قصة قصيرة رحلة نورة ضعيان - الرياض
|
العمر سبعيني.. الوقت منتصف النهار والشمس حارقة تلفح الوجوه، وتحرق الشفاه.
الجنس امرأة أرادت أن تأخذ بعض الأشياء من بعض المحلات التجارية، سارت بخطى ثابتة وقصيرة، تلتفت يمنة ويسرة.. تريد الطرف المقابل من الشارع لكي تتمكن من التبضُّع..
زحام شديد، والمركبات مسرعة تكاد تدمر من يأتي أمامها، عبرت بعد عناء شديد.. أف، معاناة.. منظر أجبرها على التوقف عن المسير وترقُّبه.. إنه عامل يقوم بالحفر وأداء بعض الأعمال المكلف بها.. تنظر إليه وهي تشفق لحاله لهذا العناء وتكبده في سبيل الكسب الحلال ولقمة العيش الشريفة، تدخل إلى محل تجاري (بقالة).
تشتري بعض الماء، فتقدمه إليه.. فعلت هذا وهي راحلة في طريقها للتسوق وقد حصلت هي على الأجر.. تتسوق بسلوك إسلامي يعطي صورة حقيقية للمرأة في الإسلام عند التسوق والشراء.
السبعينية إنها لا تجادل في البيع والشراء، ولا ترفع صوتها في المحل، بل إن قال لها البائع بكذا أخذت السلعة وانصرفت بعد دفعها الثمن. لقد حان وقت العودة إلى المنزل والشمس تقترب من الغروب، تقفل راحلة. أوه، ما هذا؟ إنه عامل نظافة قام بحمل النفايات وإبعادها عن الطريق. تتوقف وتعطي له ما الله به عليم، وتنصرف إلى منزلها بخطى متثاقلة. لقد اعتادت هذه المرأة السبعينية على صنعها المعروف، كيف لا وصنائعها المعروف تقي مصارع السوء، لقد انتهت رحلة هذه المرأة فهي تقترب من منزلها، فلم يبقَ على أذان المغرب إلا دقائق، فهي تريد أن تفطر فهي صائمة هذا اليوم الخميس وترجو أن ترفع أعمالها في هذا اليوم وهي صائمة.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|