يا ليلُ كم أشكُو ولم تصغِ لي! |
هل تبلغُ الشكوى فؤاد الخلِي؟ |
طويتني حُلماً ولمَّا ذَوَى |
نشرتني جُرحاً ولم تحفلِ |
تساقطتْ أوراقُ عُمري عَلَى |
كفيكَ أغفى فيهما مشعَلِي |
يَشيخُ نبضي كُلَّما أوغلتْ |
راياتُكَ السوداءُ كالجحفَلِ |
وكُلَّما ضَممتَني كمْ مُنى |
تكسَّرتْ في مُهجةِ الأعزَلِ؟ |
وَحقلُ آمالي إذا ما زَهَا |
تهوي به حصْداً بلا منجَلِ |
أَغرقتني في لُجةٍ ما لها |
من آخرٍ يُرجى ولا أوَّلِ |
أرى ولا أسمعُ إلا كما |
رِيحٍ عوتْ من ستركَ المُسدَلِ |
والصمتُ كالمقبرَةِ التحتوِي |
هياكلاً في قبضةٍ الهيكلِ |
كم بائسٍ يكادُ يقضي أسىً |
لولا غوادي دمعهِ المُسْبَلِ! |
ماذا جرى ياليلُ؟ ما للورى |
يشكونَ طعمَ المُرِّ للحنظَلِ؟ |
أحلامهمْ تلُوكُ أحلامَهُمْ |
وقد نمَتْ في حضنِكَ المُمْحِلِ |
تعزفُ من أنَّاتهمْ نَغْمَةً |
فيرقُصُ المكلُومُ للمُثقَلِ |
وفي مآقيهم تنامى الأسى |
شوكاً نديَّ الغُصنِ لم يّذبُلِ |
تغتالُُهُم دُنيا لها أوجُهٌ |
كم نُبتلى فيها! وكم نبتلي! |
ونارُها كنورها والورى |
كما فراشٍ هشَّ للمقتلِ |
وتسبقُ الأقدارُ في غفلةٍ |
لا يستوي الزارعُ والمُجْتلِي |
يا ليلُ كم أشكو وما هَمَّني |
أصغيتَ أم يا ليْلُ لمْ تُصْغِ لي؟ |
ستهتكُ الشكْوى ستارَ الدُّجى |
فطُلْ كما تشاءُ أو فارحلِ |