتور احمد عبدالكريم ومعرض الفنان حسين المحسن ومعرض مجموعة فناني الرياض اضافة إلى العديد من المعارض القادمة منها معرض الفنان عبدالوهاب محسن مهدي ومعرض المعلمين بالرياض ومعرض مجموعة الفنانين العرب التي تضم الفنانين سعيد العلاوي وفائز الحارثي وعبود سلمان ومحمد حسن وعلا حجازي ولميس الحمودي وسمير علي وآخرين ويقام المعرض في صالة الامير فيصل بن فهد بمعهد العاصمة النموذجي.
معارض وتنوع في التجارب
من المعارض القريبة البعض اختتم والبعض لا يزال قائماً منها معرض الفنان الدكتور احمد عبدالكريم من مصر الشقيقة ويعمل أستاذاً في كلية التربية تربية فنية بجامعة الملك سعود واشتمل المعرض على ما يقارب الستين عملاً نفذت بالالوان الزيتية وبخامات اخرى كما استخدم الفنان خامة الورق بمعالجة خاصة تأتي ضمن سياق تجارب الفنان وتضمن المعرض تجربة تميز بها الدكتور عبدالكريم استلهم فيها ملامح ورموز مصرية مؤكدا فيها اهمية الانتماء في الشكل مع صياغة للمضمون استخلصها من الاسطورة ومن مختزل ثقافي مفعم بمفردات ومرجعية تاريخية ودينية كما قدم الفنان احمد عبدالكريم مرحلة من مراحل تجاربه التقنية الثرية في كيفية معالجة الخامة وتسخيرها لخدمة الفكرة مظهرا مدى اهتمامه بإنجاز العمل بنجاح عبر تكامل معطياته فكرا وتقنية واخراجا نهائيا في اعمال الفنان كهاجس كبير في توظيف العنصر بروح اصيلة تحمل روح ورائحة الوطن وتنغمس في ابعادها التراثية العظيمة ناهلاً من نبع ذارته البصرية التي تدخل ضمن احد عناوين معرضه الثلاثة وهي ذاكرة الفنان يليها ذاكرة الزمان وهي الذاكرة الصعبة المراس تحتاج لقدرة فائقة من الفنان للحاق بدورة الزمن الماضي والحاضر واستباق المستقبل وهو ما لايدركه الانسان العادي خصوصا في مجال التلقي وسعة ادراك الفرد القادم ليضع الفنان ما يناسب القادم لهذا تخرج غالبة الاعمال مجهولة عند من يفتقد ثقافة الفكرة والمعنى الا من العناصر السطحية الواناً وخطوطاً ولهذا ففي عامل الفنان احمد ما يستبق العصر مع ما تحمل من سمة الجاذبية لمتلقي اليوم.
حوار الفضاء الأبيض
عند المحسن
في جليري عهود اقام الفنان حسين المحسن معرضاً انموذجاً يمكن ان نسميه المعرض الصغير مع ان ما يتضمنه من اعمال يجعلنا نشعر بأننا في احدىالقاعات الكبرى للفنون التشكيلية فالعمل الجيد يثبت نفسه وينسي المشاهد الحجم او شكل الاطار وهي العقدة التي مازال يعاني منها الكثير من الفنانين وهي ان الزيادة في مقاس العمل دليل على قيمتة وان في شكل الاطار وارتفاع سعره ما يعني زيادة في القيمة الفنية مع ان تلك النظرة لا تتعدى نظرة وهدف التسويق.
نعود للفنان المحسن الذي قدم مجموعة اعمال ورقية عالجها بأسلوب متميز في التقنية مع اختزال في مفردات الفكرة والاكتفاء بالتلميح وابقاء المعنى في قلب الشاعر.. يتعامل المحسن مع اللون الابيض بحساسية وحذر ويلامس بعض الخامات الاخرى جامعاً بين الرسم والإيقاع اللوني المرن والسريع الاداء مع تمازج بالكولاج دون مباشرة مع مساحات اللون التي يتعامل معها بعض الفنانين في استعارتهم لقصاصات من زوايا الصور في المجلات او الصحف مكتفيا ببعض الرمز من الجملة.. ينحى المحسن إلى طرح السؤال واثارة المتلقي نحو علامات استفهام احيانا تكون الاجابة فيها مستخلصة من ايحاء في الشكل واخرى تدفعك للبحث فيها في ابعاد ثقافة الفنان مع محاولة لايجاد مخرج من الشك بالتبعية والميل للتغريب في العمل الفني مع أن أي لمسة يمكن الوقوف امامها لم تأتِ صدفة بقدر ما تشعرنا بقدرات ابتكارية يقترب الفنان من الامساك بزمامها مع أن هناك من التجارب ما يشابهها دون مطابقة.
مجموعة الرياض تكشف أبعاد علاقات اعضائها
مجموعة الرياض تشارف على اختتام معرضها الثاني بصالة الامير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية التابعة لمعهد العاصمة النموذجي المعرض اشتمل على ما يزيد على التسعين لوحة تشكيلية تنوعت فيها الاساليب والمواضيع مع انها تلتقي في منهل واحد وهو البيئة المعرض يشارك فيه سبعة فنانين هم اصل المجموعة وهم الفنان علي الرزيزاء والفنان سمير الدهام والفنان عبدالعزيز الناجم والفنان فهد الحجيلان والفنان فيصل المشاري والفنان محمد فارع والفنان ناصر التركي ويشارك في المعرض الفنان عبدالله الشيخ بعدد من لوحاته كضيف للمعرض وهو احد رموز التشكيلي السعودي ورواد البدايات فيه وصاحب اسلوب وابداع يتألق في كل مشاركة له صولات وجولات محلية ودولية وحاصد للجوائز في اغلب المعارض المهمة على المستوى السعودي والعربي مساهم في العديد من اللجان الاستشارية التشكيلية ولجان التحكيم لهذا وجد الفنانين في مجموعة الرياض أن يكون فارس معرضهم الثاني والمكرم فيه ضمن برنامج التكريم الذي يقومون بتنفيذه في كل معرض كما يشارك في المعرض الفنان محمد المنيف بعدد من أعماله وهي الإطلالة الثانية بعد مشاركته في معرض المتحف عام 2000م ومن المتوقع أن يستمر ضمن المجموعة استجابة للدعوة التي وجهت له من رئيسها واعضائها.
نعود للمعرض ولفرسانه السبعة فقد قدم الفنان سمير الدهام الذي يعرض في اول القائمة وجاء اختياره في المقدمة موفقاً فأعماله دائمة التطور والانتقال من مرحلة إلى اخرى بشكل مدروس مع التمسك بالمرتكزات التقنية والموضوعية ففي هذا المعرض رغم سيطرة اللون الاحمر بشكل كبير على الاعمال الا انه قارب الخروج من الزخم من العناصر التي تعودنا مشاهدتها في المعارض السابقة مع ما نجده من تحرر من اللون البني القاتم ودرجاته التي يرى فيها البعض اطاراً او قيداً لم يعد الدهام مستطيعاً الخروج منه.. جاءت اعماله العشرة بإيقاع متواصل في مفرداتها وبرزت لمساته الجريئة في معالجة وكبح جماح اللونين الاحمر والاسود مع إدخال مساحات من اللون الابيض للربط البصري وإعادة توازن الشكل في مواقع اصاب الهدف فيها يبقى أن نقول إن الفنان الدهام فنان قادر على أن يعطي لفنه الكثير في الوقت الذي يمرفيه بالكثيرمن الظروف منها العملية ومتابعة النشاط التشكيلي في جمعية الثقافة والفنون ورئاسته تحرير مجلة الفنون وكلها تحتاج للوقت وللفكر
الناجم وعشقه للمساء
الفنان الناجم يأتي بعد الفنان سمير في تسلسل المعرض يقدم ايضا عشر لوحات بنفس المقاس المتفق عليه من المجموعة ما عدا واحدة بطول ثلاثة امتار تظهر اعمال الناجم وكأنها مدن تنغمس في ليلة شتوية تتلألأ فيها اضواء من شبابيك المنازل بألوان ساخنة تجمع درجات الاحمر وتناغم اللون البرتقالي والاصفر تشعر المتلقي بما تحدده من عناصر وتدفعه للبحث بهدوء دون شعور بما تشكله كثافة اللون القاتم المسيطر على جميع اللوحات وهو دليل على انها ولدت في رحم وزمن واحد.. تلك المساحات اللونية اجاد الفنان الناجم في اقتناصها وأحالها إلى عالم من الإيقاع اللوني يأخذك احيانا نحو السكينة واحيانا يصيب الوجدان بحركة راقصة بإيقاع صاخب، هذه التجربة ستضع الفنان الناجم في مرحلة يصعب الخروج منها في الفترة الحالية كونها تشبع رغبته في التعامل مع مثل هذه الاجواء وبما يجده فيها من مساحة كبيرة للتحرك واختزال المفردة والتوازن في بناء العمل بشكل عام ففيها ما يمكنه من تقديم الجديد المفاجئ كما عهد منه.
الفنان فهد الحجيلان
له مشاركات عديدة ولاعماله صدى بين الزملاء له فلسفته الخاصة قدم من خلالها اعمالا حديثة في معرض مشترك مع الفنان هاشم سلطان يراها الكثير تبتعد بمسافة تفقد المشاهد القدرة على رؤيا ما يعنيه.. قدم في معرض المجموعة أعمالاً نفذت في فترة سابقة قبل معرضه الاخير المشترك في الرياض والآخر في جدة وبما قدم فيهما من جديد فالأعمال المعروضة في معرض المجموعة الثاني كتلة من الحيوية تكشفها مساحة اللون الاحمر، وجرأة في جمع المتضادات اللونية بين الازرق الكحلي والأحمر القاني والاصفر بتجاور تشعر من خلاله أن كل لون ينفر من الاخر ومع ذلك قدمهما في اعمال متنوعة المواضيع , تشعرك الوانه بالصدمة الا انها تدفعك للعودة اليها.
الفنان ناصر التركي
تواجده برز من خلال المجموعة في معرضهم الأول وتأتي مشاركته الحالية استكمالا للسابق مع حذر في البحث عن الجديد فهو في طور البحث عن موقع قدم بين مختلف الاساليب التي يراها هنا وهناك ولهذا فالحكم على جديده لا يتعدى رئينا السابق فيه فالحاجة للممارسة المستمرة في تقنيات اللوحة تحتاج إلى وقت طويل والتعرف على كيفية تجارب الاخرين من غير محيط المجموعة فاللون السائد او الطريقة التي قدم فيها اعماله لا تبتعد كثيرا عن البقية خصوصا معالجة اللوحة باللون الغامق كأرضية تستنبط منها بقية العناصر هذا الواقع نجده ايضا في تجربة الفنان محمد فارع مع أن اعماله في المعرض الأول كانت اقرب لتحقيق نتيجة تقنية مقنعة تنبئ بمحاولات اكثر عمقا اما في هذا المعرض فالامر مشترك بينه وبين زميله التركي في الاداء ومعالجة المساحة والعمل بشكل سريع على اللوحة وبتراكم لوني في وقت معين قبل جفافها وهذا اسلوب لا يستهان به عند رؤيته في اعمال اخرى اذا لم نتعرف على كيفية التعامل معه.
هذه النظرة الخاصة لا تعني عمومية الاعمال فالفنانان التركي وفارع لديهما من الاعمال ما يكسب اعجاب الكثير.
الفنان الدكتور فواز ابو نيان
له عالمه الخاص وروحه الابداعية اذ لا يمكن اغفال ما تحمله اعماله من انتماء عميق للموروث يتعامل معها بحميمية ويمارس تفاعله معها رغم ضيق الوقت الذي يقتطعه من بين مشاغله كأستاذ محاضر بالجامعة اضافة إلى البحوث والدراسات فاعماله ذات خصوصية في اللون او العناصر وروح ذات طابع يربطك بالتراث الشعبي وانماطه شارك ببعضها في المعرض الأول وقدم عملين جديدين في هذا المعرض.
الرزيزاء
عاشق العمارة ونقوشها
الفنان علي الرزيزاء جاء قبل سنوات مكتنزا بالابداع مشحونا بعشق التراث بحث في كل تفاصيله ثم احالها إلى لوحات نقل الزخرفة الشعبية في نجد الابواب والنوافذ وكل ما تجملت به جدران المنازل في الظاهر منها والباطن ليبدع منها لوحات نقلت هذا الابداع إلى المنزل الحديث كلوحات فنية ابهرت العالم عند عرضها في معرض المملكة هذا الابداع والاسلوب اصبح مدرسة تعرف باسم الرزيزاء انتهجها الكثير من الفنانين ونشروها في كل موقع ومنزل لهذا اكتفى الفنان الرزيزاء بهذه الخطوة وهذه البصمة تاريخيا في زمن وعمر الفن السعودي وحط رحاله الا من بعض الاعمال التي يمر بها مرور الكرام ليساهم بها مع زملائه في المجموعة هذه الاعمال التي شاهدنا بعضاً من قديمها واثنتين من جديده لا تمثل ما كنا نعرف عنه من ابداع متألق ومهما اوجد لنا ابا ثامر من اعذار الا اننا نعلم ما يحمله في جعبته من مساحة اكثر انتقالا نحو الجديد ولهذا نتركه للمعرض القادم ونغض الطرف عن هذه المحطة.
اهم ما يمكن الوقوف عنده أن المجموعة تضم اربعة من ابرز التشكيليين اثبت اثنان منهما في هذا المعرض انهما بالفعل رمزان تشكيليان لا يستهان بهما
كما اثبت جميع الاعضاء في المجموعة انهم عاقدون العزم على المساهمة الجادة في دعم المسيرة التشكيلية القادمة كما يتردد على السنتهم في كل لقاء يجمعهم.
الجدير بالذكر ان المجموعة أصدرت نشرتها الثانية متضمنة العديد من المواضيع التشكيلية النقدية والتاريخية واخبار الساحة المحلية ومقتطفات من الساحة الخليجية والعربية.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
منابر
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved