الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 05th June,2006 العدد : 156

الأثنين 9 ,جمادى الاولى 1427

شَكْوَى
عيسى جرابا
يا ليلُ كم أشكُو ولم تصغِ لي!
هل تبلغُ الشكوى فؤاد الخلِي؟
طويتني حُلماً ولمَّا ذَوَى
نشرتني جُرحاً ولم تحفلِ
تساقطتْ أوراقُ عُمري عَلَى
كفيكَ أغفى فيهما مشعَلِي
يَشيخُ نبضي كُلَّما أوغلتْ
راياتُكَ السوداءُ كالجحفَلِ
وكُلَّما ضَممتَني كمْ مُنى
تكسَّرتْ في مُهجةِ الأعزَلِ؟
وَحقلُ آمالي إذا ما زَهَا
تهوي به حصْداً بلا منجَلِ
أَغرقتني في لُجةٍ ما لها
من آخرٍ يُرجى ولا أوَّلِ
أرى ولا أسمعُ إلا كما
رِيحٍ عوتْ من ستركَ المُسدَلِ
والصمتُ كالمقبرَةِ التحتوِي
هياكلاً في قبضةٍ الهيكلِ
كم بائسٍ يكادُ يقضي أسىً
لولا غوادي دمعهِ المُسْبَلِ!
ماذا جرى ياليلُ؟ ما للورى
يشكونَ طعمَ المُرِّ للحنظَلِ؟
أحلامهمْ تلُوكُ أحلامَهُمْ
وقد نمَتْ في حضنِكَ المُمْحِلِ
تعزفُ من أنَّاتهمْ نَغْمَةً
فيرقُصُ المكلُومُ للمُثقَلِ
وفي مآقيهم تنامى الأسى
شوكاً نديَّ الغُصنِ لم يّذبُلِ
تغتالُُهُم دُنيا لها أوجُهٌ
كم نُبتلى فيها! وكم نبتلي!
ونارُها كنورها والورى
كما فراشٍ هشَّ للمقتلِ
وتسبقُ الأقدارُ في غفلةٍ
لا يستوي الزارعُ والمُجْتلِي
يا ليلُ كم أشكو وما هَمَّني
أصغيتَ أم يا ليْلُ لمْ تُصْغِ لي؟
ستهتكُ الشكْوى ستارَ الدُّجى
فطُلْ كما تشاءُ أو فارحلِ
الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
مداخلات
الملف
الثالثة
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved