الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 5th May,2003 العدد : 10

الأثنين 4 ,ربيع الاول 1424

أزمة النص في الحركة المسرحية المحلية
يشهد المسرح السعودي منذ فترة من الزمن أزمة في النص المسرحي تتمثل بندرة النص المسرحي وتظهر جلية في النصوص المسرحية المكتوبة للمسرح المحلي
والتي تتبنى قضية اجتماعية أو سلوكية أو غيرها من أصناف المواضيع التي يكتب فيها المؤلفون السعوديون، وتعزى أزمة النص المكتوب إلى عدد من الأسباب
حولنا من خلال المحاور التي اشتمل عليها تحقيقنا الصحفي أن نميط اللثام عن بعضها فنعرف السبب لنظهر المشكلة بمختلف أبعادها إن أمكننا ذلك أو نضع
الإصبع على مكان الجرح فيمكننا تشخيص الحالة لمعرفة الداء وإمكانية صرف الدواء، وكانت محاور تحقيقنا الصحفي هذا تدور في فلك التساؤلات التالية:
يعاني المسرح المحلي من حالة ركود في فعالياته يعزوه البعض إلى عدم توفر النص المسرحي الملائم، إلى أي مدى تتفق مع هذا الطرح؟؟
هل النص المسرحي الذي يكتب للمسرح السعودي يعاني من مقص الرقيب؟؟
يرى بعض الكتاب المسرحيين أن المؤلفين المسرحيين يرفضون تقديم نصوصهم المسرحية لممثليان يرون فيهم أنهم هواة، فيلجأ البعض منهم إلى ابقائها حبيسة
أدراج مكاتبهم إن لم يكن تصديرها إلى الخارج. هل لعزوف الممثلين المحليين المحترفين أثر حقيقي في ندرة النص المسرحي المعروض؟؟
هل طريقة الإعداد والاقتباس من النصوص المسرحية العالمية هي الحل لمواجهة تلك الأزمة الثقافية في النص المسرحي المحلي؟؟
وسنستضيف في هذا التحقيق عدداً من المهتمين والمتابعين والمشاركين في الحركة المسرحية لنستشرف معهم حجم القضية ومدى امكانية الحل لها وجاءت
مشاركات ضيوفنا على النحو التالي:
وكان أول المشاركين معنا الكاتب والمؤلف المسرحي الأستاذ محمد الهويمل رئيس لجنة المسرح بجمعية الثقافة والفنون بالقصيم والذي أجاب على المحور الأول
والذي يرى أن سبب ركود المسرح المحلي يرجع إلى ندرة النص المسرحي المحلي بقوله: أنا لا أرى أن عدم توفر النص المسرحي هو السبب الأول في ركود
الحركة المسرحية المحلية ويؤكد على أن ندرة النص المسرحي المحلي تعد من جملة أسباب عديدة تصب في خانة ركود المسرح لدينا. بينما يرى المخرج
المسرحي بجامعة الملك سعود الأستاذ نايف خلف أنه يختلف مع ذلك الطرح في محورنا فيقول: أعتقد أنني لا أتفق مع هذا الطرح كما فهمته ويضيف بقوله
إن مجرد ربط ركود الحركة المسرحية المحلية بندرة النص المسرحي أمر مجانب للصواب ويؤكد الخلف على أن ندرة النص المسرحي يأتي في منتصف قائمة
طويلة من الأسباب أدت إلى ركود الفعل المسرحي.
أما المؤلف المسرحي الأستاذ سامي الجمعان فإنه يقول: في رأيي أن النص المسرحي لم ولن يكون في يوم من الأيام هو العائق الحقيقي في طريق الحركة
المسرحية المحلية ويشير الجمعان إلى أن الكتاب المسرحيين موجودون ولكنه من وجهة نظره كسل أو أصابهم الكسل وأقعد أقلامهم عن الإبداع وجمد
أفكارهم ويوضح الجمعان أن ندرة العرض المسرحي في العام أدت إلى ندرة النصوص المسرحية موضحاً أن العروض المسرحية لا تتعدى في العام الواحد
العرض أو العرضين المسرحيين ويؤكد على أن وجود حركة مسرحية علي الدوام تؤدي إلى ظهور نصوص مسرحية متنوعة.
وألمح الجمعان إلى أن استمرارية العروض المسرحية كفيلة بظهور مواهب مسرحية على مستوى النص المقروء، ودعا الجمعان في رده على هذا المحور جمعية
الثقافة والفنون التي هي في نظره المسؤولة عن المسرح المحلي بتكثيف الجهود في هذا المجال من خلال إلزام فروعها بثلاثة عروض مسرحية سنوياً مشيراً إلى أن
تلك الطريقة هي أفضل طريقة لمعالجة وضع تدني مستوى استمرارية العروض المسرحية المحلية. كما ناشد الرئاسة العامة لرعاية الشباب بانتهاج نفس المنهج
مع مكاتبه المنتشرة في أنحاء المملكة وأكد الجمعان أنه على يقين من أن المسرح لدينا سيرى قفزة نوعية في حضوره داخل المجتمع إن تم تبني تلك الفكرة. أما
الممثل المسرحي عضو ورشة العمل المسرحي بالطائف الفنان مساعد الزهراني فيؤكد أن معاناة المسرح لدينا لا تكمن في عدم توفر النص المسرحي الملائم بل
يرى أن المشكلة تكمن في عدم توفر الامكانيات التي يستطيع المسرح من خلالها أن يقدم النص المسرحي ويفعل المسرح دوره باقتدار، وشدد الزهراني على
أن أهمية وجود الامكانيات المسرحية مثل القاعات المسرحية المجهزة واستمرارية عقد الدورات التدريبية في مجال الفنون المسرحية مؤكداً في الوقت نفسه على
أن نسأل أنفسنا كم هي عدد العروض المسرحية المقدمة خلال العام ويستطرد في الحديث بقوله عندما نعرف كم عدد العروض فبالتأكيد سنعرف عدد
النصوص المكتوبة. وحول مقص الرقيب على النص المسرحي المحلي ومدى معاناة المؤلف منه؟؟
تحدث محمد الهويمل بقوله: هناك مقص قبل مقص الرقيب وهو المقص الذاتي للكاتب نفسه ويشير إلى أن ذلك المقص يكون أحياناً أقسى من مقص الرقيب
حيث يرى أن المقص الذاتي كثيراً ما يحجم الأبعاد الفكرية للنص المسرحي في جوانب قد يكون الرقيب لا يرى فيها خروجاً عما رسم له ويضيف الهويمل
بقوله ومن هنا تأتي أهمية الرابطة أو الهيئة لأصحاب هؤلاء الاهتمامات ويشير إلى أن الكاتب يعتمد على واقع تعامله الاجتماعي والثقافي لبلده ويوضح أن
المؤلف قد لا يعرف الجوانب الفكرية والثقافية التي يمكن له الوقوف عليها في طرحه الدرامي موضحا أن الكاتب نفسه يفرض قيوده الشخصية على ما ليس
بمقيد ومن هنا والحديث للهويمل تأتي كثير من النصوص المسرحية مغلفة بالرمزية الإيحائية مشيراً إلى أن تلك الرمزية تعتبر في النص المسرحي مذاقاً
درامياً يعتلي التوهج الذهني لدى المتفرج مما يرفع من قيمة العمل المسرحي ويؤكد الهويمل أن تلك الرمزية قد تجعل المؤلف يخسر عدداً من المتفرجين والذين
يطمح المؤلف إلى خلق نوع من التواصل معهم. ويدعو الهويمل المؤلفين المسرحيين أن يتجاوزوا مقص الرقيب الذاتي لديهم والتي يخلقها لديهم تفكيرهم
بمقص الرقيب المشرع.
وأبان الهويمل عن تجربته الخاصة مع نصه المسرحي «الأجرب» والذي يعد من آخر أعماله المسرحية موضحاً أنه عندما عرض ذلك النص على المتفرجين لاقى
حالة من الذهول لدى المتفرجين والنقاد من حيث جرأته في الطرح لفكرة العمل المسرحي موضحا أن مثل ذلك الطرح الموصوف بالجرأة المتأدبة يعطي
المسرح السعودي قيمة أدبية وفكرية عالية وتخلق حالة من الاحترام لدى المتابع والناقد.
من جهته تحدث نايف خلف بقوله: أعتقد أن أي نص مسرحي في العالم يخضع لمقصين وليس لمقص واحد ويضيف بقوله المقص الأول هو مقص الكاتب
نفسه مشيراً إلى أن ذلك المقص الذاتي ينطلق من فهم المؤلف لمجتمعه وظروفه وتركيبته ويستطرد بقوله أما المقص الثاني فهو مقص الرقيب والذي يراه ينطلق
من نفس فهم المؤلف، وهنا نجد أن الخلف يضم صوته لرأي الهويمل حول الرقابة على النص المسرحي المكتوب.
ويؤكد الخلف على أن مقص الرقيب لا يقترن دائماً بالمعاناة مؤكداً على أهمية وجوده كونه مطلباً لسلامة المجتمع.
أما المؤلف سامي الجمعان فيرى أن مهمة الرقيب تخضع لقوانين محددة يجب أن يتم التعاطي معها واحترامها في الوقت نفسه، ويشير إلى أن و جود ذلك
المقص الرقابي يعد ظاهرة صحية مشيراً إلى دوره في المحافظة على المثل والقيم الاجتماعية المتوارثة في المجتمع، ويوضح الجمعان بقوله إن مقص الرقيب يعد من
أهم الأدوات التي يمكن من خلالها المحافظة على ذائقة الناس موضحا أن النص المسرحي السعودي لن ينقرض إذا خضع لمقص الرقيب. وأبان الجمعان إلى أن
وزارة الإعلام وأي جهة حكومية معنية بالرقابة على النص المسرحي هي على دراية كافية بما يحتاجه المجتمع وما يرفضه.
ويذكر لنا الجمعان تجربته الشخصية مع مقص الرقيب الذي أشرف على ما يزيد من أربعة وعشرين نصاً مسرحياً وجميعها على حسب قوله لم تجد
ملاحظات من ذلك الرقيب.
ويشدد الجمعان على أن الرقيب ليس كابوساً يقض مضاجع الكتاب المسرحيين بل هو مجرد منظم لإطار معين يسير فيه النص المسرحي موضحاً أن الكاتب
حينما يكتب وهو يفكر بمقص الرقيب وفي ظل الخوف منه يخلق لنا كاتباً غير واثق من ذاته ومما يكتبه للناس ويرى الجمعان ضرورة التعامل مع الوضع
كواقع لابد من التعاطي معه.
ومن جهته ذكر مساعد الزهراني في إجابته على هذا المحور قوله: إنه لا توجد معاناة حقيقية مع ذلك الرقيب.
وحول محور عزوف بعض المؤلفين عن تقديم نصوصهم المسرحية إلى ممثلين يرى فيهم أنهم هواة؟
فأجاب محمد علي الهويمل على هذا الطرح بقوله: النص المسرحي كأي منتج أدبي هو بالنسبة لكاتبه كمولود جديد ظهر في حياته ويضيف بقوله وكما
للوالدين من شدة الحرص على أن يتربى مولودهم في وسط تربوي وتعليمي صحي فللكاتب نفس الحرص من أن يظهر عمله من خلال أبرز القدرات الفنية
ويشير الهويمل في حديثه إلى المقولة المسرحية التي ترى أن الهاوي يأخذ النص لصالحه وأن المحترف يضيف إلى النص من عطائه أن تلك المقوله لا تخلو من
الصحة، مشيراً في الوقت نفسه أن من حق الكاتب أن يبقي ذلك الهاجس في ذهنه.
أما نايف خلف فقد اعترض على صياغة محورنا السابق بقوله: يبدو لي أن السؤال بني بشكل غير منطقي وغير صحيح ويرى أنه وفقاً للعملية المسرحية لا
يوجد ارتباط بين الممثلين «الهواة المحترفين» بنص المؤلف دون وجود طرف ثالث وهو المخرج الذي يرى فيه الخلف أنه المعني بالسؤال عن ندرة النص
المسرحي المعروض.
ويضيف الخلف بقوله وهنا أتجاوز التحقيق لأجيب عن سؤال أعتقد أنه من الأفضل استبداله بالسابق فأقول بعيداً عن مسميات «هاوي ومحترف» نحن أمام
فنان «مخرج طبعاً» قادر على أن يقدم عملاً متميزاً ومبدعاً ويكسب ثقة المؤلفين لإخراج نصوصهم من الأدراج، ويؤكد الخلف على أنه ليس كل محترف
فناناً مبدعاً ومتميزاً ولا كل هاو مسلوباً من صفة الإبداع والتميز.
ومن جهة أخرى، تحدث سامي الجمعان المؤلف المسرحي عن هذا المحور بقوله إن تعالي الكاتب وغطرسته بحجب نصوصه فيه إجحاف لذاته وللحركة
المسرحية المحلية ويشير الجمعان إلى أن الكاتب الواعي وهو من يدفع بنصوصه إلى الساحة ليأخذ موقعه ويلامس زمنه مشيراً إلى أن قضية حجب النص
والكتابة للذات هي قضية مرفوضة من وجهة نظره الشخصية، ويؤكد على أن المسرح فعل ثقافي جماعي ويجب التعامل معه من هذا المنطلق وأبان الجمعان
أن الممثلين الهواة هم النواة الحقيقية التي تتوالد عبرها أجيال الحركة المسرحية المتعاقبة جيلاً بعد جيل موضحاً أنه من المفترض أن يكون الكتّاب متفاعلين مع
الممثلين الهواة كتفاعلهم مع المحترفين ويلمح الجمعان إلى قلة المحترفين في المسرح المحلي لدينا، وهنا يؤكد في حديثه على أن ندرة النص المسرحي عائدة إلى
بطء الحركة المسرحية المحلية.
أما مساعد الزهراني فيقول كل الممثلين المسرحيين لدينا هواة ويستغرب من إطلاق اسم ممثلين مسرحيين على ممثلي التلفزيون محترفين ويؤكد على عدم
وجود علاقة بين الاثنين، ويشير إلى أن علاقة أولئك الممثلين بالمسرح تنحصر في مشاركتهم في عمل أو عملين مسرحيين في بداياتهم ليصلوا إلى التلفزيون
ومن هنا والحديث للزهراني تكمن المشكلة العظمى وهي أن أكثر المسرحيين ليس لديهم انتماء للمسرح، وشدد الزهراني على أن النص المسرحي لا
يكتب لممثل بعينه ولكنه يكتب للمسرح وللإبداع المسرحي.
وحول محور الإعداد والاقتباس من النصوص المسرحية العالمية لمواجهة أزمة النص المسرحي المحلي؟
يقول الكاتب المسرحي محمد الهويمل في نظري ليس هو الحل وإن كان أحد الحلول لأزمة النص المسرحي المحلي مؤكداً على أنه يجب أن يدعم هذا التوجه
وغيره من كل جهد يحقق كماً مسرحياً للمسرح السعودي مؤكداً أنه يجب ألا نستعجل مرحلة الكيف ويضيف بقوله كما أنه يجب أن يكون لنا تطلع إلى
أن تتسع مساحة الطرح في المسرح المحلي ويوضح الهويمل بأن المسرح لدينا يجب أن يأتي متحرراً من أسمال التقليدية موضحا أن مسرحنا يجب أن يكون في
واقعه فكري الطرح والتناول من خلال نشر قاعدة كمية تكون منطلقاً للأجناس المسرحية الأخرى. أما المخرج المسرحي نايف خلف فيقول إن الإعداد
والاقتباس من النصوص المسرحية العالمية وفق الأسس العلمية والمنهجية المتعارف عليها مسرحياً هي حل من ضمن مجموعة حلول أخرى لتجاوز أزمة ندرة
النص المسرحي المحلي.
من جهته يضم سامي الجمعان رأيه لرأي نايف خلف يكون الإعداد والاقتباس أحد الروافد التي يستمر بها المسرح في عطائه ويعتقد الجمعان بأن تلك
الظاهرة هي ظاهرة صحية ويشير إلى أن عدداً من المسارح العالمية بدأت تتجه إليها ويؤكد على أنه حل جزئي لقضية ندرة النص المسرحي المحلي مؤكداً
على ضرورة تطويع تلك الطريقة لخدمة قضايانا الخاصة.
وألمح الفنان مساعد الزهراني إلى أن طريقة الإعداد والاقتباس من النصوص المسرحية العالمية يجب أن تكون إبداعاً آخر موازياً للنص الأصلي واستهجن قيام
البعض من المعدين للنصوص المسرحية العالمية بكتابة اسمه على النص بعد حذف العنصر النسائي وبعض الألفاظ مشيراً إلى أن من يقوم بهذا العمل ليس معداً
للنص ويتعجب الزهراني من عدم تحرج البعض من وضع عبارة من تأليف/ فلان «اسمه على النص» وتلك مصيبة من وجهة نظره.
كانت تلك مشاركات الأخوة المسرحيين معنا في هذا التحقيق الصحفي الذي أردنا من خلال طرحه تسليط بعض الضوء على مشكلة يعاني منها المسرح
المحلي لدينا وهي مشكلة يمكن التغلب عليها بقليل من الجهد والعمل على بعث الحياة في الفعل الثقافي للمسرح المحلي وتأكيد جهود المؤسسات الثقافية المحلية
حتى لا نهضمها حقها من الذكر فهناك جامعة الملك عبدالعزيز بجدة تعلن عن مسابقتها السنوية في الكتابة المسرحية من خلال التأليف للنصوص المسرحية
والتي ترصد لها عدداً من الجوائز بالإضافة إلى العمل على نشر تلك النصوص المسرحية الفائزة ليتمكن الجميع من الاطلاع على ذلك النتاج الثقافي الأدبي وفي
الجهة الأخرى هناك مسابقة مماثلة ترعاها الرئاسة العامة لرعاية الشباب ومسابقة أخرى ترعاها وزارة المعارف والعديد من الجهات الحكومية ذات العلاقة
بالنشاط الثقافي بالمملكة.
وأخيراً يبقى الحكم للقارئ الكريم على ما طرح في هذا التحقيق من آراء قد نتفق معها وقد نختلف مع الآخر ولكن يبقى عزاؤنا الوحيد أن اختلاف الرأي
لا يفسد للود قضية.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
المنتدى
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved